البابا فرنسيس يلتقي وفدا من الجمعية الوطنية الإيطالية للقضاة

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس - أرشيفية
البابا فرنسيس - أرشيفية


التقى قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، امس السبت، في القصر الرسولي، وفدا من الجمعية الوطنية الإيطالية للقضاة والتي تحتفل بمرور 110 سنوات على تأسيسها.

 وقال البابا، خلال لقاءه بالوفد، أن ذكرى تأسيس الجمعية تشكل فرصة لتقييم العمل والنشاط، مضيفاً أن الجمعية ولأكثر من قرن من الزمن تسهر على التأدية الصحيحة لوظيفة القاضي الحساسة والثمينة، كما وتحرس من جهة أخرى القواعد الديمقراطية وتعزيز القيم الدستورية من أجل الخير العام، ناهيك عن إسهام الجمعية في المواضيع الأكثر أهمية المتعلقة بإدارة العدالة.

 وأشار الي ان عضوية حوالي 90% من قضاة إيطاليا في الرابطة ما يجعلها محاورا متميزا بالنسبة للأجهزة التشريعية، وذلك انطلاقا من الخبرات الشخصية والمعرفة المباشرة بحياة المواطنين ومشاكلها.


وتحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن الإطار الحالي والمميز بالتوتر والتمزق ما يهدد تماسك النسيج الاجتماعي ويُضعف الوعي المدني لدى كثيرين، إلى جانب التركيز على الأمور الخاصة والذي يقود إلى لامبالاة تشكل أرضية لثقافة اللاشرعية.

وأضاف، ان المطالبة المتزايدة بالحقوق والتي يرافقها وعي ضئيل بالواجبات، هذا إلى جانب انتشار عدم اكتراث بالحقوق الأولية لكثيرين. ولهذا فمن الضروري إعادة التأكيد بعزم على القيمة الأساسية للعدالة، وهو أمر لا غنى عنه لضمان عمل صحيح في جوانب الحياة العامة كافة.

 وذكّر فرنسيس، أن التراث الفلسفي يعتبر العدالة فضيلة جوهرية وذلك لأن تحقيقها يتطلب اللجوء إلى فضائل أخرى، كما أنها تحدد الاتجاه الصحيح، وبدونها يحدث خلل في الحياة الاجتماعية.

 وشدد على أهمية أن تعمل كل الطاقات الإيجابية في المجتمع على بلوغ العدالة والتي هي الشرط الأساسي لبلوغ السلام.
وأكد قداسة البابا، علي وعيه بالمصاعب الكثيرة التي يلقونها في عملهم اليومي والذي يواجه القيام به بكفاءة عوائق مختلفة، من نقص في أعداد العاملين إلى العدد الكبير من القوانين التي قد تتعارض فيما بينها في بعض الحالات، إلى جانب الفراغ التشريعي في بعض المواضيع الهامة مثل تلك المتعلقة ببداية الحياة ونهايتها، حقوق العائلات والواقع المركَّب للمهاجرين. وتابع البابا أن هذه الصعاب تتطلب من القاضي تحمُّل المسؤولية بشكل يذهب إلى ما هو أبعد من مهامه الوظيفية، وتستدعي أن يقيِّم الأمور ويُصدر أحكاما عليها بعناية أكبر.


وأضاف، ان تميُّز عصرنا بدوامة من المعلومات المتطايرة التي تطغى على الحقيقة، وذكّر هنا بما كتب في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" حول كون الواقع أسمى من الفكرة، فالواقع هو ببساطة موجود، أما الفكرة فتُعًد وتصاغ، ويعني هذا ضرورة أن يكون عمل القضاة من أجل التأكد من واقع الأمور دقيقا وقائما على دراسة متعمقة وتحديث متواصل.

وأشار إلى أهمية الحوار مع الأطراف من خارج النظام القضائي من أجل فهمٍ أفضل للتغيرات في المجتمع وفي حياة الأشخاص، وذلك للتمكن من تطبيق القوانين، أو قراءة متطورة لها عند الضرورة، بحكمة، انطلاقا من المبادئ الأساسية التي ينص عليها الدستور.


 وتطرق بابا الفاتيكان، إلى تأثير إدارة العدالة على حياة الأشخاص، ما يتطلب من القضاة التمييز والحكم مع الحرص الدائم على احترام كرامة كل شخص. وذكّر قداسته القضاة بأهمية الرحمة، وهو ما تحدث عنه القديس يعقوب في رسالته (راجع يع 2، 13)، مؤكدا علي ضرورة أن تكون العدالة دائما أكثر شمولا ومهتمة بالآخِرين ودمجهم.


وختم البابا فرنسيس كلمته إلى أعضاء وفد الجمعية راجيا أن يكونوا في عملهم نموذجا للجميع وحاصة للشباب، وأراد قداسته في هذا السياق تهنئة القضاة على تذكرهم زملاءهم الذين عانوا وفقدوا حياتهم خلال ممارسة مهمتهم بأمانة، مؤكدا أنه هو أيضا يتذكر اليوم بامتنان كل واحد منهم. ثم استمطر بركة الله على ضيوفه وعملهم وعائلاتهم.