كيف تحوّلت مدارس جنوب اليمن لـ"مقابر" على هيئة مقرات سكنية؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


منذ عهد الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وتوحيد الجمهورية اليمنية، يعاني جنوب اليمن تدهور كبير في التعليم، على خلفية الحرب الدائرة هناك، والتي حوّلت مدارس الجنوب لمقرات سكنية، والمقابر للطلاب والمتعلمين.

1300 مدرسة مدمرين.. و400 مدرسة لإيواء النازحين

يصف أغلب اليمنيون، عام 2016 بعام الكارثة، حيث تقول وزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي وصالح بصنعاء، إن 6 ملايين ونصف طفلًا تضرروا من الحرب، فيما دُمرت أكثر من 1300 مدرسة، وتحولت 400 مدرسة أخرى إلى أماكن لإيواء النازحين.

المدارس تحوّلت لمقرات سكنية

واضطرت آلاف العوائل، شمال اليمن، للنزوح عن منازلهم، وخاصة بعد إعلان التحالف العربي عن محافظة صعدة، معقل الحوثيين، منطقة عسكرية في 8 مايو 2016، إعلان التحالف، تضمن مطالبة الأهالي بالجلاء عن مدينة صعدة، وهو ما اضطر مئات العوائل اليمنية، لأن تتخذ من مدارس محافظة عمران المجاورة مقرات سكنية لعوائلهم، الأمر الذي جعل أكثر من 15 ألف طفل غير ملتحق بالتعليم.

"تعز" المدينة الثقافية تتحول مدارسها ويشرد طلابها

محافظة تعز، محافظة يمنية تقع إلى جنوب من العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي (256) كيلو متراً، وتحتل محافظة تعز المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في الجمهورية، إذ يشكل سكانها ما نسبته (12.2%) من سكان الجمهورية، وعدد مديرياتها 23 مديرية، ومدينة تعز التي يحتضنها جبل صبر مركز المحافظة، تحوي بداخلها الكثير من المعالم السياحة منها جامع الجند التاريخي وقلعة القاهرة والمدارس الأثرية كالمظفرية والأشرفية والمعتبية، وطبيعة تضاريس المحافظة متنوعة.

في عام 2015، أصدر مركز الدراسات والإعلام التربوي ونقابة المعلمين اليمنيين في محافظة تعز، تقرير يعرض حجم الكارثة التي أصابت قطاع التعليم التربوي في المدينة التي تحولت إلى ساحة حرب.

وقال التقرير، إن تأثير تلك الحرب على العملية التعليمية، تنوع بين النهب والتدمير والتمركز بالمنشآت التعليمية، واغتيال المعلمين وتهديد الأكاديميين، وحرمان آلاف الطلاب من مواصلة التعليم بمختلف مستوياته.

ورصد التقرير 156 انتهاكًا طال المؤسسات التعليمية، منها (59) مدرسة تعرضت للقصف المباشر، ودمرت بشكل كلي أو جزئي، ونهبت محتوياتها، و(35) مدرسة اقتحمت واستخدمت لأعمال عسكرية، و(62) مدرسة استخدمت كمراكز إيواء للنازحين تضم حوالي 10 ألف أسرة نازحة.

وعن حجم الأضرار التي لحقت بالطلاب اليمنيين، يشير التقرير إلى أن الحرب تسببت في تشريد ونزوح أكثر من 300 ألف طالب وطالبة، من منتسبي التعليم العام، من أصل قرابة 800ألف.

وذكر بأن ما يقارب 50 ألف طالب حرموا من أداء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية.

وفيما يتعلق بالمعلمين أشار التقرير إلى مقتل أكثر من (40) معلمًا، وجرح العشرات منهم بسبب الحرب التي تسببت أيضًا في تشريد الآلاف منهم نحو مناطق أكثر أمنًا في الأرياف والقرى، هربًا من جحيم الحرب.

تقرير "اليونيسيف" يعرض المآساة

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أفادت في تقريرها "التعليم تحت النار" والذي أصدرته منتصف نوفمبر 2016، بأن الصراع في اليمن أغلق قرابة 3600 مدرسة في المدن والمحافظات التي شهدت مواجهات عسكرية، وتلك التي نزح إليها السكان، مشيرةً إلى أن عددًا كبيرًا من المدارس والمرافق التعليمية، في عدة محافظات تحولت إلى مأوى للنازحين الفارين من جحيم القتال، أو إلى ثكنات عسكرية للمسلحين.