د. حماد عبدالله يكتب: الانتصار !! ( 2 )

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


لم تنتصر إسرائيل فى يونيو 1967 علينا !!
نعم لم تنتصر إسرائيل رغم تفوقها العسكرى سنة 1967 ... ورغم إحتلال أضعاف مساحة أرضها خلال أيام ست ، إستطاعت أن تكسب أرض فى سيناء المصرية وفى الضفة الغربية وغرب الأردن وفى الجولان السورية وفى جنوب لبنان ، ولكنها لم تستطع أن تكسر إرادة شعوبنا ولذا عادت كل سيناء و عاد جنوب لبنان و مازالت الأراضى الباقية فى الأردن وفلسطين وسوريا محل مفاوضات  وناتج أثار غباء سياسى من قادة هذه الدول حينما إستطاع الثعلب المصرى المرحوم "محمد أنور السادات" أن يضرب ضربتين ضربة عسكرية خاطفة 1973 وضربة خاطفة سنة 1979 بزيارته للقدس وإقتحام الكنيست الإسرائيلى (برجاء قراءة خطابه أمام الكنيست كل فترة من الزمن وذلك لأهمية "نزوح القشعريرة الوطنية لجسدك" بين حين وأخر(وقاعات فندق مينا هاوس بالهرم شاهدة على الغباء السياسى لهؤلاء الحكام )!! .
لم تستطع إسرائيل أن تكسر الإرادة بل ظهر ذلك جلياً حينما أعلن المرحوم الرئيس "جمال عبد الناصر" تنحيه عن الحكم وقيام الشعب المصرى بإعادته فى 10،9 يونيو  1967 هذه هى الإرادة المصرية هذه هى الإرادة الشعبية التى لم تنهزم سنة 1967 
فالإنتصار هو إنتصار إرادة وليس إنتصار "ماتش " أو إنتصار فى كسب جائزة 
أو حتى فى جولة عسكرية !!


الإرادة قوة ممكن تكون عظمى وممكن تكون منكسرة ، ولا وسط للإرادات فى معايير قياسها .
فإما هناك "إرادة قوية" أو "لاإرادة" على الإطلاق ويكون الموقف هو الإستسلام والإستلقاء على الوجه "منبطحاً" أو على الظهر "مسلماً أمرك لخالقك" ولمستعبدك من البشر!!
ولم يقل الله ذلك أبداً فقال ما معناه "إسعى يا عبد وأنا أسعى معك ".
أن مشكلة الأمة العربية كلها هى مشكلة كل قطر وكل بلد فيه ، فلعل تشابه الوطن العربى فى سلوك أفراده ولغته ، وتقاليده وحتى لون " سحنته " ودينه ، وثقافته إنهم في أشد العوز لإرادة ، إرادة حية ، إرادة قوية ، بأن" يكونوا أو لا يكونوا" والإرادة تتحقق حينما تتحد الأفكار مع الأهداف مع المصالح العليا وليست المصالح المحدودة الضيقة !!
ولنا في العراق قدوة ولنا في فلسطين درساً لا يمكن أن يبتعد عن فكر أي وطني ومثقف عربي ... ولكن الطريق لخلق الإرادة ورفع معيار قوتها يعتمد أساسا علي مدي تقبلنا لمفهوم الحوار ومفهوم "المصلحة الوطنية العليا " وإستيعابنا للدرس ... من الذين سبقونا وكانوا علي اختلاف بَيَّنْ .. مثل الأمة الأوربية وكذلك الأمة الأمريكية  وهاهم ( الأسيان ) في جنوب شرق أسيا (الأمة الأسيوية).
يجب أن نستوعب الدرس ........... يا عرب !!
   Hammad [email protected]