احتجاجات واسعة ضد الحكومة الإيرانية بسبب تعذيب النشطاء

عربي ودولي

بوابة الفجر


تصاعدت حدة الاحتجاجات مؤخرًا ضد تضييق الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان، فيما حذرت منظمة العفو الدولية من وصول العلاقة بين نظام طهران والنشطاء إلى حد الأزمة، خاصة في ظل توارد أنباء عن اتجاه المسؤولين هناك إلى إغلاق بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها إنستجرام.

وقالت الباحثة في الشأن الإيراني بمنظمة العفو الدولية، منصورة ميلز: الوضع العام فيما يتعلق بحقوق الإنسان في إيران بدأ يصل إلى نقطة الأزمة، فهذه الموجة من الاعتقالات لعرب الأهواز جزء واحد من حملة تشنها السلطات الإيرانية منذ عام لسحق المعارضة بالكامل، حسب تقرير لوكالة "رويترز".  

وقامت منظمة العفو الدولية بتوثيق القبض على أكثر من سبعة آلاف من المحتجين والطلبة والصحفيين والناشطين البيئيين والعمال والمدافعين عن حقوق الانسان، بمن في ذلك محامون وناشطون في مجال حقوق المرأة وناشطون في مجال حقوق الأقليات ونقابيون.

وفي أوائل يناير الماضي نشر الناشط العمالي إسماعيل بخشي رسالة على إنستقرام، قال فيها إنه تعرض للتعذيب في السجن.. وقد وجدت هذه الكلمات صدى واسعًا لدى عشرات الآلاف من الإيرانيين على الإنترنت.. وتحدى "بخشي" أن يشارك وزير المخابرات في نقاش عام عن المبرر الديني للتعذيب.. وفي أواخر الشهر الماضي أعادت السلطات اعتقاله.. وفي اليوم ذاته، أعيد اعتقال الصحفية زبيدة قليان التي تغطي القضايا العمالية في منطقة الأهواز، بعد أن قالت عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنها تعرضت لإساءات في السجن.

وعقب الضجة التي أثارتها تصريحات بخشي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إجراء تحقيق، والتقى وزير المخابرات فيما بعد مع لجنة برلمانية لبحث المسألة، فيما يعد مثالا نادرًا على دفع كبار المسؤولين للتحرك بفعل استياء شعبي على الإنترنت.

يُمثل القبض على بخشي وقليان جزءًا من حملة تضييق في الأهواز؛ حيث يتركز السكان الإيرانيون من ذوي الأصول العربية.. واعتقلت السلطات في الأسابيع الأخيرة مئات الناشطين المطالبين بحقوق للعمال والأقليات وهما من أكثر القضايا إثارة للخلاف في إيران.

ويقول العرب في جنوب غرب إيران، إنهم يواجهون تمييزًا من الحكومة منذ فترة طويلة.. ومن حين لآخر يتحول الشعور بالإحباط إلى العنف، ففي العام  2005 وقعت في المدينة تفجيرات حمَلت الحكومة مسؤوليتها لجماعات عربية.. وقال  مستخدم على تويتر بالفارسية، باسم أتيش: يجب أن تظل كل جملة ووصف للتعذيب من فم زبيدة قليان واسماعيل بخشي في الذاكرة وألا يطويها النسيان لأنهما الآن وحدهما مع الجلادين تحت ضغط وبلا حول ولا قوة.. دعونا لا ننسى.

في السياق ذاته، قال هادي غائمي المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران، والذي يتخذ من لندن مقرًا له: عندما يتناقل الألوف عمليات التعذيب على وسائل التواصل الاجتماعي يرتفع الضغط من أجل المحاسبة. ولن يسكته التحقيق الزائف. من المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي تتحول إلى ساحة عامة كبرى رئيسة في إيران.