تعكس الثقة في القيادة السياسية.. ماذا قالوا عن القمة "العربية – الأوروبية"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تباينت أراء بعض الشخصيات العامة وبعض الصحف العربية، قبل ساعات من افتتاح القمة "العربية – الأوروبية" الأولى، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة واسعة للزعماء العرب والأوروبيين، في تجمّع تاريخي على أرض الفيروز، مؤكدين أن استضافة مصر لهذا الحدث يُعد حدثًا هامًا وتاريخيًا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتعكس الثقة في القيادة السياسية.

 

ويترأس القمة العربية - الأوروبية الأولى عن الجانب العربي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعن الاتحاد الأوروبي رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، تحت شعار "في استقرارنا نستثمر"، وتضم القمة رؤساء دول وحكومات 50 دولة عربية وأوروبية؛ 22 دولة عربية، و28 دولة أوروبية، وتستمر على مدار يومي الأحد والاثنين من الأسبوع الجاري.

 

في هذا الصدد، تستعرض "الفجر"، أبرز ما قاالته الصحف والشخصيات العامة حول القمة، فيما يلي.

 

قمة تؤكد عودة مصر لدورها الريادي بالمنطقة

 

من جانبه قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية السابق، إن القمة العربية- الأوروبية هي الأولى من نوعها في العلاقات الأوروبية العربية، ومصر قد مرت بالحوار العربي الأوروبي في أعقاب حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن هذه القمة تؤسس لصفحة جديدة في تاريخ العلاقات العربية- الأوروبية، انطلاقًا من عدد من الاعتبارات، في مقدمتها الاعتبارات التاريخية والقرب الجغرافي والمصالح وعدد من التحديات المشتركة.

 

وأضاف عبد الحكم، خلال حواره مع برنامج "8 الصبح" المذاع عبر فضائية "DMC"، اليوم الأحد، أن انعقاد القمة العربية- الأوروبية في مصر يعكس ثقة وتقدير زعماء وقادة دول الاتحاد الأوروبي والعالم العربي في جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي وقدرته على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي يدرك حجم الإنجازات المصرية التي تحققت في السنوات الماضية في إطار عملية التنمية الاقتصادية.

 

وتابع مساعد وزير الخارجية السابق، بأن هذه القمة تؤكد عودة مصر لممارسة دورها الريادي في المنطقة، والقمة العربية- الأوروبية تمهد لدور ريادي للاتحاد الأوروبي في المنطقة بأكملها، وهذا نتيجة التأثير المباشر للأحداث التي تحدث في المنطقة العربية.

 

تضاف لإنجازات السيسي

 

وقال اللواء خالد خلف الله، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن القمة العربية الأوروبية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ، تعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجل إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفًا أن انعقاد القمة بشرم الشيخ يُعد انعكاسًا لمكانة مصر التاريخية، وتقديرًا لدور مصر في المنطقة وفي مكافحة الإرهاب، وأن الزخم الذي حظيت به القمة بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، دليل آخر على ريادة مصر في المنطقة والعالم.

 

وأشار  خلف الله، في بيان اليوم الأحد، إلى أن ما يقوم به الرئيس السيسي، والدولة المصرية، في ملف العلاقات الخارجية، وتدعيم آليات الشراكة الأوروبية العربية والحرب على الإرهاب، ومحاربة الهجرة غير الشرعية، كان له دور كبير وفعال، فطنت إليه كل الدول المشاركة في القمة العربية الأوروبية.

 

تعكس الثقة في القيادة السياسية

 

وقال النائب سلامة الجوهري، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إن رئاسة مصر للقمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ تعكس الدور المهم الذي تلعبه مصر في مختلف القضايا الإقليمية والثقة التي اكتسبتها القيادة السياسية المصرية على مستوى السياسة الخارجية.

 

وأضاف الجوهري، في بيان، اليوم الأحد، أن هذه القمة تمثل فرصة جيدة لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط حاليًا من أحداث، متابعًا "مشاركة الدول العربية والأوروبية في هذه القمة يسمح بخلق تصور عربي أوروبي مشترك حول ملف مكافحة الإرهاب والذي يستدعي تكاتف وتعاون دولي حقيقي لمواجهته".

 

وأشار إلى أن رئاسة مصر لهذه القمة وانعقادها على أرضها يعطي فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وبين دول الاتحاد الأوروبي، ويفتح الباب أمام المزيد من الاتفاقيات الاستثمارية والتجارية، مؤكدًا أن هذه القمة من شأنها المساعدة في نقل صورة حقيقية حول طبيعة الأوضاع حاليًا في مصر خاصة على المستوى الأمني والاقتصادي في ظل الإصلاحات التي تمت خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن نجاح مصر في تنظيمها سينعكس على العديد من القطاعات وعلى رأسها قطاع السياحة.

 

الاستثمار في الاستقرار

 

ولأهميتها التاريخية؛ تصدرت "القمة العربية – الأوروبية"، عناوين الصحف العربية، حيث  بارزت صحيفة الرياض السعودية أهمية القمة، قائلة إن هناك الكثير من الملفات الحيوية المشتركة التي تهم الجانبين على الصعيد السياسي والاقتصادي والتنموي؛ وفي مقدمتها الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية وكل ما يهم الاستقرار الإقليمي وكيفية تضافر الجهود العربية والأوروبية لمواجهة التحديات السياسية والأمنية القائمة التي تهدد الاستقرار.

 

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "الاستثمار في الاستقرار" أن المناقشات ستتركز على ثلاث قضايا رئيسة: التعاون الاقتصادي بين أوروبا والدول العربية، والتحديات الدولية، والمسائل الإقليمية، مضيفة أن القمّة العربية الأوروبية ستناقش قضايا التجارة والاستثمار في حوض البحر المتوسط، والمسائل التربوية والاجتماعية.

 

مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة

 

بينما صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فتحدثت عن استعدادات مدينة شرم الشيخ قبل انطلاق القمة، قائلة إن المدينة بدت في حالة استعداد قصوى، فيما انتشرت في شوارعها بوضوح اللافتات الدعائية للقمة العربية الأوروبية الأولى. ونقلت عن مراسليها في شرم الشيخ، أن المدينة شهدت انتشار أمني مُكثّف في نقاطها المُختلفة، غير أن ذلك تواكب مع حركة طبيعية للسائحين الوافدين للاستجمام.

 

ولفتت الصحيفة إلى الحضور الدبلوماسي الرفيع للقمّة، سواء على المستوى العربي أو على المستوى الأوروبي، مؤكدة أن الجانبان يسعيا للتوصل إلى تفاهمات بشأن القضايا الشائكة مثل الهجرة والقضايا الأمنية.

 

وأكدت أن قضية تعزيز الشراكة الأوروبية - العربية ومعالجة التحديات العالمية معًا، تشغل جانبًا كبيرًا، مشيرة إلى أن اليوم الثاني من القمّة سيناقش مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، في جلسة مغلقة، يعقبها استكمال مناقشة في الجلسة الثانية تعزيز الشراكة الأوروبية – العربية.