نفتح ملف المباني الأثرية غير المسجلة.. شارع أبو طاقية به 3 مباني لم تسجل فهل تهدم أيضا؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


تجولت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية اليوم في شوارع وأحياء شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكان ضمن ما رصدت هو شارع خان أبو طاقيه، وهو متفرع من شارع المعز، والذي به عدد من المعالم الأثرية الإسلامية.

والشارع في بدايته جامع محب لدين طيب وهو مسجل كأثر، وفي نهايته سبيل طه حسين الوارداني، وهو أيضًا مسجل كأثر، ولكن باقي المباني في الشارع غير مسجلة كآثار، وهو الأمر الذي يجعلها معرضة لخطر الهدم مثلما حدث لوكالة العنبريين منذ على مدى اليومين الشابقين بحجة أنها ليست مسجلة كأثر.

ومن جانبه قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن المشكلة دائمًا ليست في قدم المبنى، ولكن في قيمته المعمارية والتاريخية، وأشار إلى أن هناك لجان متخصصة هي التي تحدد علي أي أسس ولأية دوافع يتم تسجيل أي مبنى كأثر، تقوم الدولة بحفظه وترميمه وصيانته.

وأضاف مصطفى أن كل بند من بنود التسجيل له لجان متخصصة، سواء الطراز المعماري أو الكتابي أو الزخرفي، وهذه اللجان لها معايير محددة للتسجيل لو إنطبقت كاملة أو جزئية على المبنى يتم تسجيله كأثر.

وأكد مصطفى أنه لو كان المبنى لا يستحق التسجيل من وجهة نظر اللجان، ولكن به من العناصر المعمارية المتميزة، فيتم التوصية به ليسجل في جهاز التنسيق الحضاري، ويصبح مبنى ذا طراز معماري متميز، ويقوم جهاز التنسيق الحضاري بحمايته وحفظه.

وبالاطلاع على صفحة جهاز التنسيق الحضاري، نجد أن الجهاز قام بتسجيل مبنيين من مباني الشارع وأوصى بحذف المبنى الثالث، والمبنيين الذين قام الجهاز بتسجيلهما هما المبنى رقم 13 شارع خان أبو طاقية، وقد أوصى الجهاز بتحويله للآوثار الإسلامية والقبطية كي يتم تجسيله أثرًا، أما الثاني فهو 15 شارع خان أبو طاقية، وسجله الجهاز كظراز معماري متميز، أم 6 شارع خان أبو طاقية فقد أوصى الجهاز بحذفه، ومعنى ذلك ثلاثة مباني غير مسجلة في شارع أبو طاقية.


وعن حكاية شارع خان أبو طاقية، فهي بدأت منذ العصر العثماني، حيث نشأت وكالة أبو طاقية، والتي حكى عنها كتاب "تجار القاهرة العثمانية الصادر عام 2007م، قائلًا، "سيرة أبو طاقية شاهبندر التجار" من تأليف نيللي حنا وترجمة رءوف عباس والصادر عن الدار المصرية اللبنانية، وقد أعادت إصداره مرة أخرى الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ويسرد الكتاب حكاية "إسماعيل أبو طاقية" الذي مارس التجارة ليصبح في مطلع الثمانينيات من القرن السادس عشر أحد أشهر تجار القاهرة، وكان لقبه في عصره "شاهبندر التجار"، كما أنه ساهم في تنمية العمران الحضاري للقاهرة حيث شيد بعض المنشآت التجارية التي نمت وزادت حتي أصبحت شارعًا وحيًا كاملًا يحمل اسمه "خان أبو طاقية".

وهنا يتساءل سامح الزهار الباحث والمختص في الآثار الإسلامية والقبطية، هل سيكون مصير المباني الغير مسجلة الهدم، كما حدث في وكالة العنبريين، وأضاف إنه لو تم هدم كل مبنى أثري غير مسجل في القاهرة لفقدنا سمت القاهرة التراثي، ولأصبحت العاصمة الأثرية في العالم جديرة بالخروج من منظمة اليونسكو.