«مافيا الدروس الخصوصية» تستغل «الجمعيات الأهلية» والحصيلة 10 مليارات جنيه

العدد الأسبوعي

سناتر الدروس الخصوصية
سناتر الدروس الخصوصية


 أرباح المركز الواحد تصل لـ675 ألف جنيه سنوياً.. ورشوة موظفى المحليات وسيلة الإفلات من العقاب

 «الفجر» ترصد مراكز تعمل فى شبرا الخيمة والسلام والهرم.. ومدير مركز: بندفع رشوة

منذ شهور ومع بداية العام الدراسى، لاحقت المحافظات مراكز الدروس الخصوصية وأغلقت بعضها، سرعان ما بدا وكان جميع المراكز التى يصل عددها إلى الآلاف تبخرت ولم يتبق منها أى شىء، ولكن الحقيقة أن ملاك هذه المراكز لجأوا إلى العمل تحت لافتات الجمعيات الأهلية.
يمكن لأى شخص التوجه إلى إحدى الإدارات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى بأى محافظة، ويقدم طلباً لتأسيس جمعية أهلية، مصحوباً بما يفيد حسن السير والسلوك، ولم يصدر ضده حكم قضائى فى جرائم مخلة بالشرف، وامتلاك أو استئجار مقر مناسب للجمعية، بعدها يصبح تحت تصرفه مؤسسة أنشطتها معفاة من الضرائب خصوصاً أن موظفى الوزارة غير نشطين فى الرقابة على أعمال الجمعيات.
ويقوم هذا الشخص بالعمل فى مجال الدروس الخصوصية مطمئناً إلى أن أحداً لن يظن أن الجمعية الأهلية هى مجرد مركز للدروس الخصوصية، خصوصاً إذا تضمنت أنشطة الجمعية تعليم اللغات والتعامل مع أجهزة الحاسب الآلى،  أو كمراكز للتنمية البشرية أو حضانة أطفال وغيرها من الأنشطة الأخرى، كما يمكن التعاون مع مسئولى إحدى الجمعيات من خلال استئجار إحدى قاعات مقر الجمعية.
«الفجر» فتحت هذا الملف الذى يصل حجم أعماله لنحو 10 مليارات جنيه وتجولنا فى القاهرة والجيزة لمعرفة أهم المراكز التى تعمل فى هذا النشاط وكان أغلبها للدروس الخصوصية والحضانات،  وتوصلنا إلى أن هناك اختلافات كبيرة بين المناطق الراقية والشعبية والقرى بالمحافظات سواء فى بحرى أو الصعيد، إذ لم تتأثر أسعار الدروس الخصوصية بسبب ملاحقة الوزارة للسناتر ولكنها ارتفعت مع ندرة السلعة المحرمة حيث يتراوح السعر من 2000 جنيه إلى 3000 جنيه شهرياً بالمناطق الراقية، ويصل السعر للطالب بالمناطق الشعبية إلى 1500 شهرياً، وفيما يتعلق بالمحافظات فيختلف الأمر لأن التعامل يتم بالحصة التى تتراوح أسعارها من 15 لـ20 جنيهاً.
وكشفت الجولة أن أغلب مراكز الدروس الخصوصية اتخذت من الجمعيات الخيرية ستاراً للتخفى وراءها منها  مركز السلام التعليمى التابع لجمعية «السلام» المُشهرة برقم 1507 لسنة 2000، وهو من أشهر المراكز بالمنطقة وبعد التحرى توصلنا إلى أن سعر حصة اللغات «الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، والإيطالية» يصل لـ60 جنيهاً، وسعر حصة المواد العلمية كـ«الكيمياء، الفيزياء، الأحياء، والجيولوجيا» 80 جنيها، وحصة اللغة العربية 50 جنيها، وبالنسبة للمواد الأدبية كالتاريخ والجغرافيا يصل سعر الحصة إلى 80 جنيها أى أن الطالب يسدد شهرياً ما يقارب 500 جنيه للمادة الواحدة ويتراوح سعر ما يسدده للدروس الخصوصية دون احتساب المذكرات 2500 جنيه شهرياً.
وتوصلنا  أيضاً لمركز المختار التعليمى الذى يعمل  تحت ستار جميعة الزهراء الخيرية المشهرة برقم 921، ووصل سعر الحصة للغات «الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية» لـ90 جنيهاً، وسعر حصة المواد العلمية «الكيمياء،الفيزياء،الأحياء، الجيولوجيا» لـ120 جنيها، وسعر حصة اللغة العربية 90 جنيه، والرياضيات 110 جنيهات فيما يبلغ سعر حصة التاريخ والجغرافيا لـ100 جنيه ويتراوح متوسط ما يسدده الطالب ما بين 2500 إلى 3000 شهرياً لهذه المراكز.
وفى منطقة شبرا بالقاهرة وتحديداً فى منطقة روض الفرج، يقع سنتر «الراعى» ويصل سعر حصة الكيمياء فيه لـ60 جنيهاً، والجيولوجيا 40 جنيها، والأحياء 60 جنيها، واللغة العربية 50 جنيها، واللغة الإنجليزية 70 جنيها، والفيزياء 60 جنيها، ويتراوح ما يسدده طالب الثانوية العامة شهرياً لهذا المركز بين 1000 لـ1500 جنيه شهرياً.
وبمنطقة الهرم يوجد مركز الرحمانى الذى يعمل تحت ستار جمعية الرحمن المشهرة برقم 76/448، ويتراوح سعر المادة بها من 60 لـ120 جنيها للحصة الواحدة وبالنسبة للمواد الأدبية يسدد الطالب 60 جنيها للحصة الواحدة وفى حال أخذ الطالب دروساً فى مادة علمية يدفع 120 جنيهاً للمادة الواحدة ويبلغ ما يسدده الطالب شهرياً ما بين 1500 إلى 2000 جنيه شهرياً.
وفى منطقة شبرا الخيمة يوجد مركز  رويال التابع لجمعية القيراون، وأضاف المصدر: إن الجمعيات غير النشطة تحولت لمراكز ربحية متمثلة فى «مراكز للدروس الخصوصية، حضانات، ومراكز لتعلم اللغات والكمبيوتر» وهو ما كشفناه من خلال الجولة التى قمنا بها.
أحد مديرى مركز للدروس الخصوصية بمنطقة شبرا الخيمة، طلب منا عدم نشر اسمه أو اسم المركز قال إن كثيرين من ملاك المراكز لجأوا إلى هذه الحيلة لأن السنتر مربح جداً، كما أنها فرصة لحماية الطالب ومالك المركز معاً، أما الموظفون الذين يتابعون أنشطة الجمعيات فإذا ظهروا وهو أمر نادر، يحصلون على رشوة للتغاضى عن الأمر خصوصاً أنهم يعرفون به.
ويقدر مدير المركز أرباحه شهرياً بـ675 ألف جنيه على مدار أشهر الدراسة دون سداد أى ضرائب.
ولو افترضنا أن الـ19300 جمعية غير النشطة يعمل منها 15 ألف جمعية فقط فى هذا المجال تصبح حصيلة الدروس الخصوصية قرابة  10 مليارات و125 مليون جنيه سنوياً، دون أن تستفيد منها الدولة بجنيه واحد.
ونفى أيمن عبدالموجود، مسئول ملف الجمعيات الخيرية بوزارة التضامن الاجتماعى، وجود هذه المراكز التى تعمل بهذا الشكل داخل الجمعيات الخيرية فى الوقت الحالى، فعرضنا عليه الجمعيات التى توصلنا إليها فرد: «خلاص انشرها ووزارة التعليم تبقى تقفلها».