"عينٌ تدمع وقلبٌ يخشع". مشهد روحاني يغلِّف حلقات تحفيظ القرآن للصم بجدة

السعودية

بوابة الفجر


ربما يكون الشعور الأول الذي ينتاب المتابع لحلقات الصم، والذي يُخيل إليه أنه يقف في قطعة من الجنة، لا في مسجد خديجة بغلف بحي النسيم ومسجد الراجحي بمدائن الفهد في محافظة جدة، "عينٌ تدمع وقلبٌ يخشع".


حلقات تعج بالطلاب، ربما لا يسمع صوتهم سوى ملائكة الرحمن؛ لكن الصورة خير ناطق، على مشهد أسر بصدقه عيون الناظرين، ويجعلك مبهورًا أمامه، ولا تستطيع إلا أن تردد «سبحان الله وبحمده».

 

المشرف على حلقات الصم محمد وحدين وهو من ذوي الإعاقة السمعية، أوضح أن هذه الحلقات هي ضمن مشروع «قادرون» الذي أطلقته جمعية خيركم لتحفيظ القرآن بجدة بالتعاون مع مؤسسة الراجحي الخيرية في عام 1436هـ.

 

وتضم اليوم 4 حلقات لذوي الإعاقة السمعية يقوم عليها نخبة من المعلمين الذين يجيدون لغة الإشارة؛ كونهم من نفس الفئة وهم من حفظة القرآن الكريم.

 

وقال المشرف على الحلقات، إن عدد الطلاب تجاوز 50 طالبًا مقسَّمين على المراحل الدراسية (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية، الجامعية).

 

وأشار إلى أن حلقات الصم لا يحفظ فيها الطلاب القرآن وحسب، بل تعلّم غالبية الطلاب فيها القراءة والكتابة، موضحًا أن طريقة تسميع الطلاب تكون بـ«لغة الإشارة»، ثم كتابة الآيات التي حفظها الطالب غيبًا.

 

واختبرت جمعية «خيركم» غالبية هؤلاء الطلاب في حفظ سور جزء عم، والذين بدورهم نجحوا في الاختبارات وبتفوق.

 

يُذكر أن المملكة تولي اهتمامًا بحفظ القرآن الكريم بتقديم الدعم لمختلف الفعاليات والأنشطة المتعلقة بتكريم حفظة كتاب الله، وإنشاء الكليات والأقسام المتخصصة في تعلم القرآن، مع رعاية المسابقات المحلية والإقليمية والدولية في حفظه، وخدمة علومه المختلفة، وتحفيز المنافسة بين الطلاب، بتقديم الجوائز.

 

كما تهتم المملكة بطباعة المصحف، من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، والذي يعد أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف، ويهدف إلى طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وتسجيل تلاواته، وترجمة معانيه، والعناية بالبحوث والدراسات الأصيلة المتعلقة بعلوم القرآن الكريم، كما تتولى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الإشراف على المجمع، الذي يتضمن مجلسًا علميًا يُعنى بدراسة الأعمال التي تُرفع إليه من المراكز العلمية، والاطلاع على التقارير المعدة من قبل اللجان والجهات العلمية؛ لإبداء الرأي فيها.