كنائس قنا تحتفل بتذكار نياحة مطرانها الراحل الأنبا مكاريوس

أقباط وكنائس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


احتفلت إيبارشية قنا للأقباط الأرثوذكس، صباح اليوم الجمعة، بتذكار نياحة القديس العظيم الأنبا مكاريوس، اسقف ايبارشية قنا الراحل.

وترأس نيافته الانبا شاروبيم، اسقف قنا، اليوم، قداس عيد نياحة الانبا مكاريوس في كتيسة مار مرقس بمدينة قنا.

وبدأت صلاة القداس الالهي برفع بخور باكر، وتخلل طقس الاحتفال بمجموعه من الالحان الروحية بمشاركة خورس شمامسة الكنيسة، و لفيف من مجمع كهنة الايبارشية، وحضور الالاف من اقباط قنا.

ولد القديس الانبا مكاريوس، اسقف قنا الراحل ، في يوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 1923م الموافق 5 نسيء 1639ش،  بقرية أولاد يحيى بحرى "الشيخ جامع" مركز دار السلام محافظة سوهاج، باسم الطفل "حلمى أيوب ميخائيل" من أبوين تقيين اسم أمه "رنة شنودة" ودرس بالمدرسة الابتدائية فى القرية، ثم اشتغل بالزراعة ورعاية الأغنام.

ترك القرية وذهب إلى أحد أقربائه يدعى المقدس "توفيق أبسخيرون" وعرض عليه رغبته فى دخول الدير فرفض، بعد ذلك ذهب هو وإثنان من أقربائه "كامل عطية الله، لبيب مشرقى" نحو الجبل الكائن شرق قرية الكشح حيث كان هناك راهباً قديساً مقيماً بمغارة وقالوا له نحن نريد الرهبنة فأجابهم "لبيب وكامل" يرجعوا ويتزوجوا أما حلمى فليذهب إلى الدير.

فذهب إلى دير السيدة العذراء "البراموس" طالباً للرهبنة وتم ذلك فى يوم الجمعة الموافق 7 يونيه 1946م، 30 بشنس 1662ش وترهب يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 1946م، 12 هاتور 1664ش باسم الراهب آدم. نال درجه الشموسية على يد المتنيح "الأنبا توماس" مطران طنطا فى ذلك الوقت يوم الأربعاء الموافق 26 مارس 1947م 17 برمهات 1665ش.

ثم ذهب إلى كلية اللاهوت بحلوان أول أكتوبر 1948م ثم سيم قساً على يد المتنيح "الأنبا مكاريوس" أسقف الدير فى يوم أحد الشعانين الموافق 2 أبريل 1950م، 4 برمودة 1668 ش باسم القس "بولس البراموسى" تخرج من كليه اللاهوت فى مايو 1953م، وعين كاهناً لكنيسة "الشهيد مار جرجس" ببور فؤاد أول أكتوبر 1953م، ثم نال درجة القمصية يوم الأحد 25 مارس 1956م، 16 برمهات 1674ش ثم شاءت عناية الله أن يسام أسقفاً على إيبارشية قنا وقوص وقفط ونقادة ودشنا والبحر الأحمر وتوابعها يوم الأحد 19 سبتمبر 1965م. وظل يخدم إيبارشيتة فى أمانة وحب ووداعة وعطاء بلا حدود أكثر من ربع قرن حتى تنيح بسلام يوم الأحد الموافق 3 فبراير 1991م، 26 طوبة 1707ش أثناء قيامه بصلاة القداس الإلهى

ذهب إلى دير السيدة العذراء "البراموس" العامر فى سن صغير حوالى 23 سنه. تتلمذ على أيادى كبار الآباء والشيوخ فى البرية فى ذلك الوقت ومنهم أبونا بولس البراموسى الكبير، أبونا فلتس البراموسى الكبير وخدمهم ونال بركتهم. كان محبوباً جداً لديهم، وكان مطيعاً لهم محباً للخدمة بنفسٍ راضيةٍ منسحقةٍ، وأتى عليه وقت كان يقوم فيه بأغلب خدمة الدير الصعبة. كانت تسليته وتعزيته فى خدمة الآباء الشيوخ. يغسل لهم ملابسهم وينظف لهم قلاليهم ويملأ لهم الماء.

 يحكى أحد الآباء المعاصرين. وقد كان زميلاً له فى الرهبنة أن سيدنا المتنيح كان منظماً فى حياته الروحية وفى ملبسه وحياته الخاصة وقلايته كانت نظيفة جداً، مداوماً على المزامير والميطانيات والصوم حتى المساء يومياً وكان يفطر على الخبز والكمون لمدة 12 سنة. كان لا يختلط بأحد، من عمله لقلايته ومن القلاية للكنيسة، هادئ الطباع محبوباً من الجميع. كان مثال الراهب الصامت الذى لا يتكلم إلا إذا دعى المجال إلى ذلك وكان إذا تكلم لا ينطق إلا بما يستوجبه الموضوع فقط، أما اسلوبه فى الحديث فكان بسيطاً جداً ومع هذه البساطة المتناهية تجد كلامه يمس القلب، ويحس المستمع إليه أن كلامه خارج من القلب وأنه يعيش فعلاً ما يقوله، وقديماً قيل "إن الكلمة إذا خرجت من اللسان لا تتجاوز الآذان أما إذا خرجت من القلب فإنها تدخل إلى القلب".

وقد ذكر نيافته أنه فى بداية رهبنته رأى رؤيا يمسك فيها بالصليب والحية النحاسية ويصلى التحليل فلما ذكرها لأب اعترافه قال له: "يعنى ياخوى هتترسم أسقف"، وكانت هذه بشارة من السماء له.

بعد تخرجه من كلية اللاهوت بحلوان سيم قساً ببور فؤاد، وكان محبوباً جداً من جميع الشعب، وذكر نيافته أنه فى تلك الفترة قرأ كمية هائلة من الكتب الكنسية المقدسة، ثم استدعاه بعد ذلك قداسة القديس البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيراً خاصاً له، فكان محبوباً جداً لديه، وكان يدعوه أبونا بولس البسيط، ويقول له تعال: "يا مبروك".

كان الله يشعره باحتياجات أولاده المادية الروحية: حدثت هذه القصة حين كان القمص بولس البراموسى أب اعتراف الدير.. كانت أحوال الدير المادية غير متيسرة فلم يوجد بالدير مال لشراء الخضار، فدخلت الأم رئيسة الدير قلايتها لتصلى وتعرض الأمر على الله ليدبره، وبعد قليل علمت بحضور أبونا بولس على غير عادته فى ذلك اليوم وعندما قابلته بادرها بقوله: "هل الدير محتاج إلى شيء".

وعندما استفسرت عن سبب هذا السؤال أخبرها بأن الشهيد "أبى سيفين" أعلمه بأن الدير محتاج إلى النقود واستطرد فى الحديث قائلاً: "أننى بعد الانتهاء من صلاة القداس الإلهى ذَهبتُ لأستريح قليلاً قبل أن أتوجه إلى البطريركية )إذ كان حينئذ سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس( وعندما بدأت أغمض عينىَ سمعت صوتاً يقول لى قم خذ فلوس وأذهب إلى دير أبى سيفين، فنهضت ورشمت علامة الصليب قائلاً: "هل الشيطان يحاربنى" ثم أغمضت عينىَّ مرة أخرى، فسمعت ذات الصوت ثانية. فقمت وصليت الصلاة الربانية ورشمت الصليب وحاولت أن أنام، فسمعت صوت يقول لى: "أنا الشهيد أبى سيفين أقول لك قم الآن وخذ الفلوس واذهب إلى ديرى بمصر القديمة". فتأكدت أن هذا الصوت من الله فقمت وأخذت المال الموجود لدَىّ بالدولاب وأتيت به. فأخبرته الأم رئيسة الدير بالأمر كله ومَجَدّنا الله وشهيده البطل أبى سيفين.

وحدث أيضا فى أحد الأيام أن تقابل أبونا بولس البراموسى مع أبونا عطا الله المحرقى المهتم بطباعة كتاب خدمة الشماس وفى أثناء حديثهما أبدىَ أبونا عطا الله إعجابه الشديد بالفراجية التى كان يرتديها أبونا بولس، ففى الحال خلعها وقدمها له وعندما سأله أبونا عطا الله عن ثمن تكلفتها أجابه: "أنه لا يريد مقابلها نقود، وإنما طلب منه أن يقدر هو ثمنها ويرسل بمقابله عدداً من كتب خدمة الشماس إلى دير أبى سيفين للراهبات" وكان فعلاً لا يوجد بالدير سوى نسخة واحدة من الكتاب تدرس فيه الراهبات جميعاً الألحان الكنسية، فجاء عدد الكتب يزيد عن عدد الراهبات بالدير بعشرة نسخ.

نال نعمة الأسقفية على يد قداسة البابا المعظم القديس الأنبا كيرلس السادس فى يوم 19 سبتمبر 1965م باسم الأنبا مكاريوس.