"رجيم الثمانين يوماً" أحدث صيحة لخسارة الوزن الزائد

الفجر الطبي

أرشيفية
أرشيفية


الصيحات الرائجة صارت تطال أغلب تفاصيل الحياة العصرية؛ والحميات الغذائية لم تسلم من تلك الموجات صعوداً وهبوطاً؛ وإن كانت مختلف الصيحات في أي مجال آخر، حتى وإن كانت سيئة، ستذوي بعد بعض الوقت، ولكنّ صيحات التغذية الرائجة قد تسبب آثاراً على صحتك مخالفة لما تتمنين، ولهذا ينبغي التعامل معها بوعي.

وأحدث صيحات الحمية هي نظام تغذية انتشر أخيراً تحت اسم "حمية هوس الثمانين يوماً 80 Day Obsession"، التي ابتكرتها واحدة من مشاهير مدرّبي الرياضة التي تتعامل مع النجوم. وتتضمن تلك الحمية برنامجاً خاصاً من الوجبات اليومية، والتمارين الرياضية الذي يستمر لمدة 80 يوماً، ويركز على حرق الدهون وانقاص الوزن.

جاء اختيار 80 يوماً بالتحديد، لأن هذه هي المدة المفترضة ليكوّن الجسم أساساً صحياً وسليماً للياقة وبالتالي رشاقة أكثر. وبالاشتراك في البرنامج، يتلقى المشاركون خطة من التمارين الرياضية التي تتراوح بين 30 – 60 دقيقة، على مدار مدة البرنامج، ما يحقق روتيناً رياضياً متنوعاً ومتغيّراً لكي يبقي المشاركين محفّزين ونشطين.

كما يعتمد البرنامج على وضع جدول زمني للوجبات والتمارين، بحيث يحقق للجسم الشبع، والتزود بالطاقة اللازمة لتمضية اليوم وتأدية التمارين بنشاط وقوة، مع تسريع عملية الأيض وحرق السعرات. فهو مبنيّ على وجبات صغيرة يجري تناولها كل ساعتين إلى ثلاثة، بدلاً من طريقة حساب معدل السعرات الحرارية المعتادة.

يبدو كلاماً معقولاً، ولكن هل تلك الحمية صحية وآمنة؟
بمراجعة آراء الخبراء ومختصي التغذية، لم يبدُ عليهم الرضى الكامل تجاه هذه الحمية؛ بداية باسمها. فهم يرون "الهوس" بأي شيء، تصرف غير حميد وغير إيجابي. فممارسة الرياضة بنحو مبالغ فيه، والركض وراء خسارة الوزن، قد يؤدي إلى اضطرابات في الأكل، أو الإفراط في التمارين الرياضية التي بدون شك ستأتي بنتائج عكسية.

ولأن البرنامج يتضمن استبدال بعض الوجبات بمشروبات بديلة تقدمها الشركة المسؤولة عن البرنامج، بالإضافة إلى عبوات تحدد كميات الطعام، فيراها الخبراء كخطة عامة، ليست مصممة لتناسب طبيعة احتياجات كل جسم وحسب نشاط وصحة صاحبه، الأمر الذي لا يناسب أسلوب الحياة الصحي والمتوازن.

كما أن رسالة البرنامج هي "تغيير الشكل"، وهي رسالة سلبية للغاية، تعزز شعور عدم الرضى وقبول النفس، وتبدو كأن المهم أن يغير الإنسان شكله، لا أن يصبح أكثر صحة ولياقة، ويحقق لنفسه أسلوب حياة متوازن وصحي.

ولهذا، ينظر الخبراء إلى هذه الحمية نظرة سلبية، لتشابهها مع الحميات القاسية المكثفة، التي وإن كانت تقدّم لك نتائج سريعة، لكنها غير دائمة وغير صحية أو آمنة بالضرورة، ولا تساعدك على تحقيق معادلة متوازنة لأسلوب حياتك، بنحو مستدام، وتذكري دائماً أن التوازن هو مفتاحك السحري لتحقيق أهدافك على طريق الرشاقة؛ فإن كان بطيئاً إلا أنه يقدم لك نتائج أطول عمراً وأكثر ثباتاً.

انتبهي لما يروَّج لكِ من حميات وتقاليع تغذية، فهي قد تتلبّس بغلاف من الصحة والرشاقة، لكن في باطنها قد تسبب ضرراً أكثر من النفع، تسلّحي بالمعلومات الكافية واستشارة الطبيب أو المختص قبل اتباع أي حمية.