بعد إثارته الجدل.. "الفجر" تكشف كواليس توقيع "خالعات الحجاب والنقاب"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بينما تكتظ البوابات بقاصدي معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019، انحنى سيل من هؤلاء الزائرين إلى بوابة قاعة 2، وما إن استقرت الحقائب على جهاز التفتيش، أخذ الكل يبحث عن الجناح الذي يريده لشراء الكتب والروايات التي جهزها في مخيلته، ومن بين الأجنحة قصد البعض جناح C37، ليستقروا أمام موقع دار الياسمين للنشر والتوزيع، وأعينهم تسبق ألسنتهم التي تسائلت عن كتاب "خالعات الحجاب والنقاب".


ما بين الصدمة والدهشة والإعجاب، انقسم المتسائلين عن كتاب "خالعات الحجاب والنقاب"، فما إن دونت مؤلفته الدكتورة دينا أنور، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معلنة عن موعد حفل توقيعه، اليوم الجمعة، انقسمت الأراء، وما آثار غضب البعض تصوير بعض الفتيات على غلاف الكتاب وهما يقومن برمي الحجاب بعد قرار خلعه، وهي صورة مقتصه من جلسة تصوير لتلك الفتيات واللواتي وصفتهن مؤلفة الكتاب بالرائدات.


"ايه خالعات الحجاب والنقاب؟!"، بذلك التساؤل التعجبي، وقفتا اثنتين من الفتيات يقلبن في الكتاب، وما كان من إحداهم إلا القول "وهي طالما مش مقتنعة بالحجاب تخلعه من غير ما تفرض علينا نشوف وجهة نظرها"، وما إن انهت الفتاة جملتها، تركت الكتاب مطلقه ظهرها إليه.
وما إن اقتربت الثانية ظهرًا واقترب موعد حضور مؤلفة الكتاب، أخذ المعجبين بالكتاب يترصصن واحدًا بجانب الآخر ينتظرون بدء حفل التوقيع، لم يكن الحضور فتيات فقط بل أراد بعض الرجال فهم وجهة نظر الكاتبة.


دقائق وكانت الكاتبة الدكتور دينا أنور، وهي دكتورة صيدلانية وناشطة إعلامية ومدافعة عن حقوق المرأة، على بعد خطوات من دار الياسمين، وبعد مصافحات عدة بينها وبين جمهور الكتاب، أكدت الدكتورة دينا، أنها قصدت من خلال الكتاب التركيز على الفتيات اللواتي تعرضن للعنف من أجل ارتداء الحجاب من خلال الأهل والمجتمع.


وأضافت أنها لم تقم بدعوى لخلع الحجاب، ولكنها تقصد التمرد على تلك القيود، فهي ترى في الفتاة أنها صاحبة قرار، ولها مطلق الحرية في تفضيل ارتداء الحجاب من عدمه.


وأشارت الكاتبة، أنها من قبل دعت الفتيات لارتداء الفساتين لإظهار أنوثتهن كما في السابق، مشيرة أن الفتاة أنثى في كل الأحوال سواء عزباء أو متزوجة أو مطلقة أو أرملة.


وتستقبل الكاتبة الكلمات اللاذعة عن الكتاب بصدر رحب، مطلقة ابتسامتها للجميع، ومؤكدة على ضرورة تحية الفتيات الرائدات من قررن خلع الحجاب، قبل توجيه كلمات الإعجاب لها عن الكتاب.


كانت تقولها الكاتبة، مطلة بنرها على الفتيات والسيدات المشاركات في السيشن المقتبس منه غلاف الكتاب، فكانت من بينهن الدكتورة رحاب، وهي محامية وقامت بعمل رسالة دكتوراة في الإرشاد الأسري والمشاكل الزوجية.


تروي الدكتورة رحاب، أنها قبل ما قبل عام اتخذت قرارها بخلع الحجاب، مواجهة به أسرتها الصغيرة وأبنائها، مؤكدة أن قرارها جاء لكونها تربت بطريقة تقليدية في محافظة الفيوم وهي في صغرها، وما كان منها إلى أنها ارتدت الحجاب في عمر صغير، وهو ما استطاعت هدمه بعدما أتمت 43 عامًا.


وتضيف أنها إذا كان خلعها للحجاب حلال فهي مقتنعة به، وإن كان حرام فهي تعلم في هذه الحالة أنها معصية وستطلب من الله أن يسامحها عليها.


وتتابع "أنا حاسة إني شكلي كده أحلى وأقوى"، مشيرة أنها تعلم أن ذلك القرار يأتي وهي في موضع مسؤولية فهي مسئولة عن بيتها وعملها في آن واحد.


وتبعد عنها بخطوات "شيماء" مختفيه بجسدها الصغير بجانب شقيقها، لتروي حكايتها التي كانت من نوع خاص، فتربت الفتاة منذ صغرها بواسطة شقيقها الأوسط بعدما فقدت والديها، وانشغال شقيقها الأكبر بعمله لساعات طويلة، لتكون المعلومات المتسربة على مسامعها في مرحلة الإبتدائية، عن الحلال والحرام وضرورة ارتداء الحجاب والصلاة لكي لا تدخل النار.


لم تقتنع الفتاة بالمعلومات التي دست إلى مسامعها، فبدأت القراءة المكثفة عن الحجاب، واكتشفت مغالاة أخيها في تربيتها على الرغم من مطالبته بأشياء لا يفعلها هو نفسه، كأن يقول لها بأن الأغاني حرام وهو يسمعها.


قررت الفتاة مواجهة أشقائها الذكور الثلاثة، وعدم الرضوخ لكونها شقيقتهم الصغيرة، وأعلنت قرارها بخلع الحجاب، فهاجمها شقيقيها الأوسط والأصغر وقاما بتهدديها، ليكون مخلصها شقيقها الكبير والمساند لها في معرض الكتاب.


قطاعها شقيقها لعامين، وتدخل الأهل والمقربين للعدول عن تلك القطيعة، حتى رضخ أشقائها لقرارها، لتكون من بين خالعات الحجاب التي قررت منذ عام 2015 إظهار شعرها للعامة، لتكون في عام 2019، إحدي الرائدات اللواتي وصفتهن الدكتورة دينا أنور.


ولم يكن الإندهاش من كتاب "خالعات الحجاب والنقاب"، من قبل قاصدي المعرض فحسب، بل من منظميه، فقرر إسلام بيومي، مدير معرض الكتاب، وقف حفل التوقيع لعدم تسجيل دار النشر عن وجود حفل توقيع بذات التوقيت، وهو ما آثار من تشكك البعض بأن يسحب الكتاب، بالرغم من تأكيد مؤلفته نفاذ الطبعة الأولى، وعزمها إلحاقها بالثانية في أقرب وقت.


ويبلغ ثمن الكتاب في دار النشر 70 جنيهًا للنسخة المميزة، وتبلغ 50 جنيهًا بعد الخصم، بالإضافة إلى وجود نسخة شعبية تختلف عنها في جودة الطباعة ثمنها 40 جنيهًا.