طارق الشناوي يكتب: "ثومة والشريف".. زواج بلا وثيقة!

الفجر الفني

ام كلثوم
ام كلثوم


لست أدرى على أى أساس ألقى سمير صبرى بتلك القنبلة، أثناء الندوة التى أقيمت له فى المعرض الدولى للكتاب، وهى أنه رأى وثيقة زواج محمود الشريف من أم كلثوم، بينما لم ير الوثيقة الأخرى المزعومة وهى زواج عبدالحليم من سعاد حسنى. أنا معه تماما فى الثانية، وهى لا زواج بين عبدالحليم وسعاد، والعقد الزائف الذى نشرته شقيقتها قبل عامين يكذب نفسه بنفسه.

نعم كان هناك حب ملتهب بينهما، إلا أنه لم يفض إلى زواج، استمر نحو ثلاثة أعوام من عام 59 مع فيلم (البنات والصيف) وانتهى بعدها فى 62 مع (الخطايا)، لو عدت للأرشيف ستجد أن سعاد حسنى كانت هى المرشحة الأولى لأداء دور سهير فى الفيلم الذى أخرجه حسن الإمام من إنتاج (صوت الفن) إلا أن عبدالحليم استبدلها فى اللحظات الأخيرة، باعتباره شريكا فى الإنتاج، بنادية لطفى، انتقاما منها بعد تعثر مشروع الزواج.

سمير قال إنه استبدلها بنادية لطفى فى (أبى فوق الشجرة) فى دور الراقصة (فردوس)، والحقيقة أن هند رستم كانت هى المرشحة الأولى، وعندما اعتذرت أنقذت نادية لطفى الموقف.

ويبقى أم كلثوم والزواج من محمود الشريف؛ اقتربت من الموسيقار الكبير نحو 20 عامًا وأصدرت عنه كتابًا عنوانه (أنا والعذاب وأم كلثوم)، حكى لى الشريف بالتفاصيل علاقته بأم كلثوم، وكيف أن هناك غضبا شعبيا حال دون الزواج، وذلك عام 1946، عندما كتب مصطفى أمين على صفحات (أخبار اليوم) مانشيت (خطوبة أم كلثوم ومحمود الشريف)، وأجرى حوارا وسألها: هل تتوقف عن الغناء لو طلب منها الشريف ذلك؟ أجابته: الأمر له وما يريد.

وغضب الملايين، شعروا أن أم كلثوم لم تعد لهم، ومصيرها معلق برغبة وإرادة رجل واحد، فطلبت أم كلثوم من الشريف إرجاء إعلان الزواج.

تردد كثيرا بعدها أن أم كلثوم تزوجت من مصطفى أمين والحقيقة أنه كان صديقها الأقرب، انتشرت الشائعة بعد إلقاء القبض على مصطفى أمين، فى قضية اتهامه بالتخابر، تمت مداهمة مكتبه فى (أخبار اليوم) وعثروا على وثيقة زواج عرفى من مطربة، وتم التعتيم على اسمها، فاعتقد كثيرون أنها أم كلثوم، بينما هى شادية التى واجهت تحقيقات قاسية عن طريق أجهزة حساسة، وفى تلك الأجواء كان صلاح ذوالفقار هو الفارس الذى وقف بجوارها لصلته القوية بأجهزة الأمن، فهو ضابط شرطة كبير سابق، وبدأت مشاعر الحب بينهما وتوجت بالزواج.

الشريف يقينًا عاش مع أم كلثوم فترة خطوبة معلنة، أدت إلى غضب عارم أيضا داخل الوسط الفنى، حتى إن الموسيقار محمد القصبجى أمسك المسدس مهددًا باغتياله.

الشريف تزوج عرفيًا من أم كلثوم وبوثيقة احتفظا بها معا، راجعوا آخر أفلامها (فاطمة) الذى كان يمنح شرعية للزواج العرفى، ولكن بمجرد أن وجد الشريف تراجعًا من أم كلثوم عن إتمام إعلان الزفاف مزّق الوثيقة فى فيلا أم كلثوم وخرج ولم يعد.

إنه الجانب الشخصى المسكوت عنه فى حياة أم كلثوم، وهو ما رفضت أن تبوح به للكاتب سعد الدين وهبة عندما بدأ الإعداد لفيلمها (ثومة) مع المخرج يوسف شاهين رغم تدخل ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، وهو ما حرصت عليه أيضا فى حوارها مع الإذاعى وجدى الحكيم، وقبلها فى كتاب (أم كلثوم التى لا يعرفها أحد) للكاتب الصحفى محمود عوض، فكيف ومتى قرأ سمير صبرى الوثيقة؟!.