بالتوعية.. كيفية مواجهة العنف والكراهية في إحياء ذكرى الهولوكوست

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يحتفل العالم في مثل هذا اليوم في السابع والعشرين من يناير، باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست و الإبادة الجماعية التي قام بها النظام النازي و حلفاؤه، لأنه يوافق اليوم الذي حرر فيه الجيش السوفييتي عام 1945، أكبر معسكر من معسكرات الموت النازية في أوشفيتز في بولندا.

 

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 قرارا رفضت فيه أي إنكار، كلي أو جزئي، لوقوع الهولوكوست كحدث تاريخي، حيث أُبيد ستة ملايين يهودي، وأدانت بموجه جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو الطوائف على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني أينما تحدث. ويأتي إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست "محرقة اليهود" هذا العام في سياق زيادة مقلقة في مظاهر معاداة السامية، كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في رسالته بهذه المناسبة.

 

أهمية التوعية ووضع برامج تثقيفية

 

وتتزايد أهمية التوعية بذكرى الهولوكوست-التي تم تحديده من قبل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 60/7 في 1 نوفمبر 2005 خلال الجلسة الـ42-، في الوقت الحالي، حسب ما نوه الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته الخاصة بهذه الذكرى التي تلتئم اليوم، داعيًا إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى في الكفاح "من أجل صون القيم العالمية وبناء عالم يتساوى فيه الجميع".

 

مكافحة خطاب الكراهية

 

كما تحث الجمعية العامة الدول الأعضاء على الاحتفال باليوم من خلال وضع برامج تثقيفية لترسيخ الدروس المستفادة من الهولوكوست في أذهان الأجيال المقبلة للمساعدة في الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية مستقبلا، حيث أشار جوتيريش، أن مجموعات الكراهية تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لربط المتعصبين ذوي الأفكار المتشابهة عبر الحدود، كما تتحول الكراهية إلى اتجاه سائد في الأحزاب السياسية الرئيسية، حيث تضم بعض الأحزاب المتطرفة أفكارا كانت تعتبر منبوذة، لافتًا إلى زيادة حوادث معادة السامية في الولايات المتحدة بنسبة 57%؜ عام 2017، وفي أوروبا أيضا تعرض 28% من اليهود في العام الماضي إلى شكل من أشكال المضايقة لكونهم يهودا.

 

وأعرب عن انزعاجه إزاء تلاشي معرفة الكثيرين في أوروبا بمحرقة اليهود، بحسب الاستطلاعات. وقال إن التحدي الملّح الذي يواجهنا اليوم هو أن نستمع إلى دروس فترة تم خلالها تجاهل كرامة الإنسان من أجل إيديولوجية عنصرية".

 

وكرر التزام الأمم المتحدة القوى بأن تكون في طليعة هذا العمل، مستدلا بأنشطة برنامج التوعية بالمحرقة في العشرات من البلدان، وتكليفه مستشاره الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بوضع خطة عمل عالمية لتعميق جهودهم لمكافحة خطاب الكراهية.

 

معالجة جذور المخاوف والغضب

 

كما أوضح الأمين العام أهمية معالجة جذور المخاوف والغضب التي تجعل الناس عرضة للشعوبية والنداءات المثيرة للانقسام من قبل الشخصيات السياسية الانتهازية: "ويعني هذا، العمل من أجل عولمة عادلة وبناء مجتمعات ديمقراطية،" كما قال. "والتأكد من أن الحكومات والمنظمات الدولية تظهر أنها تهتم بالناس ومتفهمة لاحتياجاتهم وتطلعاتهم."