الدين والنيل والوطن والغزاة وحادث الراهب المشلوح.. صفحات من مذكرات عادل حمودة ( 52 )

العدد الأسبوعي

عادل حمودة
عادل حمودة


مالرو يقول: مصر اخترعت الأبدية وهيرو دوت يصحح: بل هى التى اهتدت إلى الأبدية

المصريون رحبوا بالإسكندر الأكبر عندما قال إنه ابن الإله آمون فاستولى على مصر دون أن يقتل جندياً واحداً من جيشه ونابليون كرر الخدعة مع شيوخ الأزهر 

الإنجليز مولوا جماعة الإخوان وشجعوا محمد عبده على تأسيس حزب الشعب لإجهاض نضال مصطفى كامل ضدهم

فى ربيع عام 1970 كان محمد حسنين هيكل فى باريس يتناول طعام الغذاء على مائدة أديب فرنسا ومفكرها الكبير أندريه مالرو فى مطعم لاسيرا.

كان مالرو مولعا بالحديث عن إسهام مصر فى المحيط الأكبر للحضارة الإنسانية فقال: إن الحضارة المصرية هى التى اخترعت فكرة الأبدية.

علق هيكل قائلا: لنتفق على أن نكون أكثر تحديدا ونقول إن الحضارة المصرية لم تخترع الأبدية وإنما أهدت إلى الإنسانية فكرة الأبدية أى نقول إن مصر اهتدت بدلا من أن نقول مصر اخترعت.

ورد مالرو: إنه دون تعنت فى تدقيق الكلمات فإن الحضارة المصرية هى التى طرحت فكرة البعث بعد الموت وفكرة العالم الآخر وفكرة الثواب والعقاب سيرا على صراط مستقيم فى يوم معلوم.

على العشاء فى بيت صديقته فيلوران فى حى سان جيرمان واصل مالرو ما انقطع من حديث بعد الغذاء وفتح من جديد قصة غرام مصر وهيامها بفكرة الدين قائلا: إن تعلق مصر بفكرة الدين وصل إلى درجة جعلت منها البلد الوحيد فى العالم الذى اعتنق ثلاثة أديان على التوالى: من العقائد الفرعونية المغرقة فى الأساطير إلى المسيحية المستعدة للشهادة إلى الإسلام المكلف بالجهاد.

كان يشارك فى الحوار ساى سالزبورجر كبير مراسلى نيويورك تايمز الأمريكية فى أوروبا وبوف ميرى رئيس تحرير الموند الفرنسية وريمون آرون صاحب العمود الشهير فى الفيجارو الفرنسية أيضا وقد أضاف هؤلاء إلى حقيقة الدين الخالدة فى مصر التى طرحها مالرو حقيقة أخرى مكملة ومتممة هى النيل فلو كان الدين هو مانح الإيمان واليقين فإن النيل هو مانح الحياة والنماء وهكذا عاشت مصر ولا تزال على نهرين لم تستطع الاستغناء عنهما الأول فى حضن الطبيعة والآخر فى قلوب البشر.

ويعلق هيكل: بالنسبة للنيل لم يظهر تحد يهدد وصول مياهه إلى مصر (لم تكن فكرة السدود فى إثيوبيا قد ظهرت بعد) أما الدين فقد كان باستمرار مكمنا مشحونا بالخطر بمعنى أن مياه النيل ظلت فى أمان أما عقائد الدين فقد كانت باستمرار فى الميدان والتفسير واضح فالنيل فى حضن الطبيعة أما الدين ففى قلوب البشر وفى حين أن الطبيعة مستقرة على أحوالها فإن قلوب البشر تتنازعها تقلبات الأيام.

وفى كتاب رحلة إلى مصر يروى المؤرخ اليونانى هيرودوت: إن أثرياء الفراعنة كانوا يصابون باكتئاب حاد كلما دفنوا واحدا منهم بسبب شعورهم بأن ما يتمتعون به من مظاهر الحياة (الخمر والنساء والموسيقى والفاكهة) زائلة بسبب الموت حتى وجدوا من يؤكد لهم وجود حياة أخرى أفضل يبعثون فيها من جديد مما نفى شعورهم وعادوا إلى ما كانوا عليه.

وهكذا توصل الفراعنة إلى فكرة الخلود فى الآخرة ليواصلوا الحياة فى الدنيا لذلك لا يقولون عن المتوفى إنه مات وإنما كانوا يقولون إنه انتقل وورثنا عنهم الكلمة حيث يقول المسيحيون: انتقل إلى الأمجاد السماوية ويقول المسلمون انتقل إلى رحمة الله واستفاد الفراعنة من غروب الشمس فدفنوا موتاهم فى البر الغربى من النيل وحتى يعيش المتوفى فى قبره دون معاناة دفنوا معه طعامه وشرابه وثيابه وحليه لكنهم لم يدفنوا معه زوجته كما فى الحضارة الهندية.

ولكن بظهور طبقة الكهنة تحول الدين إلى تجارة رابحة لهم فقد راحوا يبيعون تعوايذ تدفن مع المتوفى لتساعده عند الحساب وحتى يضمنوا الحماية بجانب الثروة أقنعوا الحاكم بأنه ابن الإله وفى فترات لاحقة اعتبروه إلها مقدسا يجب الركوع والسجود وتقديم القرابين إليه ليجمع بين السلطتين الزمنية والروحية معا.

وسيطرت صناعة الإيمان على الحضارة المصرية إلى حد أنها اهتمت ببناء المقابر (مثل الأهرام) والمعابد الجنائزية (مثل الكرنك) ومراكب الشمس التى سيعبر بها الفرعون الإله من الدنيا إلى الآخرة فى موكب مهيب يليق بمكانته.

وعندما نتأمل ما تركه الفراعنة من آثار قائمة حتى اليوم سنجدها تكتفى بالموت وليس فيها ما يدل على كيف عاشوا الحياة؟ إلا قليلا.

ولكن الأثر الأقوى كان أثر الدين الذى توارثه المصريون جيلا بعد جيل وجعلهم يستسلمون بسهولة لكل من يعزف على وتر إيمانهم ولو كان مستعمرا.

اكتشف ذلك الإسكندر المقدونى عند فتح مصر فقد أقنع المصريين أنه ابن الإله آمون وأنه جاء ليبنى له معبدا فى واحة سيوة فلم يجد مقاومة من أحد ولم يصب جندى واحد فى جيشه الذى تكون من عشرين ألف مقاتل بل على العكس وجدوا الماء والطعام واحتلوا البلاد بمباركة من أهلها.

وتعلم نابليون بونابرت الدرس من الإسكندر الأكبر فبعث بمنشورات طبعت باللغة العربية إلى المصريين قبل أن يرسو أسطول حملته على شواطئ الإسكندرية وفى تلك المنشورات ما يؤكد أنه جاء إلى مصر ليخلصها من حكم المماليك الكفرة الذين أنكروا شرع الله بالظلم الذى فرضوه على العباد.

وأجزل بونابرت العطاء لشيوخ الأزهر وشكل من كبارهم لجنة للاستشارات السياسية ولكن عندما اشتعلت الثورة ضده لم يتردد فى انتهاك حرمة المساجد بالخيول وكشف عن الحقيقة التى غابت عن المصريين: إن الدين وسيلة مضمونة للسيطرة عليهم وسلب إرادتهم والتحكم فى مشاعرهم.

ولعب الإنجليز اللعبة ذاتها ودفعوا إلى حسن البنا عبر شركة القناة مبالغ أسس بها جماعة الإخوان فى الإسماعيلية لتقوية التيارات الدينية لتصبح خنجرا تطعن به الحركة الوطنية.

وفى مواجهة الحزب الوطنى الذى أسسه مصطفى كامل دفع الإنجليز محمد عبده لتأسيس حزب الشعب المضاد له.

لكن ما أثار الدهشة أن السادات استخدم هذه السياسة فى تصفية اليساريين والناصريين المعارضين له بأن أعاد الإخوان من الشتات إلى مصر وتعمد على ما يبدو استقبال عمر التلمسانى مرشدهم فى الإسماعيلية المدينة التى خرجوا منها ولعب صهره عثمان أحمد عثمان دور الوسيط.

وفى أسيوط ترك لمحافظها محمد عثمان إسماعيل مهمة تشجيع الجماعات الإسلامية الشابة التى لم تتردد فى استخدام الأسلحة البيضاء للسيطرة على عواصم الصعيد سرعان ما انقلبت إلى أسلحة نارية اغتالت السادات نفسه فيما بعد.

وأمام إعلان السادات بأنه رئيس مسلم لدولة مسلمة انفجرت مشاعر الفتنة الطائفية فى مصر ولم يجد البابا شنودة مفرا من الوقوف وجها لوجه أمام الرئيس ليكشفا معا عن علاقة غير مستقرة بين الكنيسة والدولة هددت نسيج الوحدة الوطنية بالتمزق.

ورث مبارك التركة وراح يواجه الإرهاب أمنيا دون النظر إلى مواجهته ثقافيا مما ورط البعض فى إثارة الطائفية ولو بحسن نية.. وهكذا انفجرت فضيحة الراهب المشلوح برسوم المحرقى لتضع الصحف الخاصة ومنها صوت الأمة فى موقف لا تحسد عليه احتاج منها إلى براعة مهنية عالية فى تلك القضية الحساسة التى أثارت غضب الجميع وأخرجتهم عن حسابات الخبرة والحكمة.

فى صباح يوم الأحد 17 يونيو 2001 انفردت جريدة النبأ بنشر الفضيحة وخرجت عناوين صفحتها الأولى صادمة ومثيرة: الملف الكامل لأول فضيحة من نوعها تهز مصر بالوثائق.. تحويل دير المحرق فى أسيوط إلى......... على بيت الراهب الكبير.. الساعد الأيمن للرجل الأول فى دير العذراء يستحل أعراض المسيحيات.. الراهب المعجزة يمارس الجنس مع 5 آلاف سيدة.. وبدا واضحا أن الجريدة تمتلك شريط فيديو للفضيحة منحها فرصة نشر 14 صورة منه متصورة أنها تدعم تقريرها المنشور على ثلاث صفحات.

لم نعرف من الوهلة الأولى من صور شريط الفيديو؟.. هل صوره الراهب المشلوح بنفسه؟.. هل صورته جهة خفية للضغط على الكنيسة؟.. والسؤال الأهم كيف حصل عليه رئيس تحرير الجريدة ممدوح مهران الذى تحصن فى تحقيقات النيابة التى جرت معه فيما بعد بحق الصحفى فى عدم الكشف عن مصدره؟.

وممدوح مهران تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وبحكم زمالة الدراسة تعرفت عليه.. شاب من الصعيد.. موهوب.. نجح فى نيل ثقة عثمان أحمد عثمان حتى أقنعه بكتابة مذكراته التى نشرت تحت عنوان صفحات من تجربتى وأثارت غضب التيارات الناصرية واليسارية.. ورغم القيود المفروضة على تراخيص الصحف الخاصة نجح مهران بعلاقاته فى إصدار صحيفتين: النبأ وآخر خبر.

فجرت الفضيحة مشاعر من الغضب بين شباب الكنيسة يصعب قياسها أو تهدئتها خاصة أن الكنيسة لم تقبل بتصرفات الراهب وتدخلت قبل سنوات لشلحه وإعادته للحياة المدنية باسمه فى شهادة الميلاد: عادل سعد الله غبريال.

لقد سبق أن نشرنا فى صوت الأمة قصة راهب بروتستانتى اسمه نجيب أخنوخ باع الوهم لضحاياه وكسب من ورائهم 9 ملايين جنيه بدعوى بناء قرية سياحية فى رمانا (سيناء) وهرب ولم يغضب أحد مما نشرنا.

وشلحت الكنيسة الأب دانيال الذى كان يسيطر بأسلوبه السلس على الشباب ونشرت إعلانا عن خروجه من رحمتها ولم يغضب أحد.

ولم يكن البابا شنودة يغضب من الانتقادات التى كنا نوجهها إليه خاصة موقفه من عدم السماح بطلاق الأقباط كما أنه رفض اقتراحا بقيام حفلات موسيقية فى الكنيسة لجذب الشباب إليها كما يحدث فى الكنيسة الغربية.

ولكن لوجود كلمة الجنس فى فضيحة الراهب المشلوح قامت الدنيا ولم تقعد واضطرت الدولة لمصادرة النبأ بعد عرض الأمر على المحكمة المختصة ولكن كل ما وضعت النيابة يدها عليه لم يزد عن 1790 نسخة من الجريدة وغيرها من الجرائد التى نشرت الخبر ولكن الجريدة وصلت بطريقة ما إلى مئات من المشترين وبيعت فى السوق السوداء بأضعاف سعرها.

وجانب مهران الصواب عندما أعاد نشر الموضوع خاليا من الصور فى اليوم التالى على صفحات جريدة آخر خبر فصادرتها النيابة أيضا.

وخرجت بيانات إدانة من المجلس الأعلى للصحافة وزادت نقابة الصحفيين على البيان بشطب عضوية ممدوح مهران وكانت حجتها أنه مالك صحيفة وعضوية النقابة للمحررين وحدهم ورغم أن النقابة لم تطبق القرار ذاته على ملاك ومساهمين فى صحف خاصة أخرى فإن احترامى للقانون جعلنى أتنازل عن حصتى فى صوت الأمة إلى أفراد فى عائلتى.

ودخل شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوى على الخط واعتبر ما نشرته النبأ لا يمثل إساءة للكنيسة وحدها وإنما يمثل إساءة للمجتمع المصرى كله.

وبعد اجتماع المجلس الملى اعتبر البيان الذى صدر عن الكنيسة ما نشرته النبأ إثارة بالغة لمشاعر الأقباط والنيل من مقدساتهم بأسلوب مقزز للبشر على اختلاف دياناتهم كما أنه يمس شخصا منحرفا لا يمت إلى الرهبنة بصلة وليس للكنيسة سلطان على لحيته والملابس التى استتر وراءها دون وجه حق منذ أن طرد منها قبل خمس سنوات.

وبذلت جهود مكثفة لاحتواء الموقف ولكنها احتاجت وقتا لإقناع الشباب القبطى الذى تجمع داخل أسوار الكاتدرائية بالانصراف وزاد الأمر سواء عندما حاول المحتجون الخروج إلى الطريق العام فقد اشتبكت معهم الشرطة ردا على إلقاء الحجارة عليها.

وامتدت التظاهرات إلى أسيوط ووجدت تنظيمات أقباط المهجر فيما حدث فرصة للضغط على الدولة فى مراكز صنع القرار الأمريكية والكندية.

وعلى جانب آخر تقدم عشرات المحامين ببلاغات إلى النائب العام اتهموا فيها مهران بازدراء الأديان وتولى التحقيق محام عام نيابات أمن الدولة المستشار هشام بدوى.

ورفع الأنبا ساويرس رئيس دير المحرق دعوى سب وقذف ضد مهران لحقت بها دعوى أخرى رفعها البابا شنودة بنفسه مؤكدًا أنه يتسامح مع الإهانات الشخصية ولكن لا يتسامح مع ما يمس الكنيسة ورموزها ليصل عدد الدعاوى الفردية إلى 25 دعوى.

وجهت النيابة إلى مهران أربعة اتهامات: بث دعايات مثيرة ونشر صور منافية للآداب العامة وازدراء الأديان وإثارة الفتنة الطائفية والتحريض عليها مما يهدد سلامة الوحدة الوطنية.

وبينما كان مهران يحاكم جنائيا أمرت النيابة بحبس الراهب المشلوح على ذمة بلاغات تقدم بها عدد من الأقباط يتهمونه بالسرقة والسحر الأسود والتحرش بزوجاتهم كما أنه كان يصور ضحاياه من النساء على شرائط فيديو ويطبع نسخا منها لابتزازهن ماليا ونفسيا.

وحكمت المحكمة بسجن مهران ثلاث سنوات ولكنه تعرض لأكثر من أزمة قلبية نقل على أثرها إلى المستشفى وقبل أن يكمل مدة العقاب توفاه الله.

لم يكتف المتربصون بحرية الصحافة بالعقاب الذى ناله الصحفى والتشهير الذى نالته صحيفته بل طالبوا بإغلاقها خاصة بعد أن خصص البابا شنودة إحدى مواعظه الأسبوعية عن الصحافة الصفراء ليتجاوز بما قال حدود الواقعة التى عوقب مرتكبوها.

ولكن حرية الصحافة لم تعدم قلما عاقل يدافع عنها وكتب سلامة أحمد سلامة مستنكرا التزيد فى العقوبة بإغلاق الصحيفة فالعقوبة يجب أن تتناسب مع الجرم الذى ارتكب بحيث تنزل العقوبة على مرتكب الجرم وليس على الصحيفة نفسها.

إن وجود سائق مدمن لا يعنى إغلاق هيئة النقل العام ووجود رجل دين فاسق لا يعنى إلغاء دور العبادة.

ويضيف سلامة: إن تطوير الصحافة عملية مستمرة وإرساء تقاليد المهنة لا يحدث بين يوم وليلة وقد تعرضت صحف كثيرة للغلق ولم يحدث سوى مزيد من القلق والاضطراب.

ويستطرد سلامة: إن مهمة المجلس الأعلى للصحافة الذى سارع بإقامة دعوى إغلاق النبأ ليست بترا أو استئصالاً أو إعدام الصحافة المنحرفة بقدر ما هى تقويم وتصحيح اعوجاجها قبل وقوع الكارثة.. كان عليه النصح ثم الإنذار ثم التهديد بالتعطيل لمدة محددة ثم البتر إذا فشلت كل هذه الوسائل.. إن البتر والإغلاق هما أقصر الطرق وأفدحها للانتقام وإرواء الغليل ولكنه ليس الطريق إلى العلاج والتهذيب والتعليم.

وما يثير الدهشة أن دعاوى إغلاق النبأ خرجت من مجتمع الصحافة ومؤسساتها بينما رفضتها الدولة ممثلة فى رئيسها فقد اعتبر مبارك إغلاق الصحيفة سابقة خطيرة خصوصا أن رئيس تحريرها قدم إلى المحاكمة بعد أربعة أيام فقط وأضاف مبارك مستهجنا: إما الذى يمكن أن نفعله أكثر من ذلك.. أما أن يكون هناك قانون نحترمه أو نعود إلى القرارات الإدارية التى تهدد القانون.. علينا أن نخرج من دائرة الانفعالات السريعة ونتخلص من التصرفات العشوائية.

وبما أعلنه مبارك تراجع 25 نائبا فى مجلس الشعب عن التقدم بمشروع قانون يزيد من القيود المفروضة على حرية الصحافة وتراجع رئيس الحكومة عاطف صدقى بصفته نائب الحاكم العسكرى عن قرار استخدام قانون الطوارئ بإغلاق الصحيفة.

وشجع موقف الرئيس الأقلام الصامتة لتتساءل: لم سكتت الكنيسة عن البلاغات التى تقدمت بها ضحايا الفاسق؟ ولكن الكنيسة ردت: إنه بعد شلحه لم يكن تحت سلطانها ولكنها لم ترد عندما تعرضت لسؤال آخر: ولم لم تحول تلك البلاغات إلى النيابة العامة؟.

أما ما خفى من تلك القضية وعرفته فيما بعد من أحد الذين تولوا تحقيقها فى النيابة: أن الراهب أنكر أنه نصاب وأكد أنه يجيد أصول السحر قائلا: سأطفئ النور علينا الآن والمذهل أنه نجح فى ذلك واستمر الإظلام نصف ساعة رغم وجود مولد.. المولد تعطل أيضا.