في ذكرى رحيل "جبرتي العصر".. ماذا قالوا عن يوسف السباعي؟

تقارير وحوارات

يوسف السباعي
يوسف السباعي


اتسم برؤيته السياسية والاجتماعية في رصده للأحداث، حتى أطلق عليه لقب "جبرتي العصر"، وعند نبأ اغتيال انتاب المصريين صدمة، وارتسمت الأسئلة المبكرة عن هوية مرتكب الجريمة، لاسيما عقب تعدد الرويات في اغتيال الراحل الأديب"يوسف السباعي"، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.

صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم. ومن الروايات نذكر "نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع".

رائد الأمن الثقافي
أطلق "توفيق الحكيم" لقب "رائد الأمن الثقافي" على يوسف السباعي وذلك بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ، ونادي القصة ، وجمعية الأدباء. وهذه المجالس وغيرها لها قصة كتبناها من قبل أمانة للتاريخ الأدبي وغير الأدبي.

كان صاحب إقتراح إنشاء المجلس هو "إحسان عبد القدوس" الذي طلب من "يوسف" أن يحصل على موافقة الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" خشية إعتراض عبد الناصر إذا تقدم إحسان بالإقتراح. وبالفعل وضع "يوسف السباعي" قصة إقتراح أمام عبد الناصر الذي وافق على أن يكون "السباعي" السكرتير العام ولا مانع أن يكون إحسان عضوا في مجلس الإدارة وهذا ما حدث. وصدر قرار جمهوري بإنشاء المجلس عام 1956 وأن يعين "توفيق الحكيم" عضوا متفرغا للمجلس – بمثابة الرئيس – وأن يكون يوسف السباعي سكرتيرا عاما – في يده كل الأمور.

وتكرر الوضع نفسه عند إنشاء نادي القصة، ورأس يوسف السباعي تحرير الكتاب الذهبي، الذي تم ضمه فيما بعد إلى دار روزاليوسف، وقد سجل يوسف السباعي واقعة إنشاء نادي القصة. جاءه إحسان عبد القدوس وأبدى إقتراحا بشأن تكوين ناد للقصة والقصاصين. وعند إنشاء "جمعية الأدباء" تولى يسوف السباعي رئاستها.

أثناء مسئولياته المختلفة الثقافية والتنفيذية والأدبية والصحفية عمل على إنشاء عدد من مجلات الأدباء العرب والرسالة الجدية وزهور والثقافة والقصة ولوتس ومختارات القصة الآسيوية الإفريقية ، ومختارات الشعر الآسيوي الإفريقي. وأصدر مجلة لكتاب آسيا وإفريقيا.

جبرتى العصر
وقد أطلق نجيب محفوظ على السباعى لقب "جبرتي العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله "رد قلبي، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن"، وفي كتاب صدر ببيروت بعنوان " الفكر و الفن في أدب يوسف السباعي " وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين.

من أدباء الحياة
أما توفيق الحكيم فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر ويحدد محور كتبه بقوله أنه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم فيعلن أن أسلوب السباعي عذب سهل سليم قوي متين .

ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية
وقالت لوتس عبد الكريم مؤلفة الكتاب الذي صدر مؤخرا بالقاهرة، إن دوره في الثقافة المصرية لا يقل عن دوره ككاتب، وأشارت إلى وصف الناقد المصري الراحل الدكتور محمد مندور له بأنه "لا يقبع في برج عاجي بل ينزل إلى السوق ويضرب في الأزقة والدروب". ويعد ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية رغم تجنب النقاد التعرض، كما أنتج التليفزيون المصري مسلسلا عن حياته عنوانه فارس الرومانسية.

ويعرض الدكتور محمد مندور لرواية " السقا مات " فيعلن أن يوسف السباعي أديب من أدباء الحياة بل من أدباء السوق التي تعج بالحياة والأحياء وتزدحم بالأشخاص والمهن .

وفي التاسع عشر من فبراير عام 1978 أقيمت المراسم الجنائزية لدفن يوسف السباعي، ولم يحضر الرئيس السادات الجنازة، لكنه أناب عنه نائبه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووزير الدفاع محمد عبد الغني الجمصي.