من هو موليير الذي يحتفي به جوجل؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يُلقب بمؤسس "الكوميديا الراقية"، حيث استطاع معالجة المشكلات النفسية الأكثر تعقيدًا، إلا أنه كان يميل إلى التراجيديا، ربما يعود الأمر إلى تعاسته في الحياة، إنه الكاتب الفرنسي الشهير موليير، الذي يحتفي به جوجل.

حياة موليير
الكاتب الفرنسي موليير، من مواليد باريس عام 1622م، كان والده يعمل في صناعة السجاد، وامتهن نفس المهنة في بداية حياته، ولكن والده أصر على تعليمه، فتتلمذ على يد رهبان الطائفة اليسوعية فى كلية "كليرمون"، وتعلم فيها مبادئ العلوم الأساسية والفلسفة واللغة اللاتينية، والتى ساعدته على الاطلاع على الأعمال المسرحية التى نُشِرت وقتها، وبعد ذلك تابع دراسة الحقوق قبل أن يقرر التفرغ للمسرح. وتزوج فى عام ١٦٦٢م من شقيقة "مادلين بيجار" إحدى زميلاته السابقات في الفرقة.

يُطلَق عليه مؤسس "الكوميديا الراقية"، ساهم بقدر كبير فى غرس أصول الإخراج المسرحى، كما استطاع من خلال أعماله الكوميدية الفكاهية أن يوصل أفكاره وأن يعالج المشكلات النفسية الأكثر تعقيدًا، وقام بمهاجمة كل الأعمال الرذيلة التي انتشرت في أواسط المجتمع الأوروبي.

أبرز أعماله
قام "موليير"، بتمثيل حوالي 95 مسرحية منها 31 من تأليفه، وتمتاز مسرحياته بالبراعة في تصوير الشخصيات وبالأخص في تكوين المواقف والقدرة على الإضحاك.

ومن أبرز أعمال موليير كانت مسرحية البخيل التى أعادتها وقدمتها كل الثقافات الأخرى، وتتناول المسرحية الساخرة حياة البرجوازى الغني (هاربجون) الذى يتصف بالبخل الشديد على أسرته التي عانت منه، فحبه للمال جعله يرفض حق ابنه وابنته لاختيار شركائهما في الحياة ويسعى لتزويجهما من أغنياء حتى وإن كانوا يكبرهما سنا.

وقام بكتابة عدة مسرحيات لم تلاقِ النجاح الكبير من قبل العامة على الرغم من إعجاب محبيه بها، لكنّه استعاد شهرته وثقة جمهوره به عبر المسرحية الكوميدية الرائعة "البرجوازي النبيل" في عام 1670.

المعاناة من الاكتئاب
عانى موليير كثيرًا من المرض، والمشاكل الزوجية، وكذلك الاكتئاب، حيث ساءت حالته كثيرًا، لكنّه لم يؤمن كثيرًا بالطب.

وفي عام 1671م، كتب مسرحية "خيانات إسكابان" والتي تشبه كثيرًا أعماله السابقة ولاقت نجاحًا كبيرًا، وفي 17 فبراير من عام 1673م، وأثناء عرض آخر أعماله "المريض الوهمي" أُصيب بنوباتٍ شديدة ليتوفى بعدها في نفس الليلة.

الحرمان من حقه بالدفن
ورغم المكانة الاجتماعية التى حظى بها موليير لكنه حُرم من حقه في أن يدفن وفقا لتعاليم الدين المسيحي لأن المسرح آنذاك كان ينظر إليه نظرة دونية، حيث تباطأ القس الذي استدعى في المجئ ولم يصل إلا بعد إلحاح طويل، بعدما فارق موليير الحياة، ورفضت الكنيسة أن يدفن فيها، فاضطرت زوجته للالتجاء للملك ملتمسة منه التدخل لدى كبير أساقفة باريس، وأذنت الكنيسة بالدفن على أن يتم ليلاً دون صلاة على الجثمان ولا احتفال دينى، وكانت حياته قد اكتملت وهو في عمر الواحد والخمسين.