غدا.. "السيسي" يطلق مبادرة "نور حياة" في احتفالية "تحيا مصر"

أخبار مصر

عبد الفتاح السيسي
عبد الفتاح السيسي - أرشيفية


يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، غدا، في احتفالية صندوق "تحيا مصر" والتي تقام تحت رعايته، ومن المقرر أن يكرم الرئيس نماذج من المتبرعين لصندوق "تحيا مصر" كدعوة للاستمرار  في الجهد والعطاء.

وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأنه سيتم إطلاق الرئيس رسمياً مبادرة "نور حياة" لمكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار التي سينفذها صندوق تحيا مصر في جميع محافظات الجمهورية.

نشاط "السيسي" في أسبوع.. استقبال وزير المالية الفرنسي وافتتاح معرض الكتاب

تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعا لمتابعة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، واستقبل وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، كما افتتح الرئيس معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذى يحتفل بيوبيله الذهبى هذا العام، وفى ختام نشاط الأسبوع شهد الرئيس السيسى الاحتفال بعيد الشرطة، وألقى كلمة أشاد فيها بذكرى يوم 25 يناير من عام 1952.

واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، والدكتور إيهاب أبو عيش نائب وزير المالية للخزانة العامة.

تناول الاجتماع متابعة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، ومؤشرات الأداء المالى خلال النصف الأول من العام المالى 2018/2019 (يوليو-ديسمبر 2018)، التى أظهرت تحقيق فائض أولى قدره 20.8 مليار جنيه، بنسبة 0.4% من الناتج المحلي، وذلك مقارنة بعجز أولى قدره 0.3% من الناتج المحلى خلال نفس الفترة من العام المالى السابق.

كما تم تحقيق تحسن ملحوظ فى السيطرة على معدلات العجز الكلى للموازنة، حيث انخفض العجز إلى 3.6% من الناتج مقارنة بـ 4.2% خلال الفترة المناظرة من العام المالى السابق، وارتفعت كذلك الاستثمارات الحكومية خلال نفس الفترة بمعدلات غير مسبوقة بلغت 64% لتصل إلى 55.7 مليار جنيه.

ووجه الرئيس بالاستمرار فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، على النحو الذى يعزز التحسن المضطرد فى المؤشرات الاقتصادية والمالية، خاصة معدلات التشغيل وتوفير فرص العمل، وخفض عجز الموازنة والدين العام، فضلا عن زيادة معدلات النمو الاقتصادى وحجم الناتج المحلى الإجمالي، وتوفير موارد إضافية للدولة لتمكينها من المساهمة فى رفع مستوى معيشة المواطنين وجودة حياتهم، فضلا عن تخفيف الأعباء عن كاهل الفئات الأكثر احتياجا فى المجتمع.

وفيما يتعلق بتطوير المنظومة الضريبية، عرض وزير المالية جهود تطوير مصلحة الضرائب، والتى تتضمن تبسيط الإجراءات، وبناء قواعد بيانات متكاملة، وتطوير المقار الضريبية لتوفير بيئة عمل مناسبة، وتنمية قدرات العنصر البشرى وتحديث الهيكل التنظيمى لمصلحة الضرائب، بالإضافة إلى تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بالضرائب.

وفى السياق، شدد االرئيس السيسى على أهمية تطوير العنصر البشرى باعتباره العامل الحاسم فى إنجاح جهود التطوير، وكذا تحديث وتطوير المقار الضريبية وتوفير بيئة عمل ملائمة لتحفيز العاملين وتقديم خدمات مميزة للممولين، فضلا عن تعظيم دور التكنولوجيا الحديثة فى العمل الضريبي، بما يحقق سرعة الأداء وكفاءته.

كما وجه الرئيس بمواصلة الجهود المبذولة لإنهاء وفض المنازعات الضريبية؛ بما يسهم فى ترسيخ جسور الثقة مع الممولين واستقرار مراكزهم الضريبية مع صون موارد الدولة لما فيه الصالح العام.

واستقبل الرئيس السيسى برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، الذى نقل تحيات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، مؤكدا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التى تربطها بمصر، باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك حرص بلاده على دعم تلك العلاقات بما يضمن تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين وتطويرها على مختلف الأصعدة.

كما أكد الوزير الفرنسى التقدير الكبير الذى تكنه فرنسا للرئيس السيسى وقيادته الواعية للعبور بمصر من حقبة صعبة إلى مرحلة الاستقرار الذى تنعم به البلاد حاليا، مشيدا فى هذا الصدد بالقرارات الحكيمة التى أفضت إلى التطور الإيجابى الملحوظ فى مؤشرات الاقتصاد المصري، وكذلك معدلات الإنجاز غير المسبوقة للمشروعات الوطنية العملاقة التى تشهدها مصر مؤخرا، بما فيها العاصمة الإدارية الجديدة التى تعد بوابة مصر نحو العبور إلى المستقبل، بالنظر إلى كونها إحدى أبرز المشروعات العمرانية الكبرى والجاذبة على مستوى العالم.

وطلب الرئيس السيسى نقل تحياته - بالمقابل - إلى نظيره الفرنسي، مؤكدا ما توليه مصر من أهمية لعلاقاتها مع فرنسا، معربا عن التطلع لمواصلة العمل المشترك خلال المرحلة المقبلة من أجل تحقيق نقلة نوعية فى تلك العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب فى كافة المجالات، بما فى ذلك تعظيم التنسيق والتشاور بين مصر وفرنسا، حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من أجل مواجهة التحديات القائمة فى هذا الخصوص، وعلى رأسها الأزمات الراهنة بالشرق الأوسط والتى تمتد تداعياتها إلى منطقة البحر المتوسط.

وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية وسبل تعظيم الشراكة بين البلدين، خاصة على مستوى قطاعات الصحة والطاقة الجديدة والمتجددة والنقل واللوجستيات، فضلا عن مناقشة إمكانية تعزيز منصة الشراكة بين فرنسا والقارة الأفريقية تحت مظلة الرئاسة المصرية المنتظرة للاتحاد الأفريقي، من خلال استكشاف فرص التعاون الثلاثى فى هذا الصدد لخدمة أغراض التنمية فى أفريقيا.

كما أكد الرئيس أولوية ملف التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر وفرنسا وتعزيز حجم الاستثمارات الفرنسية فى السوق المصرية، لا سيما وأن ركائز هذا التعاون باتت أكثر رسوخا وصلابة، خاصة فى ظل النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل الذى تطبقه مصر، والسوق المصرى الواعد والواسع والذى يمثل بدوره نقطة انطلاق للصادرات الفرنسية لمختلف أسواق المنطقة، بالنظر إلى الموقع الجغرافى المتميز واتفاقات التجارة الحرة التى تربط مصر بها، وكذلك محفزات ومميزات الاستثمار المرتبطة بمناخ الأعمال الآخذ فى التطور، والفرص الاستثمارية الهائلة أمام قطاع الأعمال الفرنسى فى المشروعات القومية المصرية كتنمية محور قناة السويس والمدن الجديدة الجارى تشييدها فى أنحاء الجمهورية.

وتلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، تناول التباحث بشأن عدد من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذا سبل تعزيز تلك العلاقات المتميزة على كافة الاصعدة، فضلا عن آخر مستجدات الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس الفرنسى حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون والصداقة التاريخية مع مصر، خاصة فى ظل دورها الهام والمحورى فى ترسيخ أسس الأمن والاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط والمتوسط.

من جانبه، أعرب الرئيس السيسى عن التطلع لتعزيز التعاون القائم مع فرنسا والاستمرار فى تطويره بمختلف المجالات، خاصة وأنه شهد خلال الفترة الأخيرة نموا مطردا فى العديد من المجالات على نحو ساهم فى تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

وبعث الرئيس السيسى برقية تهنئة إلى "فيلكس تشيسيكيدي" بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وللثقة التى منحها إياه الشعب الكونغولى الشقيق، والتى تعكس إيمانهم فى قدراته القيادية ورؤيته الثاقبة لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار للكونغو الديمقراطية.

وأكد الرئيس السيسى الحرص على مواصلة تعزيز علاقات الأخوة بين مصر والكونغو الديمقراطية وترسيخ قواعدها، لا سيما من خلال التعاون مع الرئيس "تشيسيكيدي"، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويضمن للشعبين الشقيقين المزيد من الخير والنماء والتقدم.

كما أعرب الرئيس عن تمنياته لتشيسيكيدى بالتوفيق فى قيادة الكونغو الديمقراطية نحو مستقبل مشرق، وكذلك عن تطلعه للقائه فى أقرب فرصة للاستمرار فى تطوير روابط الشراكة المتميزة التى تجمع البلدين.

وافتتح الرئيس السيسى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يحتفل بيوبيله الذهبى هذا العام، وجاء افتتاح الرئيس للمعرض ليؤكد حرص الدولة واهتمامها بنشر الوعى والثقافة والعلم، فى ضوء تبنى الرئيس لاستراتيجية بناء الإنسان المصرى من كافة الجوانب، ودعوته بانتهاج المسار العلمى ونشر الثقافة والمعرفة.

كما يعد افتتاح الرئيس للمعرض ترسيخا لمحورية الدور المصرى فى التثقيف والتنوير، باعتبار القاهرة منبرا للثقافة ونشر العلم فى المنطقة.

وشهد الرئيس السيسى - فى ختام نشاطه الأسبوعى - الاحتفال بعيد الشرطة، وألقى كلمة أشاد فيها بذكرى يوم 25 يناير من عام 1952، باعتبار أنه ظل رمزا لبطولة وفداء رجال الشرطة، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، لقوة الاحتلال التى تفوقهم عددا وعتادا، فلم يحنوا رؤوسهم، وقاوموا حتى آخر طلقة لديهم، بكل بسالة وتضحية، حتى سقط المئات منهم، بين شهداء ومصابين، حافظين جميعا لشرف الوطن وكرامته.

وقال الرئيس إن ذلك الموقف من رجال الشرطة، يعبر بكل صدق، عن الشخصية الوطنية للشعب المصرى العظيم. تلك الشخصية التى تنشد السلام، ولكنها قادرة على القتال بكفاءة، إذا تطلب الأمر وحان الوقت. شخصيةٌ تتميز بالصبر، ولكنها تفيض كذلك بالإصرار فى الحق، والصمود فى وجه الأزمات.

وأشاد الرئيس بدور رجال الشرطة ووصفهم بأنهم يحملون داخلهم قيم الأسرة المصرية ومبادئها، يحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم، من كل من تسول له نفسه، المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة، يتصدون، جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة الباسلة، للإرهاب وعناصره الآثمة، يسقط منهم الشهداء والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصرارا، على صون الوطن.. وحماية المواطنين.

وقال إن التحديات التى واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، سيكتب التاريخ أنها كانت من أصعب ما واجه هذا الوطن، على مدار تاريخه الحديث، وسيكتب التاريخ أيضا، بحروف من نور، أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية، فى حماية وطنه، والدفاع عن مقدارت شعبه، فلم يُرهبه الخوفُ من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.

وأضاف الرئيس "لهؤلاء أقول، ولكل من يعتقد أنه بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها: إن هذا الشعب كريم الأصل، يمتلك بداخله حكمة تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة، تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادر، بمشيئة الله، وبقوة الحق، وبكفاءة جيشه وشرطته، على التصدى لكل مخططاتكم، والمضى قدما بثبات، فى معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمل فى المستقبل، ولا شيء يعطل جهود التنمية والبناء والتقدم".

وتابع الرئيس قائلا: لا يفوتنى فى هذا اليوم أن أوجه لكم التحية، بمناسبة ثورة 25 يناير عام 2011، تلك الثورة التى عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بالحياة الكريمة.

واستطرد" ننتقل بثبات، بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير، نستكمل بجدية واجتهاد، ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت فى جميع أنحاء البلاد، لتغيير الواقع المصرى إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، وتسير خطوات إصلاح الاقتصاد، طبقا للبرامج المدروسة بدقة وعناية، وبمنهج علمى متكامل، ونحصد ثمار هذا العمل الدؤوب، فى مؤشرات تتحسن باضطراد، سواء فيما يتعلق بزيادة نمو الناتج المحلى الإجمالي، ونصيب الفرد منه، واحتياطى النقد الأجنبي، وتحسن معدلات التشغيل، وتضييق عجز الموازنة".

وأردف "سنستمر بإذن الله - تعالى وتوفيقه - شعبا وحكومة، فى تأدية واجبنا الوطنى على جميع المسارات: التصدى للإرهاب وكسر شوكته، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسى والقانوني، ومواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعى والتنوير وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر فى قلب الليل نور، يضيء المنطقة، ويقدم للعالم نموذجا ملهما، فى التعايش.. والسلام الاجتماعي".