د. حماد عبدالله يكتب: حوار هام حول " زى النقاب " !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



لعل الأحداث التى صاحبها صخب شديد فى المجتمع الجامعى حول ( زى النقاب ) للفتيات فى حرم الجامعات المصرية وفى دواوين الحكومة ، والمدارس وكذلك فى المصالح والهيئات العامة .
وإرتفاع حدة النقاش حول حق الفتاة فى الزى الذى ترتديه ، وأن ذلك يمثل حرية شخصية والمساس به ، هو شبه مساس بحقوق الإنسان وكأن الرأى السائد بأن النقاب فى كليات جامعة الأزهر ، حيث لا يوجد رجال فى تلك الكليات وبالتالى السؤال لماذا ترتدى الفتاة النقاب وسط زميلاتها ، حيث لا مجال للإنتقاب بين أطراف من نفس جنس واحد وهن ( النساء ) ، وأود أن  أضع بهدوء التصور العلمي المثبوت علميا في رسائل علمية نال عنها أصحابها درجات الدكتوراه  في الفلسفه في الجامعات المصرية وكذلك في دراسات مشتركة بين جامعات مصرية وإقليمية ( عربية ) وعالمية !!
وكان لي حظ الإشراف علي عدد منهم أذكر رسالة للباحثه " ماجدة ماضي " وهي الأن أستاذه كبيرة جداً بكلية الإقتصاد المنزلى بجامعة حلوان ورسالة دكتوراة أخري للباحثة "عفاف صلاح الدين" وهي أيضاً ألان أستاذ بكلية الفنون التطبيقية بالسادس من أكتوبر ، ومن عناصر هذه البحوث العلمية  وجدنا بأن الأزياء ترتبط بعدة عوامل أولها البيئه ، والمناخ ، والتقاليد ، نجد علي سبيل المثال أن ( الجونله ) "الإسكوتش" التي يرتديها الرجال في أيرلندا  هي مرتبطة ببيئة وتاريخ هذه البلاد والأحراش التي كانوا يعيشون فيها وإرتدائهم للأحذية الطويلة حتي الركبة تحت ( الجونلة ) ونجد أن البيئات الصحراوية التي تتميز بالعواصف الرملية الشديدة حيث تستطيع موجة هواء محمله بالرمال أن تزيل اللون عن سيارة في الطريق الصحراوى هذه البيئة لا تسمح للإنسان "أمرأه أو رجل" إلا بضرورة تغطية كل الجسم بما فيها الوجه واليدين وهو الإنتقاب الكامل لدرء خطر الهواء المحمل بالرمال في الصحراء ، ولعل الألوان التي وجدناها منتشره أيضاً ترتبط بالبيئة الصحراوية حيث اللون الأصفر ( الأرض ) والأزرق ( السماء ) هما السائدين 
لذا فضلن النساء الألوان الحمراء والسوداء والرجال اللون الأبيض لكي تظهر أجسامهم في بيئاتهم الصحراوية ولعل هذا يقودنا إلي أن البيئة والمناخ وأيضاً وسائل التكنولوجيا تؤثر علي تصرفات الإنسان ولعل بسؤال الشيخ الشعراوي "رحمة الله علية" عن لماذا تتم الصلاه ( صامته ) فيما عدا الركعتين الأولتين في صلاة المغرب والعشاء ، وكذلك صلاة الفجر !!
وكان الرد بأن تلك الصلوات تتم بعد غروب الشمش ، ويجب أن تتلي بصوت عالي حتي لا يصطدم القادمون للإنضمام للصلاة بالمصليين ، حيث الظلام دامس ، ولا توجد إضاءات مباشرة كما هو الحال اليوم فيعلو صوت الصلاة في ركعتيين حتي يجتمع المصلون ( المتأخرون ) عن النداء للصلاة هكذا والله أعلم !! 
وبالتالى تؤثر الأحوال المناخية علي زي وتصرفات البشر ، وليس النقاب هو سمة العصر و لا هو سمة الإسلام ، وحتى لو كان فضلاً فهو لصاحبته ولايمكن أن نخضع "النظام العام" لفضل إحداهن عن الأخرى !!