بناها السلطان محمود خان للتقرب من الشعب المصري.. تعرف على المدرسة العثمانية (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور مصطفى فوزي مدير شئون مناطق جنوب القاهرة الأثرية، إن تكية السلطان محمود الواقعة في شارع بورسعيد بالقرب من مستشفى أحمد ماهر الحالية، لم يتم إنشاؤها كتكية وإنما هي في الأصل مدرسة سلطانية. 

وتابع فوزي في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن المدرسة أنشأت بأوامر من السلطان محمود خان عام 1164 هـ 1754 م، وهي ثاني مدرسة على النمط العثماني في مصر بعد المدرسة السيوفية، وهي منشأة سلطانية، حيث أنشأ السلاطين العثمانيين ثلاثة منشآت في مصر، هذه المدرسة للسلطان محمود خان ابن السلطان مصطفى خان، وأبيه مصطفى خان أنشأ سبيل في ميدان السيدة زينب، وجامع الملكة صفية في منطقة الداودية وهي زوجة السلطان، أما باقي المنشآت فقد أنشأها الولاة الذي تولوا حكم مصر من قبل الباب العالي. 

وأوضح أن غرض البناء هو أن تمثل المنشأة ذكر للسلطان بين أبناء الشعب، وقد كان السلاطين العثمانيين حريصين على تذكير الناس بهم في الولايات التابعة للدولة العثمانية من خلال المباني التي تمس حياتهم اليومية أمثلة المدرسة والأسبلة والمساجد. 

وعن تخطيط المدرسة قال فوزي، إنه تخطيط وافد من الدولة العثمانية إلى مصر، والغرض هو صبغ كل الولايات التابعة للدولة العثمانية بالصبغة الخاصة بهم في المباني المعمارية، وكان طراز المدارس العثمانية بشكل عام عبارة عن صحن مكشوف يحيط به أربع ظلات، يليها الحجرات الخاصة بالطلبة، وفي اتجاه القبلة كان يتم بناء حجرة الدرس، والتي كانت تقوم أيضًا بدور المسجد، وكانت حجرة الدرس أو المسجد يقام به الصلوات الخمس فقط والجمعة تؤدى في المساجد الجامعة، والمسجد من الداخل تكوينه بسيط، ذو محراب خالي من الزخارف، وليس به منبر، لأنه لا تقام فيه الجمعة كما أوضحنا.

وأوضح أن المسجد كان يتمتع بشئ من الاستقلالية، بعيدًا عن غرف الطلاب نظرًا لقدسيته، ولأنه كان مخصصًا لإقامة الشيوخ والمدرسين، وكان يلحق بقاعة الدرس أو المسجد الكتاب خانة، أو المكتبة، وفيها المصادر والمراجع التي يعتمد عليها الطلاب في دراستهم. 

واعتاد السلاطين العثمانيين إلحاق بعض المنشآت بالمدرسة، فمثلًا نجد هنا أن المدرسة ملحق بها سبيل، وكتاب، وحواصل أي محلات كان يتم إيجارها، والربح يتم إنفاقه على المدرسة، فيضمن السلطان استمراريتها في القيام بدورها. 

وعن حجرات الطلبة قال فوزي، إن كل حجرة كان بها سرير ودولاب ومنضدة، ومدخلها في أحد الجوانب حتى لا تُظهر من بداخلها لمن هو في صحن المدرسة، وعدد الحجرات 22 حجرة، وعدد الطلاب بها كان 22 طالب، ثم ازداد العدد فصار 60 طالب، ولم تكن الدولة العثمانية مهتمة بالتعليم، فقد كانت المدرسة تدرس المذهب المالكي وفقط، دون العناية ببقية العلوم. 

والطراز المعماري والزخرفي للمدرسة –والكلام لفوزي-، نجده مشابه للطراز المصري، حيث حرص المعماري على تقليد بعض الطرز المصرية، فنجد مدخل المسجد ذو عقد ثلاثي يشبه المداخل التذكارية للعصر المملوكي، ونجد المدخل تعلوه قبة محمولة على مثلثات كروية وهو طراز فاطمي، وكأن السلطان يريد إرسال رسالة للشعب المصري أنه منهم. 

وأضاف أن المدخل الرئيسي، على الطراز العثماني ويحمل نص تأسيسي يؤرخ للمدرسة وبانيها، ونصه "أنشأ هذه المدرسة المباركة حضرة مولانا السلطان محمود خان ابن السلطان مصطفى خان" وعلى جانبي النص التأسيسين كلمتي الله محمد، والعقد مزين بقطع من القاشاني. 

وختم فوزي كلماته، قائلًا إن المدرسة كانت تدرس المذهب المالكي وفقط، ووصف العصر العثماني بكشل عام في مصر بأنه كان عصر مظلم، لم يعتن فيه العثمانيون بالتعليم واكتفوا منه فقط بالعلوم الشرعية، واكتفوا من العلوم الشرعية بالمذهب الفقهي المالكي فقط.