قبيل إزاحة الستار عن التمثال.. من هو الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بالتزامن مع الاجتماع المغلق للقمة الإفريقية الـ 32، في مقر الاتحاد الإفريقي، سيشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع القادة الأفارقة بإزاحة الستار عن تمثال الإمبراطور الإثيوبي الراحل هيلا سيلاسي، آخر الأباطرة الإثيوبين وأطولهم بقاءً في السلطة.

 

النشأة الدينية

 

هيلا سيلاسي من مواليد 23 يوليو عام 1892م، في مدينة هرر في أثيوبيا، فكان اسمه بالولادة ليجي تافاري ماكونن، حيث نشأ نشأة دينية محافظة، فكان ينتمي إلى المسيحية الأرثوذكسية، كما تلقى تعليمًا منزليًا على يد أهم رجال الكنيسة الأرثوذكسية في أثيوبيا، ونمى لديه شعوره بالعظمى والقرب من الآلهة بشكل مطرد مع ترقيه في السلطة والحكم، كما أن كل خطاباته اللاحقة كانت تزخر بالرموز الدينية والأمثلة الإنجيلية.

 

والده

 

كان والده راس ماكونن كبير مستشاري الإمبراطور منليك الثاني أحد أعظم أباطرة أثيوبيا، حيث كان الأخير معجبًا بذكاء تافاري الشاب، مما جعله من المقربين جدًا من الدائرة الإمبراطورية، إضافة إلى صلة الدم التي تجمعه بالعائلة الحاكمة من خلال جده لأمه، كما كان أبوه من النبلاء يحمل أيضًا دماء الإمبراطورية، إضافة إلى أنه من أمراء الجيش الذين حققوا الانتصار على إيطاليا نهاية القرن التاسع عشر في معركة (Adwa).

 

مناصبه

 

تولى "تافاري" مناصب عديدة قبل تتويجه إمبراطورًا، حيث حكم محافظة سيدامو عام 1907 بعد وفاة أبيه بعام واحد، ثم محافظة هرر، كما تزوج أثناء حكمه لهرر من وايزارو منن، وهي أيضًا من أحفاد الإمبراطور منليك الثاني، ثم ترك حكم هرر بعد موت أخيه يلما عام 1909م.

 

وليًا للعهد

 

حلفه الحظ، ليتوج "تافاري" كإمبراطور، حيث بمجرد وفاة الإمبراطور منليك الثاني عام 1913، فخلفه حفيده ليجي ياسو، إلا أن الإمبراطور الجديد لم يستطع الحصول على ثقة الشعب أو الدائرة الحاكمة، كما أنه كان مقرباً من المسلمين مما جعل المقاومة المسيحية تطالب بخلعه بتهمة اعتناق الإسلام، حيث تم خلع ياسو عام 1916، وتم تتويج الإمبراطورة زاوديتو عام 1917م.

 

وتم تلقيب تافاري بـ (راس)، إضافة إلى تسميته وليًا للعهد ووصيًا على العرش، حيث يعود ذلك للثقة التي حصل عليها راس تافاري خلال فترات حكمه للمحافظات الأثيوبية، من خلال السياسات التقدمية التي اتبعها في حكم تلك المناطق، إضافة لمساهمته في خلع الإمبراطور، فأصبح بذلك الحاكم الفعلي لإثيوبيا قبل تتويجه، كما كان له الدور الأكبر في انضمام أثيوبية إلى عصبة الأمم عام 1923م.

 

تتويجه كإمبراطور

 

وﻧُﺼﺐ هيلا سياسي، ﻣﻠﻜًﺎ ﻋﺎﻡ 1928، ﺛﻢ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭًﺍ عاﻡ 1930، وامتد عهده ما يقرب من نصف قرن، تعد من أكثر فترات تاريخ العالم الحديث حساسيةً، حيث عرفت أثيوبيا أول دستور مكتوب في تاريخها عام 1931م، وحصر السلطة في طبقة النبلاء، إلا أنه فرض عليهم التداول الديموقراطي للسلطة فيما بينهم، كما رسخ الحكومة المركزية التي ترتبط به بشكل مباشر، إضافة إلى أنه حصر العرش بذريته، في حين كان متاحاً لكل أفراد العائلة السليمانية بالاتفاق.

 

 

 

الإيمان بإلهيته

 

وتوجد طائفة في جمايكا تسمى "ﺭﺍﺳﺘﺎﻓﺎﺭﻳﺎﻥ"، تؤمن ﺑﺄﻥ ﺳﻴﻼسى ﺇﻟﻪ، ﻭﺃﻧﻪ لم يمت، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺴﻤﺔ، وﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃنه ﻻ ﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎ ﻭﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺟﺴﺪﻩ ﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، لذلك تجد الجامايكيين مهوسسين بكل شيء إثيوبي في جزيرتهم، ويعتبرون إثيوبيا أرض مقدسة بالنسبة لهم.

 

رحيله

 

وأﻗﺼﻲ هيلا سيلاسي، ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻪ ﻋﺎﻡ 1974، بعد حكم دام ٤٦ عامًا، على أﺛﺮ ﺛﻮﺭﺓ ﻗﺎﺩﻫﺎ منجستوا هيلا ميريام، ﻭاﺣﺘﺠﺰ في ﻗﺼﺮه ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻮفى في ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ولم يُعرف مكان جثته حتى عام 1992، وقيل إنه تم العثور على رفاته مدفونة تحت مرحاض القصر الإمبراطوري، وحُفظ رفاته في كنيسة "بآتا مريم" حتى دفن بجوار بقية أفراد عائلته في كاتدرائية الثالوث، وذلك بعد مرور ربع قرن على وفاته.