"تجمع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان".. وثيقة "الأخوة الإنسانية" في الإمارات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في خطوة تاريخية غير مسبوقة، وقع شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وثيقة الأخوة مع قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في الإمارات مساء يوم أمس الإثنين، على هامش لقائهما لحضور المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، وذلك بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.

وتعد وثيقة الأخوة الإنسانية بين شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان، هي حجر الأساس الذي يجمع مسجد الإمام الأكبر أحمد الطيب وكنيسة القديس فرانسيس في أبو ظبي.

وبالتزامن مع هذا الحدث التاريخي، تستعرض "الفجر" أبرز المعلومات والتفاصيل المتعلقة بتلك وثيقة الأخوة المقدسة التاريخية التي تجمع بين اثنين من أبرز القامات الدينية في العالم أجمع، وذلك خلال السطور التالية.

دعوة إلى المؤاخاة بين مختلف الأديان السماوية
تدعو الوثيقة إلى روح الأخوة بين كافة الأديان السماوية المختلفة، كأن يرى المسلم في أخيه القبطي صديقًا وأخًا له دون تفرقة، وهو ما بدا جليًا بين سطور نص الوثيقة الذي أكد على ضرورة أن "يحمل الإيمان المؤمن على أن يرى في الآخر أخا له، عليه أن يؤازره ويحبه".
 
دليل للأجيال القادمة يأخذهم نحو ثقافة الاحترام المتبادل
وجرى العمل على الوثيقة التاريخية بإخلاص وجدية لتصبح إعلانًا مشتركًا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيمانًا بالله وإيمانًا بالأخوة الإنسانية أن يتوحدوا ويعملوا معًا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلًا للأجيال القادمة تأخذهم نحو ثقافة الاحترام المتبادل.

تهدف لنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام
كما يهدف توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية، إلى تبني ثقافة الحوار لمطالبة قادة العالم وصناع السياسات الدولية بالعمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة ووقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وانحدار ثقافي وأخلاقي.

تؤكد أن التطرف الديني كاد يثمر عن بوادر حرب عالمية ثالثة
وترى وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد أثمر في العالم سواء في الغرب أو الشرق بما يمكن أن يطلق عليه بوادر "حرب عالمية ثالثة على أجزاء"، لافتة إلى أنه لاتزال هناك العديد من الأماكن التي يجري إعدادها لمزيد من الانفجار وتكديس السلاح وجلب الذخائر.

وشددت الوثيقة ضمن سطورها على أن الأزمات السياسية والظلم وافتقاد عدالة توزيع الثروات الطبيعية تسببت في إنتاج أعداد هائلة من المرضى والمحتاجين والموتى، بالرغم من الكنوز والثروات التي تمتكلها هذه البلدان وما تملكه من سواعد قوية وشباب واعد وسط صمت عالمي غير مقبول لما يجري.

التأكيد على أهمية إيقاظ الحس الديني
وأكدت الوثيقة كذلك على أهمية إيقاظ الحس الديني وبعثه مجددًا في نفوس الأجيال الجديدة من خلال التربية الصحيحة والتنشئة السليمة والتحلي بالأخلاق والتمسك بالتعاليم الدينية القويمة لمواجهة النزعات الفردية والأنانية والصدامية والتطرف والتعصب الأعمة بكل صوره وأشكاله.

الهدف الأول للأديان هو الإيمان بالله وعبادته
واستهدفت الوثيقة توضيح الهدف الأول للأديان السماوية وهو الإيمان بالله وعبادته، وحث جميع البشر على الإيمان بأن هذا الكون يعتمد على إله يحكمه وهو الخالق الذي أوجدنا بحكمة إلهية وأعطانا هبة الحياة لنحافظ عليها دون وجه حق لأي إنسان بأن ينزعها أو يهددها أو يتصرف بها كيفما شاء، مشددة على ضرورة أن يحافظ الجميع على هذه الهبة.

إدانة الممارسات المهددة للحياة
وأدانت الوثيقة التاريخية، كافة الممارسات التي تهدد الحياة كالإبادة الجماعية والعمليات الإرهابية والتهجير القسري والمتاجرة بالأعضاء البشرية والإجهاض، وما يطلق عليه "الموت اللا الرحيم" والسياسات التي تشجعها.

التأكيد على أن الحرية حق لكل إنسان
وتهدف الوثيقة إلى التأكيد على أن الحرية حق لكل إنسان اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا وممارسة، وأن الاختلاف والتعددية في اللغة والدين والعرق والجنس حكمة لمشيئة الله تعالى قد خلق البشر عليها وجعلها أصلًا ثابتً تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد والاختلاف وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الطرف الآخر.

دعوة إلى الحوار والتفاهم
وتعد الوثيقة دعوة إلى الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، بما من شأنه يسهم في احتواء الكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرًا من البشر، منوهًا إلى أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى الحياة الكريمة.

حماية دور العبادة واجب تكفله كل الأديان
وأكدت وثيقة الأخوة الإنسانية على أن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد هو واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والأعراف الدولية والمواثيق، وأن كل محاولة للتعرض لدور العبادة باستهدافها أو الاعتداء عليها أو تفجيرها هي خروج صريح عن تعاليم الأديان وانتهاك واضح للقوانين الدولية.

الإرهاب جاء نتيجة لتراكمات الفهم الخاطئ لنصوص الأديان
وأوضحت الوثيقة أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس في الشرق والغرب والشمال والجنوب ويلاحقهم بالفزع والرعب ليس نتاجًا للدين، بل هو نتيجة لتراكمات الفهم الخاطئ لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم، مشددة على ضرورة وثق دعم الحركات الإرهابية بالسلاح والمال والتخطيط والتبرير أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، داعية لضرورة اعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، لافتة إلى ضرورة إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره.
 
حماية حقوق المسنين والضعفاء ضرورة دينية ومجتمعية
وشددت الوثيقة على أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها وحمايتها بتشريعات حازمة وبتطبيق المواثيق الدولية الخاصة بهم.