آخرهم على هامش القمة العربية الأوروبية.. لقاءات جمعت السيسي وخادم الحرمين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم تكن جلسة المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ  أمس الأخيرة، بينما جمعت الطرافين العديد من اللقاءات.

 

وشهدت العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، على مر التاريخ بأسس وروابط قوية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

 

 فعلى الصعيد العربي تؤكد صفحات التاريخ أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

 

القمة العربية الأوروبية

 

واستقبل الرئيس السيسي مساء أمس، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، حيث عقد الزعيمان لقاءً ثنائيًا تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين. ورحب الرئيس بزيارة العاهل السعودي ضيفًا عزيزًا على مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من التطورات المتلاحقة، معربًا سيادته عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا لشخص جلالة الملك وللأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، ومؤكدًا أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بينهما حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الإستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.

 

من جانبه، أكد الملك سلمان أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعمًا لأطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، موضحًا تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخمًا إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي. كما أشاد بالجهود المصرية التي أفضت إلى تنظيم القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، والتي من شأنها أن تساهم في تعظيم آليات التشاور المتبادل بين العالمين العربي والأوروبي فيما يخص التهديدات المشتركة المتصاعدة.

 

وتناولت المباحثات سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلًا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.

 

كما تطرقت المباحثات كذلك إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا وأمن البحر الأحمر والقضية الفلسطينية، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على مواصلة بذل الجهود المشتركة سعيًا نحو التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، لا سيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة تكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.

 

مدينة نيوم شمال المملكة العربية السعودية

 

كما التقي الرئيس السيسي  في 14 أغسطس المنصرم، بالملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين بمدينة نيوم بشمال المملكة العربية السعودية في زيارة غير مسبوقة واستثنائية، وذلك بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

 

وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها، حيث أن الملك سلمان، لم يستقبل أي من رؤساء الدول بمدينة "نيوم" من قبل، بينما يعد الرئيس السيسي هو أول من استضافهم خادم الحرمين الشريفين، إلى جانب حضور عدد من المسؤولين بالدولتين. وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات بين البلدين، ومناقشة تحديات المنطقة الإقليمية، لبلورة رؤية استراتيجية تتعلق بها، لاسيما في ملفي الأمن القومي العربي ومواجهة الإرهاب .

 

وشهد اللقاء تشاور وتبادل لوجهات النظر فيما يتعلق بآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تطرق الرئيسين لمجمل العلاقات الثنائية الأخوية بين الدولتين.

القمة العربية الـ29

 

وفي منتصف إبريل الماضي، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدى وصوله مقر انعقاد القمة العربية في دورتها الـ29، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس)، حينذاك.