طرح قضايا البشرة السوداء في الدورة الثانية لملتقى تونس للرواية العربية

تونس 365

بوابة الفجر


 تواترات قضايا البشرة السوداء في المدونة الروائية العربية هو محور الدورة الثانية لملتقى تونس للرواية العربية الذي سيحتضنه بيت الرواية بمدينة الثقافة من 7 إلى 9 مارس المقبل.
وجاء في الورقة التقديمية لهذا الملتقى مقتطفا من كتاب الطبيب النفساني والفيلسوف الاجتماعي الشهير فرانز فانون "جلد أسود، أقنعة بيضاء" يعرف فيه صاحب البشرة السوداء فيقول "الأسود ليس إنسانا، الأسود إنسان أسود"، فهو الإنسان الّذي جعله سواد بشرته منذورا لمواجهة قوى القمع والاستغلال ومقاومتها. وقد ظلّت تلك القوى تعمل بأسماء مختلفة (كالعبوديّة والعنصريّة...) على نفي كينونة ذاك الإنسان بأبشع السّبل.
وحسب نص تقديم الملتقى فإن نفي كينونة هذا الإنسان وأفظعها على الإطلاق هذا الصّمت التّاريخيّ الطّويل الّذي حرم أصحاب البشرة السّوداء من امتلاك حقّ الكلام، حتّى يكون لهم صوت يسمع، وحضور في هذا العالم. وهو حقّ لم يُكتسب إلاّ في الأزمنة الحديثة لمّا تغيّر اقتصاد العبارة، فتكلّم من لا صوت لهم، كالمرأة، والإنسان المستعمَر، والبروليتاري، وخاصّة الإنسان الأسود، الذي ما إن استعاد هبة الكلام حتّى بدأ يعي بأنّ التّاريخ الّذي كتبه الظّافرون عامر بـ"نجوم سوداء" في الفلسفة والسّياسة والفنّ وقيادة الجيوش واستكشاف العالم، ومليئ بأسماء مشاهير من قامة ألكسندر بوشكين ومارتن لوثر كينغ ونيلسن مونديلا وإيمي سيزار وسيدار سنغور. هؤلاء وغيرهم كتبوا بكلّ فنون القول الممكنة لمقاومة القمع والعنف والكراهية.
وتظلّ الرّواية الفنّ الّذي اتّخذه "الإنسان الأسود" ليكتب ملحمته بنفسه، لمقاومة النّسيان ومحاكمة الجرائم الّتي لا تغتفر، وصناعة تاريخ من لا مجد لهم.فمن آلكس هكسلي صاحب رواية "جذور" إلى وولي سوينكا الحائز على جائزة نوبل أُلّفت روايات كثيرة خاض فيها أصحاب البشرة السّوداء تجارب شديدة التّنوّع كان فيها للرّوائيّين العرب نصيب يدعو إلى التّأمّل في نتاجهم الرّوائيّ وتتبّعه في منحيين على الأقلّ: منحى اتّخذ من "الإنسان الأسود" موضوعا للكتابة، ومنحى كانت فيه أقلام البشرة السّوداء ذاتا مبدعة. 
وسواء تقارب المنحيان أم اختلفا فإنّ بينهما من القواسم المشتركة ما يدعو إلى الخوض فيها، لعلّ أبرزها محاور ثلاثة تهتم بالعبوديّة في الرواية وهي "الأسود في الزّمن الاستعماري وما بعد الكولونيالي" و"من العنف إلى الإبادة، أو كيف يصبح الأسود أبيض؟" و" البشرة الـسوداء: مقاربات التحرر".