"هانا جوردن".. طفلة حصدت الجوائز وتغلبت على مرضها النادر

الفجر الطبي

هانا جوردن
هانا جوردن


كل من يسمع بنجاحات "هانا جوردن"، راكبة دراجة تنافسية، ويطلع على قصتها الحزينة مع مرض "أيض" نادر وغير معروف هزم جسدها الهزيل منذ نعومة أظافرها، ينبهر بروح الكفاح والإرادة الصلبة لمواجهة الحياة التي تتحلى بها، ورغبتها المستمرة في التألق وخوض المنافسات في قيادة الدراجة. فهذه الرياضة لطالما منحتها شعوراً غامراً بالحرية المطلقة، بعيداً عن فراش المرض وهواجس العجز، والمعاناة مع هذا المرض الملعون والنادر، ولسنا نبالغ بقولنا إن قصة هذه الطفلة الصغيرة يمكن أن تلقننا دروساً قيمة لتجاوز العديد من تحديات هذه الحياة.

من قال إن المرض والمشاكل قد تكون حاجزاً يقف في وجه نجاحاتنا؟.. ولم يَصدُق من يحاول إقناعنا أن المرض الخبيث أو النادر بداية نهايتنا.. ذلك ما أثبتته هانا جوردن، التي تنحدر من تولسا الواقعة بأوكلاهوما، التي تستعد للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، وإلى جانب الفوز بجولة فرنسا للنساء على متن الدراجات، فإن هانا تتطلع لتصبح محترفة في مجالها، متجاهلة بذلك مرضها، وغير متأثرة بكونها قضت معظم طفولتها في المستشفى، تصارع المرض الشديد والآلام المستمرة طوال الوقت، والغريب أنها عندما كانت في عمر التاسعة منحها الأطباء بضعة أشهر للرحيل عن الحياة.

عثرت والدتها على الحل عندما جابت بها أنحاء البلاد وزارت العديد من الاختصاصيين، حيث تم منحها جهاز يطلق عليه "G-Tube" يضخ السكر في المعدة، ويحافظ على نسبة السكر في الدم بمعدل طبيعي، علماً أنها تضع هذا الجهاز في حقيبة ظهر عندما تخوض مختلف المنافسات التي حصدت فيها العديد من الميداليات، أولها ميدالية فضية خلال شهرين من بداية ممارستها لرياضة ركوب الدراجات، التي جعلتها تنسى معاناتها مع المرض، وخاضت هذه الفتاة الصغيرة على دراجتها لمسافة 101 ميل في مدة خمس ساعات و18دقيقة، وكان السباق كما وصفته والدتها بالسريع، وتستعد للمشاركة في منافسة "تولساتاف" وهو سباق لمدة ثلاثة أيام، حيث يتنافس 1000 متسابق يومياً من ستة بلدان مختلفة من العالم، وعادة ما تكون أعمار المتسابقات 20عاماً فما فوق، لكن الفتاة "هانا" شكلت الاستثناء وحظيت بالتشجيع، والسر في نجاحها تشجيع والديها خاصة والدها الذي يعد أول مشجع لها. 

وقالت هانا لجميع المرضى أنه ينبغي أن يحفروا بعمق ليتحولوا إلى مقاومين، وإن خسروا في بعض الأيام لا يهم، لأن المهم أننا دومًا بحاجة إلى بعض الكفاح وتجاهل الألم والمعاناة من وقت لآخر.