مؤتمر وارسو.. هل يكون إعلانا لصفقة القرن وتصفية للقضية الفلسطينية؟

عربي ودولي

المسجد الأقصى - أرشيفية
المسجد الأقصى - أرشيفية


دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى مؤتمر "وارسو" خلال زيارة لدول الشرق الأوسط، وخاصة أثناء زيارته لقطر، الشهر الماضي، على أن يعقد هذا المؤتمر في الفترة من 13- 14 من الشهر الجاري، بمشاركة عدة دول عربية، وسيتناول دفع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وهو مؤتمر مناهض لإيران.

الإعلان عن "صفقة القرن" خلال المؤتمر
وذكرت صحيفة عبرية، أن مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنير، سيكشف عن بعض تفاصيل "صفقة القرن"، خلال مؤتمر "وارسو".

فيما أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، أن جاريد كوشنر سيعلن عن بعض تفاصيل، وربما الكثير من تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، خلال مؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط، الذي سيعقد في العاصمة البولندية وارسو، منتصف شهر فبراير الجاري.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر كبير في البيت الأبيض، أن كوشنر سيكشف عن بعض تفاصيل "صفقة القرن" الأمريكية، خلال جلسة عامة مفتوحة، بمشاركة الصحفيين، على هامش اجتماعات مؤتمر وارسو، وبأن صهر الرئيس الأمريكي سيعلن عن التوقيت الذي تعتزم خلاله الولايات المتحدة الإعلان عن "صفقة القرن"، والكيفية التي تخطط الإدارة الأمريكية من خلالها الإعلان عن الخطة.

وأضافت الصحيفة العبرية أن هناك احتمالية لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين كوشنير، والمبعوث الأمريكي الخاص، للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على هامش فعاليات المؤتمر نفسه.

تصفية القضية الفلسطينية في مؤتمر "وارسو"
ومن جهتها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن مؤتمر وارسو "مؤامرة أمريكية تستهدف النيل من استقلالية قرارات المشاركين بالمؤتمر السيادية، حيال قضايا جوهرية تعتمد على مواقف مبدئية لهذه الدول، مثل الموقف من القضية الفلسطينية".

وحذرت السلطة الفلسطينية، الدول من المشاركة في مؤتمر "وارسو"، الذي دعت إليه واشنطن حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، معتبرة أنه "مؤامرة أمريكية" تهدف إلى "تصفية" القضية الفلسطينية.

وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيانها أن الموقف الفلسطيني واضح حيال "مثل هذه المؤتمرات الهادفة الى النيل من قضية شعبنا وتصفيتها، وهي لن تتعامل مع مخرجات مؤتمرات غير شرعية".

وتابعت: "هذا المؤتمر أمريكي بامتياز، الهدف منه دفع الدول المشاركة إلى تبني مواقف الإدارة الأمريكية من القضايا المطروحة، وتحديدا القضية الفلسطينية"، مؤكدة أنها "لن تتعامل مع أية مخرجات لهذا المؤتمر، وسوف تتمسك بمواقفها الثابتة وتواصل مساعيها مع الدول، وكأن مؤتمر وارسو لم يعقد".

وبينت الوزارة أن "النوايا الخبيثة لهذه الإدارة كررها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في خطابه حول حال الاتحاد الذي ألقاه أمام الكونغرس، قائلة إنه: "أكد فيه مواصلة سياسته المنحازة بالمطلق لإسرائيل، بعيدًا عن أي تفكير لخلق أي شكل من أشكال التوازن في العلاقة مع الجانب العربي الفلسطيني".    

"وارسو" تجاهل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبادرة العربية
وأكد السفير الفلسطيني لدى بولندا، الدكتور محمود خليفة، أن فلسطين ليست جزءاً ولن تشارك في المؤتمر الذي تنظمه الولايات المتحدة في 13-14 فبراير الحالي حول الشرق الأوسط في وارسو، مضيفا: "ولم نخول أي طرف لخوض اَي مباحثات باسمنا".

وأشار الدكتور خليفة، إلى أن القيادة الفلسطينية ترى أن أي حوار أو مشاورات تتعلق بالشرق الأوسط يجب أن تتم بمشاركة كافة الأطراف ذات العلاقة، وعلى قاعدة الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، لحماية حل الدولتين، وليس لتمرير ما يسمى صفقة القرن التي تعمل الولايات المتحدة على تنفيذها لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي، أو تشكيل محاور إقليمية لتمرير مشاريع تصفوية وتجاوز الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين.

وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني البارز، أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية لن تقبلا ولن تسمحا بتمرير أي حلول لن تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مشددًا على ضرورة إجراء المشاورات والمباحثات بمشاركة كافة الأطراف ذات العلاقة على قدم المساواة وبشكل شامل هو الطريق الوحيد لحماية حل الدولتين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولكن ما تفاصيل صفقة القرن؟

كشفت القناة 13 العبرية ما قالت إنها تفاصيل حصلت عليها من مسؤول أميركي رفيع عن "صفقة القرن"، والتي قالت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يزمع طرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في أبريل.

وأولى بنودها إقامة دولة فلسطينية على غالبية أراضي الضفة الغربية (قدرتها القناة بـ 90% من الضفة وإن كانت قد ذكرت كذلك أن غالبية المستوطنات ستبقى وهو ما يفوق بطبيعة الحال 10% من مساحة الضفة).

كما تشمل البنود أيضا إعلان أجزاء من القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة وتكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل على أن تبقى البلدة القديمة والمسجد الأقصى تحت الحكم الإسرائيلي، ولكن تدار بشكل مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأردن ودول أخرى.

وأضافت أن الخطة قسمت المستوطنات في الضفة الغربية الى ثلاث أقسام: الكتل الاستيطانية الكبيرة لا مساس بها، أما بالنسبة للمستوطنات خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة لا يتم توسيعها أو إضافة بناء جديد عليها والمستوطنات العشوائية يتم تفكيكها.

ويتم اعتماد مبدأ تبادل الأراضي بين فلسطين وإسرائيل للأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات.
وقال المصدر إن التوجه الأميركي هو الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في أبريل القادم، مشككا في قبول حكومة اليمين الإسرائيلي الحالية بهذه الخطة أو اَي حكومة إسرائيلية يمينة قادمة.