مصطفى محمد يكتب: رحلة في عقل زاكيروني

ركن القراء

زاكيروني
زاكيروني


الخُطة.. أناكوندا

يقولون إن المدرب الذكي هو من يعرف كيف يحرم خصمه من مميزاته ويركز على استغلال عيوبه، وهو كذلك من يمكنه رسم سيناريو للمباراة وتحقيق الاستفادة القصوى من إيجابيات فريقه وإخفاء السلبيات.

سأحاول من خلال هذه السطور الدخول إلى عقل الثعلب الإيطالي المخضرم ألبيرتو زاكيروني وقراءة أفكاره قبل المواجهة المرتقبة بين الأبيض والعنابي في 12 نهائي أمم آسيا الإمارات2019.

من المؤكد أن زاكيروني يعرف نقاط القوة لدى منتخب قطر، الذي يتميز بقدر كبير من التماسك والتجانس بين الخطوط والحيوية والديناميكية في الأداء لعدة أسباب أهمها،

هي تواجد غالبية هذه المجموعة من اللاعبين مع نفس المدرب فليكس سانشيز منذ أن حصد معهم كأس آسيا للشباب2014 ثم صعد بهم للمنتخب الأولمبي.

وتعتمد جودة الأداء في هذا النوع من الفرق على توفر قائد لكل خط،
مما يضع منتخب قطر في مأزق حيث سيفتقد لجهود قائد الدفاع المميز بسام الراوي وركيزة وسط الملعب المدافع عبد العزيز حاتم، واللاعبان أصحاب هدفي عبور الفريق في18 و14 النهائي.

وصحيح اللقاء سيشهد عودة أفضل لاعب في آسيا المدافع عبد الكريم حسن لتعويض غياب الراوي، كما سيتم الدفع بـ بوعلام أو بوضياف لسد فراغ إيقاف حاتم،إلا أن ذلك غالبا سيؤثر على النسق العام للفريق.

ثم يأتي دور أكرم عفيف، العقل المفكر للمنتخب القطري والمسؤول عن تطوير الشق الهجومي وصاحب الـ 5 تمريرات حاسمة من أصل12 هدفا للهجوم القطري.

يمتاز المنتخب القطري كذلك بالإنتشار الجيد جدا بعرض وطول الملعب، مما يمكنهم من تنفيذ أخطر أساليب الهجوم في كرة القدم الحديثة وهو خلق المساحات للقادمون من الخلف..

ومما سبق يبدو أن زاكيروني ليس أمامه سوى استدعاء أسلوب الأناكوندا التي تقضي على فرائسها بالضم والضغط على الجسم حتى يتفتت عظمها وتتفجر عروقها.

فالفكرة أن القطريون يلعبون كوحدة متماسكة وبالتالي لابد من إرباك هذه المنظومة بتفكيك خطوط الفريق وعزل أكرم عفيف تماما بالرقابة رجل لرجل من البطل علي سالمين، وليست رقابة بالترحيل.

ويتحتم على الأبيض الإماراتي ضرورة عمل عمق في وسط الملعب وفي الخط الخلفي، والحرص على خنق وتضييق المساحات لتفادي استغلال القطريين للمناطق ( العامية ) في ظهر لاعبي الإمارات.

وعلى منتخب الإمارات أن يفطن لأهمية توزيع الجهد على مدار أشواط المباراة والتي من الممكن أن تمتد لوقت إضافي،

وتبرز أهمية العامل البدني في مواجهة نصف النهائي بسبب أن المنتخب القطري في آخر 3 مباريات عمل على استقبال اللعب في الشوط الأول ثم المباغته وتسريع نسقه الهجومي في الشوط الثاني.

ولأن عنصر الطول لصالح الأبيض، فلابد من استغلال الكرات الثابتة الهجومية حول منطقة جزاء المنافس عن طريق أبراج الإمارات إسماعيل أحمد وفارس جمعة،، أو في الكرات العرضية والطولية داخل الصندوق للقناص علي مبخوت.