"دير جبل الطير أو الكف".. أسرار عن مقر العائلة المقدسة وملجأ الطيور المهاجرة في المنيا

أخبار مصر

المقر
المقر


على إرتفاع نحو 100 متر يقع دير السيدة العذراء، في قرية دير جبل الطير شرق سمالوط في محاظة المنيا، ليعلن عن البقعة المُباركة التى باركتها العائلة المُقدسة بقدومها وإقامتها فيها، مُطلًا على الطبيعة الخلابة حيث نهر النيل والأراضي التي رواها المصريون بعرقهم عبر السنين.

يُوصف الدير بأنه أحد عجائب الطبيعية فى مصر... فما هي الحكاية؟، تقول الدكتورة هايدي موسى، مفتشة آثار في القاهرة التاريخية، بتصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن بقايا مخطوطة قبطية تسمى "عظة الصخور" وتُنسب للبطريرك "تيموثاوس الثاني" ويرجع تأريخها إلى القرن العاشر الميلادي، ذُكر بها أن تيموثاوس الثاني قد رأى السيدة العذراء في الحلم، وقد أخبرته أن العائلة المُقدسة قضت بعض الوقت عند هذا الجبل، وقد ذكر المقريزي في كتابه، "أن هذا الدير قديم، وهو مُطل على النيل وله سلالم منحوتة في الجبل، وهو قبالة سملوط".

الكف والطير والبكرة أسماء الجبل والدير 

تشير هايدى موسى إلى أن الجبل يُدعى أيضًا "جبل الكف" نسبة إلى كف السيد المسيح عليه السلام، الذي انطبع على إحدى صخوره عندما كادت أن تسقط من أعلى الجبل فأعادها الطفل يسوع مكانها. 

أما عن تسميته الحالية "جبل الطير" فترجع إلى خاصية الجبل المميزة، وهي تجمع الطيور المُهاجرة وخاصة طائر "البوقيروس"، بأعداد كبيرة فوق الجبل، فاشتهر بـ "جبل الطير". 

وعن تسمية الدير بالبكرة، قالت موسى إنه قبل بناء سد أسوان كان النيل يفيض بمحاذاة سفح هضبة الجبل الشديدة الانحدار فكان الوصول إلى الجبل يتم عن طريق القوارب، كما أطلق عليه اسم "دير البكرة" حيث تم تركيب بكرة لرفع المؤن والزوار أحيانًا إلى الدير.

القديسة هيلانة وكنسية الدير

قالت هايدى موسى إن القديسة هيلانة لما علمت بإقامة العائلة المُقدسة في هذا الجبل، وانها اختبئت مغارته لمدة ثلاثة أيام، أمرت بالبحث عن المغارة وكشفها، وأقامت عليها كنيسة عام 44 للشهداء الموافق عام 328 م.

وعن الكنيسة تتابع موسى واصفة إيها، أنها تقع غرب الدير وتطلل على النيل، ويحيط بالناحية الجنوبية والناحية الشمالية منها مقابر مصرية قديمة، أعيد استخدامها فى بداية المسيحية بمصر (عصر الاضطهاد الروماني)، ثم استهدمت في العصر الحديث تبركًا، ولكن الآن تم تجهيز أماكن أخرى للدفن.

وأشارت موسى أن للكنيسة مدخلين، جنوبي وهو مجاور للمقابر القديمة، وآخر غرب الكنيسة، يعلوه رسوم للسيد المسيح والرسل وعناقيد العنب والأسماك، منفذة بالحفر البارز والغائر على الحجر، ومدخل الكنيسة الأصلى كان يقع أعلى المغارة التي بجوار الهيكل الرئيسي، والمغارة ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية.

وأضافت موسى أن الكنيسة منحوتة بالكامل فى الصخر، فهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وفي عام 1938م استبدل السقف الصخري بآخر مسلح لعمل دور ثان، وتم تجديد وبناء الطابق الثاني والثالث حتى يستوعب الزوار المترددين على المكان، وإن ظل الضغط الأكبر إلى يومنا هذا على الكنيسة الأثرية.

والمعمودية توجد فى داخل أحد الأعمدة الضخمة في آخر صحن الكنيسة كما يوجد حوض "لقان" دائري أمام المدخل الغربي، وللكنيسة هيكل واحد في الناحية الشرقية مُكرس لاسم السيدة العذراء، ويُصعد إليه من خلال أربع درجات، وأمام الهيكل حجاب من الخشب يعلوه حامل أيقونات.

الشجرة التي سجدت 

تقول هايدي موسى إن شجرة العابد، والتي تقع على مسافة كيلومترين جنوب جبل الطير على ضفة النهر، تدور حولها أسطورة، حيث أن للشجرة شكل عجيب، فهي من أشجار اللبخ، ولا يظهر لها جذع رئيسي فجميع فروعها صاعدة من الأرض ثم هابطة مرة أخرى، وتروى الرواية أن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح عليه السلام عند مروره، وذكرت قصتها فى مذكرات مجيء العائلة المقدسة إلى مصر التي كتبها البابا ثاوفيلس الـ 23.

وختمت هايدي موسى كلماتها للفجر قائلة إن الكنيسة تحوي عدد فريد من الأيقونات المقدسة أهما أيقونة الصليب، والتي تتفرد بها كنسية دير جبل الطير، والذي يعد أهم أهم المعالم الدينية الأثرية في مصر، ويعد أحد أهم محطات مسار العائلة المقدسة.