في ذكرى الثورة الإيرانية.. 40 عامًا من الدمار والصراعات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل اليوم الإثنين الموافق 11 فبراير الذكرى الأربعون للثورة الإيرانية، والتي اندلعت عام 1979م لتحويل إيران من النظام الملكي تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي إلى الجمهورية الإسلامية ليعود آية الله الخميني من منفاه ليناهض الغرب ويعلن قيام الجمهورية، لتنقلب الحياة التى عرفها الإيرانيون رأسًا على عقب بعد تغيير النظام المفاجئ.

فبعد تغيير نظام الحكم في إيران، بدأت الدولة في الانهيارعلى كافة المستويات لاسيما الحالة الاقتصادية التي تدهورت شيئا في الآخر بشكل مفاجئ دون سبب مقنع.

ولكن ثار الشعب على النظام الإيراني الحاكم، بعدما أزيل الستار عن مؤامراتهم الفاسدة التي اعتمدت على تمويل المنظمات والجماعات الإرهابية تحت شعار الدين الإسلامي لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط، الأمر الذي أحدث خللًا كبيرًا في العلاقات الإيرانية على المستوى الخارجي.

عقوبات أمريكية
وبدا ذلك جليًا منذ فرض الولايات المتحدة قيودًا على إيران بعد احتجازها الرهائن الأمريكيين في نفس عام الثورة، الأمر الذي أدى إلى حظر تجاري كامل على طهران عام 1995م، وبالإضافة لذلك فرضت الأمم المتحدة عقوبات موسعة على طهران عام 2006م، بمنع إمدادات وبيع أو نقل كل المواد أو المعدات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن أن تساهم في الأنشطة المتعلقة بالتخصيب أو المياه الثقيلة.

وفي عام 2007م، أصدر المجلس القرار رقم 1747 بزيادة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي بمنع التعامل مع البنك الإيراني الحكومي، و28 شخصًا ومنظمة أخرى ومعظمها مرتبط بالحرس الثوري الإيراني، وفي 2008م تم تمديد قرار الحظر على الأصول الإيرانية والسفر على المزيد من الشخصيات الإيرانية.

وتوالت منذ ذلك الحين العقوبات على إيران، ففي الوقت الذي تبذل إيران جهودها لدعم أسلحتها النووية، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات صارمة طالت كيانات اقتصادية وأمنية في إيران وذلك عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، حيث أصدرت قرارًا العام الماضي، باحتجاز عائدات صادرات النفط الإيرانية، الأمر الذي يحرم طهران من مصدر رئيسي للعملة الصعبة، كما يتزامن هذا الإجراء مع إيجاد غطاء قانوني لحجب الإيرادات الإيرانية في البنوك المحلية لبعض الدول التي كانت تتعامل إيران معها.

مقاطعات دبلوماسية
لو يتوقف الأمر إلى حد فرض العقوبات الأمريكية على طهران فحسب، بل امتد إلى إجراءات صارمة اتخذتها العديد من الدول بعد فضح نوايا إيران الخبيثة الداعمة للإرهاب في المنطقة العربية من أجل تحقيق مصالحها، فأعلنت المملكة العربية السعودية مقاطعتها دبلوماسيًا لإيران عام 2016م بعد هجوم مجموعة من الإيرانيين على مقر سفارة الرياض والقنصلية السعودية في طهران بعد إعدام الشيعي نمر النمر بحكم قضائي وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد قُطعت في الفترة بين 1987 و1991، بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، إثر مواجهات دامية جرت في الحرم المكي.

وقبل ذلك عام 2009م كانت العراق قد قطعت علاقاتها مع طهران على خلفية تورط السفارة الإيرانية في مخطط سري لنشر المذهب الشيعي في المملكة، وعادت العلاقات فيما بعد في 2016، ولكن كانت الأجواء العامة لتعاملاتهم يشوبها الحذر والترقب دائمًا.

البحرين والسودان كذلك انضما إلى قرار المقاطعة الإيرانية الذي اتخذته الدول الشقيقة، فأعلنت البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع إيران تأييدًا لرفضها ما تعرضت له السفارة السعودية فقررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء بعثتها وسحبت سفيرها راشد الدوسري من طهران، أما عن السودان فقامت بطرد السفير الإيراني في الخرطوم وكامل البعثة واستدعاء السفير السوداني من إيران دعمًا للسعودية.

وفي عام 2015م قررت اليمن طرد السفير الإيراني وسحب القائم بالأعمال اليمني لدى طهران ردًا على تدخلاتها في البلاد ودعمها للميليشيات الحوثية، أما في 2012 فأغلقت كندا سفارتها في طهران وطردت كافة دبلوماسييها الإيرانيين بعدما رأت أنها تمثل التهديد الأكبر للسلم العالمي والأمن في العالم بسبب برنامجها النووي، وتعد مصر من الدول التي تشوبها علاقة متوترة مع إيران أيضًا، بالإضافة إلى المغرب التي تعد آخر الدول التي قطعت علاقاتها بإيران بسبب أزمتها معها.

الصراع الإيراني الاسرائيلي
ولا تزال حدة الأزمة الاسرائيلية الإيرانية تزداد تصاعدًا يوسع من حجم المخاطر التي قد تنجم عن معاداة الطرفين لبعضهما والتي وصلت إلى التراشق بالاتهامات، وانتقلت إلى التهديدات المباشرة، حيث تطور الأمر بعدما كشفت إسرائيل عن وثائق متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والتي تثبت جهود إيران المستمرة في تصنيع الأسلحة النووية والتي يمكن إطلاقها من خلال صواريخ.