مدير متحف آثار الوادي الجديد: المصريون اخترعوا أقدم فرشاة ومعجون أسنان منذ 5000 عام قبل الميلاد

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال طارق محمود، مدير عام متحف آثار الوادى الجديد، إن المصريين القدماء أول من حاولوا الاعتناء بأسنانهم، ونظافتها، حيث وصلت إلينا قطعة أثرية تدلل على استخدامهم الفرشاة ومعجون الأسنان. 

وأوضح محمود في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أن أقدم فرشاة أسنان في التاريخ عثر عليها ضمن آثار قدماء المصريين ترجع إلى 5000 عام ق.م، وقد كانوا يقومون بتنظيف أسنانهم ضمن طقوس منتظمة. 

وأضاف أن أقدم وصفة معجون أسنان في العالم وجدت مكتوبة في مجموعة من وثائق البردي، والمحفوظة حاليًا في المكتبة الوطنية في فيينا، حيث كتب المصري القديم، أن الملح الصخري والنعناع وزهرة القزحية المجففة وحبوب الفلفل كل ذلك مختلط مع بعضه البعض، وبعد اختلاطه باللعاب واستخدامه في تنظيف الأسنان، فإنه يعطينا أسنان نظيفة لامعة بيضاء. 

وأكد محمود أن باحثين في العصر الحديث أجروا الاختبارات على هذه الخلطة، وقد ظهرت الورقة البحثية لهذه الخلطة في مؤتمر طب الأسنان في فيينا عام 2003، حيث قال طبيب نمساوي إن الخلطة، التي أطلق عليها، "الخلطة نفاذة الرائحة"، سببت نزف في اللثة بالبداية إلا أنها أعطت نتائج رائعة أفضل من بعض معاجين الأسنان المكتشفة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. 

والفرشاة الظاهرة في الصورة عثر عليها ضمن مقتنيات الملك توت عنخ آمون، وهي محفوظة حاليًا بأحد متاحف إيطاليا. 

يذكر أن نصوص ومناظر من مقابر وتماثيل ولوحات جنائزية عديدة وجود مهنة طبيب الأسنان "إِبِح سونو" في مصر القديمة، ووصل إلى عصرنا أسماء نحو 10 من معالجي الأسنان ومساعديهم، آخر ثلاثة منهم اكتشفوا فقط عام 2006 من مقبرة في سقارة اكتشفها لصوص حاولوا سرقتها. وأقدم طبيب أسنان معروف لنا هو «حسي رع –الممدوح من الإله رع» الذي عاش في القرن 27 قبل الميلاد، وهو وزير الملك زوسر باني أول هرم في مصر؛ الهرم المدرج في سقارة.

وتوجد لوحة من الخشب في المتحف المصري بالقاهرة، مصور عليها «حسي رع» –العلامة الهيروغليفية الأولى (أعلى اليمين) تعني «كبير» والثانية (سن الفيل) تعني «الأسنان»، والثالثة (أداة طبية) تعني طبيب، والثلاثة معا يشكلون عبارة تعني «كبير أطباء الأسنان –وِر إبح سونو»).

ويؤكد الرحالة اليوناني هيرودوت من القرن الخامس ق م في كتابه الشهير عن رحلته لمصر أن الأطباء كانوا في كل مكان، وأنه كان بينهم متخصصون يعالجون الأسنان فقط أوالعين أو المعدة.

والنصوص القديمة تؤكد أن الأطباء المصريين بشكل عام كانوا يستدعون إلى بلاط الملوك الأجانب لتقديم خدماتهم، كما أن الأجانب كانوا يأتون إلى مصر لتعلم الطب، وتضم بعض البرديات الطبية التي لم تفقد ووصلت إلى عصرنا، وعددها نحو 15 بردية، نصوصا تتعلق بعلاج الأسنان، أشهرها نص ببردية «إدوين سميث» يصف كيفية إعادة مفصلي الفك السفلي إلى مكانهما في حالة لا يستطيع المريض فيها إغلاق فمه بسبب خروج المفصل من مكانه لأسباب عديدة من بينها التثاؤب بقوة، وتوجه البردية للطبيب تعليمات بكيفية التعامل مع هذه الحالة تكاد تطابق ماهو مكتوب في أي مرجع طبي حديث عن علاج هذه الحالة.

وهناك جزء مكتوب بالعلامات الهيروغليفية من وصفة إعادة مفصل الفك إلى مكانه من بردية إدوين سميث المكتوبة أصلا بالخط الهيراطيقي.

كما يوجد جزء آخر من بردية إدوين سميث، تضم البرديات الطبية أيضا وصفات لتحضير غسول للفم وغرغرة، وعلاج لخراج الأسنان واللثة، وكذلك وصفات حشو «مؤقت».