رامي المتولي يكتب: مهرجان شرم الشيخ للسينما يفتح المجال للثقافة الآسيوية

مقالات الرأي



3 أفلام مصرية تشارك فى المهرجان.. "الشغلة" ينافس رسميًا بالعالم السفلى للأفراح الشعبية


اتجاه موفق ناحية السينما فى آسيا يقوده مهرجان شرم الشيخ فى دورته الثالثة التى تحمل هذا العام هوية مختلفة، تستغل الجزء الآسيوى من مصر وهو سيناء ليتحول المهرجان لنقطة وصل بين دول آسيا ومصر، خاصة أن مدينة شرم الشيخ المقرر إقامة المهرجان فيها فى الفترة من 2 وحتى 8 مارس واحدة من أهم وأجمل مدن سيناء.

بعيدًا عن الفوائد السياحية والثقافية لإقامة المهرجانات الفنية بشكل عام خارج حدود محافظتى القاهرة والإسكندرية، فإن اختيار مؤسسة نون المنظمة للمهرجان أن يكون الناقد الشاب محمد سيد عبد الرحيم هو المدير الفنى للمهرجان خطوة جيدة فى اتجاه التطوير ونقل الخبرات بعد أن شغل المنصب نفسه فى الدورة الماضية الناقد المخضرم أسامة عبد الفتاح ومع دعوة المخرج مجدى أحمد على فى حفل ختام الدورة الماضية بتخصص المهرجان وطرح اقتراحًا بأن يكون لأفلام الطلبة والعمل الأول، جاء كرئيس لهذه الدورة بتخصص أشمل وهو السينما الآسيوية وهو يولى اهتماما خاصا فى البرنامج بأفلام الطلبة من مصر هذا العام مع خطط مستقبلية بالتوسع ليشمل هذا القسم أفلام الطلبة من العالم، وهى خطوة أيضًا طموحة راغبة فى التوسع وفى اتجاه صحيح ومطلوب.

الاحتكاك بالسينما الآسيوية فى الشرق فى مصر يكاد يكون شبه منعدم، باستثناء بعض من الأفلام الهندية المتفرقة فى دور العرض والنسبة الأكبر تعرض عبر القنوات الفضائية لأن لها الجمهور الأكبر، وبعض الأفلام الصيبنية واليابانية والكورى الجنوبية لا نشاهد أفلامًا أخرى ونفس الحال مع دول الخليج التى بدأت فى السنوات الأخيرة إنتاج أفلام طويلة والوضع فى سوريا والعراق لا يختلف كثيرًا، إذن المحصلة أقل من المتوقع عند الرغبة فى التبادل الثقافى والفنى بهذه الدول، ومن هنا تأتى أهمية المهرجان وتخصصه مع الإعلان عن وجود 26 دولة آسيوية ممثله بأفلامها فى المهرجان وبعدد أفلام يصل لـ58 متنوعا بين التحريك والطويل والروائى والوثائقى والقصير، هناك أفلام من تترستان وطاجكستان وأفغانستان وبنجلاديش وتايلاند وفيتنام على جانب دول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية ودول عربية، أى أننا أمام تنوع وثراء وانفتاح على ثقافات سينمائية متعددة راعت إدارة المهرجان أن يحدث منذ البداية.

المشاركة المصرية فى المهرجان ممثلة فى 3 أفلام هى «بيت ست» وهو فيلم إثارة وغموض، وفيلمان وثائقيان على قدر كبير من الأهمية الأول هو «الفريق» وسيفتتح المهرجان وموضوعه على قدر كبير من الأهمية يستعرض أبطال السينما فى كل المواقع أمام وخلف الكاميرا، لنعرف كيف يُصنع الفيلم على لسان أصحابه بالتفاصيل الدقيقة، لذلك سنجد ممثلين ومؤلفين ومصورين ومخرجين ومصممى ملابس وديكور ومؤلفين موسيقيين يتحدثون عن تجاربهم فى العمل السينمائى ويتوغل الفيلم أكثر فى التخصص ولا يكتفى بمرحلة إنتاج الفيلم بل يتطرق لمراحل ما بعد الإنتاج من مكساج وتصحيح ألوان ومونتاج ليس من جيل واحد بل من أجيال متعددة ومن هنا تأتى أهمية هذا الفيلم الذى كتب السيناريو الخاص به محمد نبيل بمشاركة مخرج الفيلم إسلام رسمى.

الفيلم الثانى يشارك فى مسابقة الفيلم الوثائقى ويحمل عنوان «الشغلة» من إخراج رامز يوسف، والذى ينقلنا لجانب مجهول وغير مطروق للعديد من المصريين على الرغم من معرفتهم به، الأفراح الشعبية وما حولها من طقوس وكيف تحولت مهنة الترفيه فى هذه الأفراح تحديدًا على مر العصور، سنجد ذكرا لشارع محمد على على لسان من يمتهنون هذه المهنة حاليًا حيث تذهب ذكرياتهم لهذا الشارع، الفيلم يركز على راقصات هذه الأفراح و«النبطشية» ومتعهدى العازفين والراقصات كمهن نوعية لهم طبيعة خاصة تختلف عن نظرائهم ممن يعملون فى الأفراح التى تقام فى القاعات المخصصة والنوادى والفنادق، الطبيعة الخاصة لهذه المهن الثلاث جعلتهم محور هذا الفيلم الذى يرسم حدود وتفاصيل وتناقضات العالم السفلى لهذه الأفراح التى تصاحبها سلوكيات مجرمة قانونًا كتعاطى المخدرات أو شرب الخمر فى الساحات العامة.

أمام هذين الفيلمين اللذين يرسمان – على اختلافهما- جزءا ضئيلا من طبيعة مصر نجد أفلاما أخرى ترسم أجزاء من طبيعة بلدان أخرى لم يكن بعضنا يعرف بوجودها من الأساس ومن هنا تأتى أهمية السينما والمهرجان.