مبتعثون سعوديون يخططون لإقامة دورات لتعليم لغة الـ80 ألف رمز

السعودية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية



لا يعرف كثير من السعوديين عن اللغة الصينية سوى كلمة «ني هاو» الشهيرة، التي تعني «مرحباً» بالعربية فيما يشعر غالبيتهم أنها «لغة صعبة»، إلا أن هذا الشعور بدده طلبة مبتعثون، متوقعين أن تلقى هذه اللغة «رواجاً كبيراً في المستقبل القريب»، تماشياً مع الحضور القوي الذي أصبحت تمثله الصين على الخريطة الدولية.

وربما يكون «اطلبوا العلم ولو في الصين» خير دليل على أهمية التبادل المعرفي هذا وقدمه، وتحتل الصين المركز العاشر بحسب إحصاء نشرته وكالة وزارة التعليم لشؤون البعثات عام 2017 في عدد المبتعثين السعوديين في الخارج، إذ يدرس فيها من إجمالي المبتعثين 477 طالباً، يرافقهم 261 من ذويهم.

وتقول ثناء القرقوش (مبتعثة سابقة للصين)، إن «اللغة الصينية باتت تنافس نظيرتها الإنكليزية، وتشير المعطيات كافة إلى أن الصين تتجه لتصبح قوة اقتصادية رائدة ومتفردة، وبالتالي فإن كل من لديه رؤية مستقبلية سيدرك أن الصينية ستكون لغة العالم خلال العقود المقبلة».

وأشارت إلى أن تعلم اللغة الصينية مرتبط في تسارع وتيرة النمو الاقتصادي الذي تسجله بكين، متوقعة أن تصبح خلال السنوات المقبلة «قوة اقتصادية عملاقة»، لافتة إلى أن تعلم هذه اللغة «يحتاج إلى صبر، فهي تحتاج وقتاً لتعلمها، وتختلف عن العربية لناحية الأحرف، ومخارجها والكتابة وقواعد اللغة، وتتميز بالنغمات في النطق، إلا أنها لغة جميلة وثرية، ولا يندم من يتعلمها».

وذكرت القرقوش أن الصين كانت من الدول المتاحة أثناء الابتعاث، نظراً لكونها دولة تتمتع باقتصاد عالمي، ومواكبة وسباقة في التطور التكنولوجي وحب الاكتشاف أيضاً والخطط التجارية ما بعد التخرج»، مضيفة أن «أكثر شعوب العالم تدرس لغة أخرى إضافة إلى الإنكليزية، وعندما تفكر في إضافة لغة؛ يجب أن تكون لغة يتحدثها أكثر سكان الأرض، وتساعد من تعلمها في الوصول إلى كم هائل من المعلومات، وإلى ثقافة جديدة».

وانهالت الطلبات على ثناء القرقوش من عائلتها وبعض معارفها لتعلم اللغة الصينية، وتقول: «ألاحظ حماسهم لتعلم اللغة، وأصبح الآن هناك الكثير من التطبيقات والبرامج والقواميس ذات الجودة في الترجمة، ما سهل تعلم اللغة للراغبين، وليس كما كان عليه الحال في عهدنا، إذ كانت المصادر فقيرة جداً، وتكبدنا الكثير من العناء».

وقوبل قرار المهندس عبدالعزيز الحارثي بالدراسة في الصين، بالسخرية من الاهل والأصدقاء، إذ كانوا يقولون له: «ما لقيت الا الصين»، وسط تعجب منهم، ولكنه يقول: «إن اللغة الصينية عنصر مهم لمن يمارس التجارة، فهي الدولة الأولى في الاقتصاد»، ناصحاً كل من هو مقبل على تعلم هذه اللغة بأن «حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس».

بدوره، اعتبر فيصل الموسى، تعدد اللغات في المدارس السعودية بشكل اختياري «أمر ضروري». وقال: «إن تعدد اللغات للشخص يفتح آفاقاً له لتعلم ثقافة بلد آخر»، مردفاً أن «الصينية لغة ممارسة، لكونها تفتقد الحروف، وتعتمد على الرموز».

وتربو رموز اللغة الصينية على 80 ألفاً، ولفت الموسى إلى أن الصينية «لغة متجددة، ولا يوجد عدد لرموزها، ولكن استخدام الشخص العادي يكون بين ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف رمز، لذلك يتحتم على الشخص ممارستها، لعدم نسيانها»، مبيناً أن للرمز الواحد «معان عدة وأحيانا يكون هناك رمزاً واحداً يحوي أكثر من معنى، فضلاً عن تعدد أسماء الإشارة لديهم، ووجود أربع طبقات صوت في اللغة، ولكن قواعدها بسيطة جداً».

من جهته، يرى فيصل اللحيدان أن تعلم اللغة الصينية «ضرورة»، نظراً لما تشهده الصين من اتساع في حجم الاقتصاد العالمي، مشدداً على متعلم هذه اللغة بالتحلي بالصبر والشغف. 

وقال: «يتعلم المرء من اللغة الصينية التفكير الصيني والثقافة والصينية، ويجعله ذلك مؤهلاً لدخول المجتمع الصيني والحوار مع الآخر». 

ويفكر اللحيدان في إقامة دورات «اون لاين» بعد قرار ولي العهد بإدراج اللغة الصينية في التعليم العام والجامعي.

ويشيد فهد الحربي في القرار، لافتاً إلى توجه العالم إلى الصين، «لأن عدد سكانها يربو على 1.4 بليون نسمة»، مضيفاً أن «تعلم اللغة سهل، ويعتمد على الحفظ والممارسة»، معتبراً الابتعاث إلى الصين «أهم الخطوات في حياتي».

ويرى ناصر الرشود، أن القرن الواحد والعشرين «قرن الصين»، مضيفاً أن «الصين من أكثر الدول تطوراً، وأن مواكبة تطور سوق الأعمال وتوجهاته تستدعي تعلم لغتها التي تجاوزت حدودها الوظيفية، لتصبح أداة معرفية أساسية في الاطلاع والتعلم من التجربة الصينية».

ويستذكر الرشود تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لحفيدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي تغني وتنشد باللغة الصينية، ويقول: «هذا يدل على أهمية تعلم اللغة الصينية، نظرا لاتساع نفوذ الصين وصعودها خلال السنوات العشر الماضية، بوصفها قوة اقتصادية بارزة على الساحة الدولية».