نواب من النهضة ينددون بما أسموه "التوظيف السياسي لقضية ما عرف بمدرسة الرقاب القرآنية"

تونس 365

بوابة الفجر


 ندد عدد من نواب حركة النهضة مساء الاثنين بما وصفوه "توظيفا سياسيا" لقضية المدرسة القرآنية بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد، مقابل دعوة آخرين الى دعم المدرسة العمومية لتتولى دورها في انقاذ الأطفال من أخطار الوقوع ضحايا للانتهاكات.
وقال النائب عن كتلة النهضة عبد اللطيف المكي أثناء مداخلته في الجلسة المسائية العامة للحوار مع الحكومة بشأن ما عرف بمدرسة الرقاب القرآنية، ان حزبه ارتأى الوسط فيما خيرت أطراف أخرى اعتماد الافتراء والكذب في هذه القضية.
واعتبر، أن أطرافا سياسية لم يسمها انتهزت الفرصة لنشر الأكاذيب والافتراءات في حق حزبه، داعيا، الى الاصطفاف مع الكتاتيب القرآنية في تدريس القرآن.
من جهتها، اتهمت زميلته من ذات الكتلة محبوبة بن ضيف الله، وزارة المرأة بعدم انتهاج استراتيجية واضحة لحماية الطفولة، منتقدة، ما وصفته بغياب أي برنامج لتدريس القرآن في رياض الأطفال.
وأدان الصحبي عتيق بدوره، التجاوزات التي كان الأطفال ضحيتها بالمدرسة المذكورة، واصفا هؤلاء الأطفال بأنهم ضحايا المنظومة التربوية العمومية ذلك أن القرآن لم يعط مكانته المستحقة، وفق وصفه.
وخلص عتيق، الى وجود ما أسماها "الحساسية المفرطة من طرف بعض القائمين على ملفي التربية والتعليم ممن تأثروا بسياسة تجفيف المنابع من تدريس القرآن "، مستنكرا في المقابل ما وصفه "التشويه المقصود" لحركة النهضة رغم تمسكها بالاعتدال وبالنموذج التونسي.
في المقابل، أشارت النائبة سامية عبو عن التيار الديمقراطي، إلى أن نشاط المدارس القرآنية الحاضنة للطفولة في ظل غياب الرقابة يتم في اطار التساهل مع أطراف في السلطة وهي تعد لما أسمته بتكوين جيل من الأطفال لفائدة الاسلام السياسي.
واعتبرت، أن اشكالية وجود مدرسة الرقاب ومثيلاتها من المدراس المسماة بالقرآنية يشكل مخاطر كبرى على الأطفال باعتبار أنهم يكونون عرضة لتلقي تفاسير وتأويلات دينية من شيوخ الدين في انتهاك صارخ لقيم الدين وحقوق الطفل.
وأكدت ضرورة فتح المجال أمام الأطفال لتعلم العلوم والفنون في المدارس العمومية كي لا يقع الأطفال فريسة الانتهاكات، مشيرة، الى أن تعلم القرآن يعزز تكوين الناشئة على قيم الاعتدال.
وشددت النائبة ليلى الحمروني، على دور المدرسة العمومية في تدريس القيم الاسلامية، مؤكدة ضرورة النأي بملف تدريس القرآن عن الاستغلال من طرف الجمعيات غير القانونية.
واعتبر النائب هيكل بلقاسم عن الجبهة الشعبية، أن النهوض بواقع الطفولة لا يتم الا من خلال الرهان على التعليم العمومي الذي يضمن تحصين الناشئة من مختلف الأخطار.
يذكر أن السلطات الأمنية المحلية بولاية سيدي بوزيد قامت مؤخرا بمعية فرقة مختصّة من العاصمة بإغلاق مدرسة قرآنية بمعتمدية الرقاب وايقاف مديرها وعدد من تلاميذها لعرضهم على الجهات الأمنية المختصّة بعد أن تم الكشف عن عديد التجاوزات داخلها.
وتم إيواء أطفال المدرسة القرآنية بالرقاب والبالغ عددهم 42 بمركز "أملي" المختص لايواء الأطفال بحمام الأنف من ولاية بن عروس وتوفير الرعاية النفسية والصحية اللازمة لهم من طرف مختصين واطارات تربوية وفق ما أفادت به وزارة المرأة والأسرة والطفولة.