لماذا لا يخجل المسئول!!

مقالات الرأي

الراحل حماد عبدالله
الراحل حماد عبدالله


شيئ غريب جداً نلاحظه فى بلادنا، وهو عدم الخجل!! و خاصة للمسئول عن إدارة مرفق أو مسئول عن إدارة أزمة!! أو مسئول وزارى أو حتى رئيس مجلس وزراء!!

شيئ غريب جداً أن لا يخجل أحد حينما يتقاعس عن أداء دوره أو مهام منصبه أو يتباطأ فى إتخاذ قرار مما يتسبب عنه ضرر على العامة أو على البعض من الناس !!

شيئ غريب جداً فى بلادنا حمرة الخجل أصبحت (شحيحة) جداً فى سوق المسئولية التنفيذية أو السياسية فى بلادنا .
 
لم نسمع عن مسئول إعتذر عن حادث وقع فى نطاق مسئوليته , و لكن نسمع تبريرات , و تحويلات لبعض صغار الموظفين إلى النيابات الإدارية , (و تلبيس) صغار الموظفين (المسئولية) بالضبط كما يحدث فى (الأفلام العربى قديماً) حينما يرتكب المعلم جريمة , و يعاقب عليها أحد (صبيانه) بلية !!

والشيئ اللافت للنظر أيضاً فى بلادنا أن كثير من مشاكلنا الحياتية , سواء كانت مرور أو عشوائيات أو مواد غذائية فاسدة أو أزمات فى توزيع الخدمات على الأحياء (طرق وإضائة و أمن) و غيرها مما يعانى منه المواطن المصرى , سببه هو خمول المسئول أو ضيق أفقه و جهله فى بعض الأحيان .

الفساد المنتشر فى المحليات , و الطناش السائد عن الأخطاء اليومية فى الشارع المصرى , و إنتهاك بعض المواطنين للقوانين و القواعد و الأعراف , كأن يقيم بعض البلطجية أماكن يسيطروا عليها بسطوتهم فى غياب كامل عن الإجراءات المنوط بها دستورياً الأمن و الحماية للمواطن , و لا شئ يحدث فى المجتمع , و لا صدى لهذه الامور فى المجالس النيابية و التى من المفترض أن شاغليها هم نواب للشعب منتخبين للدفاع عن مصالحه و معالجة التشوهات فى حياة المواطنين الناتجة عن فساد الإدارة أو إهمالها أو خمولها فى الأغلب الأعم .

لماذا نستمر فى التحمل لهذه المصائب التى أبتلينا بها و هى على شكل مسئول (جلده سميك) عديم الإحساس كما هو عديم المسئولية.

رحم الله صلاح جاهين و عبد الحليم حافظ حينما تغنوا بالكلمات الاّتية:

"دى مسئولية عزيزة عليه 
معزة الروح والحرية ... معزة العسكرى لسلاحه وأكثر"
نفتقد إلى مسئولين تحركهم الوطنية المصرية !!