دار بسمة.. المدينة الفاضلة لتحقيق أحلام المشردين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اعتدنا أن نسمع جميعا عن دور الأيتام والمسنين، ولكننا لم نعتد على سماح مصطلح دار لإيواء المشردين، هذه الفكرة التي بادر بإطلاقها مجموعة شباب من محافظة الشرقية، سعيًا لتوفير حياة كريمة إلى المحتاجين ممن لاملاذ لهم لتأويهم جدران منزل من حقهم أن يشعروا بالدفء والأمان بداخله كما يعيش جميع الناس.

راودت الفكرة الطالب الجامعي بكلية الهندسة محمود درج، والذي بدأ في نشر الفكرة بين أصدقائه حتى تعاونوا معًا إلى إنشاء دار "بسمة" لتوفير حياة أفضل لأبناء مصر ورقي بلدهم والحصول على ثواب الأخرة "عشان الجنة مش ببلاش". 

وكما اعتدنا أن نسمع عن مصطلح المدينة الفاضلة، يعيش المشردون حياة مختلفة تمامًا في هذه الدار فأحلامك "أوامر" بداية من العلاج والرعاية والاهتمام وحتى النزهات والأنشطة الترفيهية، وكل هذا يتم داخل عمارة سكنية استأجروها واستطاعواالحصول على ترخيص لها من وزارة التضامن الاجتماعي للعمل تحت مظلة القانون.

وتحرص الدار على الاهتمام بتنمية هوايات ومواهب نزلائها من المشردين مهما كانت أعمارهم، فتوفر لهم تعلم القراءة والكتابة، وتهتم بإتاحة أنشطة فنية لهم لإطلاق العنان إلى الإبداع لديهم بالرسم والتلوين، فضلًا عن الأنشطة الرياضية مثل مباريات كرة القدم، والمشاركة واللعب معًا لبث روح التعاون الجماعي بداخلهم بما يساهم في إعادتهم أسوياء وأصحاء ذوي منفعة حقيقية للمجتمع.

وبفضل دعم الدار لأحد المشردين والذي يدعى "عم صبحي" حققت قناة تلفزيونية حلمه بشكل تطوعي لزيارة الأهرامات بعد استضافته في حلقة تلفزيونية بالبرنامج، كما استضاف نادي الشرقية عدد من نزلاء الدار لحثهم على الرياضة وممارسة مباريات كرة القدم والتمارين الرياضية بالاستعانة بالمدربين وذلم لتحقيق حلم النزلاء من محبي هذه الرياضة وإدخال السعادة على نفوسهم.

وفضلًا عن ذلك يحرص دار "بسمة" إلى جانب إيواء المشردين، على تقديم صدقات جارية بدعم المتبرعين على أرواح المتوفين بالدار، وأبرز ما قاموا به مؤخرًا كان بتدشين ثلاجة الخير التي تحوي أطعمة ومشروبات بالشارع لإطعام المحتاجين والفقراء كصدقة جارية على أرواحهم.

وتهدف الدار من إيواء المشردين، إلى الوصول إلى وطن بلا مشرد واحد فيه، وحماية المشردين ممن خرجوا من منازلهم ولم يعودوا أو ممن لم يجذوا ملجأ يأويهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها في الشوارع، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي إلى المشردين وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا، والعمل على أن يعيش النزيل في بيئة اجتماعية سوية وخالية من الاضطرابات، وفي النهاية العمل على دمج النزيل مرة أخرى مع أسرته بعد التوصل إليهم ليعيش حياة أسرية سوية بينهم.

ولكن لم تعد تقتصر أهداف الدار على إيواء المشردين فحسب، فمنذ إطلاق الدولة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي لمبادرة "حياة كريمة"، حرص شباب المبادرة على المشاركة في دعم الفقراء والمحتاجين، فنزلوا إلى الشوارع لتوزيع الوجبات الساخنة على أطفال الشوارع وعمال النظافة بالزقازيق.