"الكنيسة" تحتفل بتذكار نياحة القمص ميخائيل البحيري

أقباط وكنائس

القمص ميخائيل البحيري
القمص ميخائيل البحيري


احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بعيد تذكار نياحة القمص الراهب ميخائيل البحيري (المحرقي). 
ولد القديس ميخائيل البحيرى في عام 1847م بقرية اشنين النصارة، مركز مغاغة محافظة المنيا من أبوين مسيحيين بارين فاضلين مملوءين من نعمة الله، محبين للخير، مشهودًا لهما من جميع الناس بالتقوى والفضيلة. ولما بلغ الثانية عشر من عمره تنيح أبوه، ثم بعد ذلك بأربع سنوات توفت أمه.

وترهب فى سن العشرين  من عمره بدير العذراء المحرق فى فترة رئاسة القمص بولس الدلجاوى (الأنبا ابرام المتنيح)، عاش الراهب ميخائيل حياة نسكية شديدة وتعرض لتجارب كثيرة، و أعطاه الله مواهب اخرج الشياطين وشفى المرض، واعتراف المجمع المقدس بقداسة عام 1963م، في أول اجتماع للمجمع المقدس حضره نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم ( البابا الراحل شنودة الثالث).

واقترح أن يُضم إلى عداد قديسي الكنيسة: الأنبا إبرآم أسقف الفيوم، والأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية. واقترح أحد الأعضاء أن يُضم أيضًا القمص ميخائيل البحيري (المعاصر للأنبا إبرآم)، ووافق المجمع المقدس بدون مناقشة، إذ كان هؤلاء الثلاثة جميعًا فوق مستوي النقاش وأصبح الأمر رسميًا."

اعتاد أحد الآباء الرهبان يدعي القمص تاوضروس المحرقي أن ذهب إلى قرية اشنين. وكان يلتقي به الشاب الصغير ميخائيل يسمع منه الكثير عن سير القديسين وحياة الرهبنة كحياة سامية في الرب، فكان يمارس هذه التداريب تحت إرشاد أب اعترافه، فذاق الحياة الرهبانية في غرفته الخاصة.

. وأخذ هذا القديس يدرب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وأتى زوار الدير إليه بكتبهم أيضًا، وكان يقبل منهم أي أجر ويوزعه على الفقراء من الرهبان والأهالي. وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، ولشغفه بها كان يشجع الرهبان على الاستزادة من القراءة.

تتلمذ القديس علي يدي الشيخ المختبر القمص صليب العلواني، فنال معرفة جليلة وتمتع بتداريب روحية للنمو الروحي. وفي طوبة سنة 1591 ش (1874 م) طلب معلمه من رئيس الدير سيامته قسًا، وتم ذلك علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط وقنام.

كان معلمًا فاضلًا ورجل معجزات فنال على يديه كثيرون نعمة الشفاء التي عجز عنها الطب. فكان الكثيرون يقصدونه من جميع البلاد لينالوا منه البركة، تميز بحبه للهدوء والخلوة بعيدًا عن الضوضاء، وكان لا ينام في الليل إلا اليسير ويقضي الليل مسبحًا مرنمًا ساهرًا.

منحه الله سلطانًا على الوحوش وكذلك على الأرواح الشريرة وعلى السحرة والمشعوذين. وقد مرَّ بتجارب عديدة من عدو الخير، فكان يتلقى هذه التجارب بقوة وثبات ولا يكل من ضرباته، بل كلما تظهر له الشياطين يبادلها برسم الصليب والتواضع التام، وكان يصارعهم حتى فقد بصره، وكان يحاربهم بأصوامه الكثيرة والصلاة. ومن تواضعه أنه حتى بعد رسامته قمصًا كان يقوم بنظافة كنائس الدير دون تَكبُّر، كما كان يقوم بزراعة البستان داخل الدير من ناحية قصر رئاسة الدير، ومازال منها حتى الآن نخلتان في الناحية الغربية من القصر في الطريق المؤدي إلى الكنيسة الأثرية بدير المحرق تعرفان باسم نخلتيّ أبينا القديس ميخائيل البحيري.