منافس نتنياهو يعلن احتمالية الانسحاب الجزئي من الضفة الغربية

عربي ودولي

 بيني جانتز
بيني جانتز


تطرق الجنرال بيني جانتز، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية القادمة في ابريل إلى امكانية الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة في تصريحات نشرت الاربعاء وأثارت انتقادات من اليمين.

ووجد الفلسطينيون هذه التصريحات مشجِّعة لكنهم طالبوا بمزيد من التوضيحات.

وتحدث بيني جانتز رئيس حزب "المناعة لإسرائيل" عن المسألة الأمنية الاسرائيلية كمسألة مركزية، وقال "نحن لا نبحث عن السيطرة على أحد، وعلينا ان نجد السبل لنتفادى فيها السيطرة على أناس آخرين".

ولم يأت جانتز على ذكر الشعب الفلسطيني، لكن رداً على سؤال إن كان يريد تطبيق خطة شبيهة بخطة الانفصال والانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، قال "إن خطة الانفصال كانت مؤلمة ولكنها كانت قانونية وصائبة صدرت عن الحكومة الإسرائيلية، ونفذت من قبل الجيش، ويجب استخلاص العبر منها في اماكن أخرى أيضا".

ولم يذكر صراحة الضفة الغربية في تصريحاته، وامتنع عن تحديد أي شروط لاحتمال الانسحاب من الأراضي الفلسطينية. وستنشر المقابلة كاملة في صحيفة يديعوت أحرونوت الجمعة.

وتعهد جانتز الاحتفاظ بمنطقة غور الأردن الاستراتيجية على الضفة الغربية من نهر الاردن، إلى جانب القدس الشرقية المحتلة.

ونشر حزب جانتز بعد نشر المقابلة توضيحا قال فيه إن "خطة فك الارتباط (الانسحاب من غزة) نفذت بمبادرة حكومة شرعية برئاسة الليكود، وصوّت نتنياهو وقادة الليكود عليها، وفي حكومة غانتز لن تكون هناك عمليات أحادية الجانب تتصل بإخلاء مستوطنات".

وتعليقاً على تصريحات غانتز، قال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لصحافيين في رام الله "من المشجع إذا نجح وبقي متمسكاً بهذا الرأي".

لكن ابو ردينة قال إن الفلسطينيين بحاجة إلى مزيد من التفاصيل حول سياسات غانتز. "نحن لا نعرفه بعد، سمعنا عنه. الرئيس عباس لا يكف عن القول إن كل ما نحتاجه هو حكومة إسرائيلية تؤمن بالسلام".

وشدد أبو ردينة على أن "السياسات الفاشلة التي تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال لن تؤدي سوى الى نتائج فاشلة".

وواجهت تصريحات غانتز انتقادات من الأحزاب الإسرائيلية اليمينية. وسارع نتنياهو بنشر تغريدة على حسابه على تويتر قال فيها إن "غانتز أماط اللثام عن وجهه الحقيقي، إنه ينوي تشكيل حكومة يسارية تحظى بدعم القائمة المشتركة وحزب أحمد الطيبي".

وتعرضت تصريحاته لهجوم من قبل وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي أسس حزب "هيمين هحداش" (اليمين الجديد) القومي المتطرف الذي يؤيد ضم جزء من الضفة الغربية المحتلة.

وقال بينيت "لقد ألقى جانتز القناع واتفق مع رئيس حزب العمل آفي جاباي (يمثل يسار الوسط) ويريد طرد اليهود من منازلهم من خلال انسحاب أحادي الجانب من يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وإن لم يشر إلى ذلك في مقابلته، فإن غانتز يمكن أن يؤيد الانسحاب من البؤر العشوائية التي لم تحصل على موافقة السلطات الإسرائيلية.

اقترحت إسرائيل في السابق انسحاباً جزئياً من الضفة الغربية مع الإبقاء على التجمعات الاستيطانية مقابل إعطاء الفلسطينيين أراضي في صحراء النقب بين غزة وجنوب الضفة.

واشار في حملته الى ان حكومته "ستعمل من أجل السلام، لكنه أضاف أنه "إذا اتضح أنه لا توجد طريقة للتوصل إلى السلام في هذا الوقت، فسنعمل على تشكيل واقع جديد".

وحول إمكانية انضمامه الى ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو قال غانتز، إنه "يكن التقدير لرئيس الوزراء ولا يكرهه إلا أنه يعتقد بأنه حان الوقت ليتخلى نتنياهو عن منصبه بصورة لائقة". وأكد أنه "واثق من الفوز" في الانتخابات.
أطلق غانتز (59 عاما) حملته في29 يناير ووعد بسياسة دبلوماسية وأمنية محافظة.

وتشير استطلاعات للرأي نشرت في الثلاثين من الشهر الماضي منذ الاعلان عن تاسيس حزبه "المناعة لإسرائيل" في ديسمبر إلى أنه سيحل في المرتبة الثانية في انتخابات 9 ابريل، وقد يحصل على 15 مقعداً ن مقاعد الكنيست الـ120.

احتلّت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967.

وتعتبر الأسرة الدولية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية انتهاكا للقانون الدولي وعقبة أمام جهود السلام، إذ بنيت على أراض فلسطينية يفترض أن تشكّل جزءاً من الدولة الفلسطينية المنشودة.

ويقيم نحو 430 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفّة الغربية المحتلّة إلى جانب 2,6 مليون فلسطيني، فيما يقيم حوالى 200 ألف يهودي في أحياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.