المرض يهزم الحب أحيانا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


امرأة واحدة لا تكفى.. "2"

لم يصدق نفسه عندما أخبرته الفتاة الجميلة أنها وافقت على الارتباط به، أعتقد لفترة أنها تسخر منه أو أنها تستعد لتلقينه درسًا شديد القسوة، فهى دائماً تظهر المدافعة عن حريات المرأة وتحررها، لا تقبل بأن تكون المرأة هى الطرف الأضعف فى العلاقة، قانونها فى الحب، العين بالعين والبادى أظلم.. من يصفعك بالخيانة، رد له القلم بنفس الطريقة، لم ينكر بينه وبين نفسه إعجابه الشديد بها، وحبه للحالة التى تصنعها، ولكن الأزمة الحقيقية هى أنه كان متزوجًا من امرأة أخرى، تربطه بها مصالح كبيرة لا يتحمل خسارتها، اضطر أن يكذب على الفتاة ويخبرها أنه منفصل عن زوجته وأنه لايريد أن يسبب حرجًا لها بإعلان زواجه الجديد، وطلب منها أن يكون الزواج رسميًا ولكن لا يتم إعلانه إلا بين الأصدقاء والمعارف المشتركين، حفاظاً على مشاعر زوجته السابقة وعلى شعور ابنته التى كبرت وأصبحت تعانى من أزمة عدم وجوده فى حياتها، فى البداية رفضت الفتاة وأخبرته أنها لم تتعود أن تعيش حياتها فى الظلام، أو تخفى شيئاً، ولكنها أمام مطاردته وحصارها، استسلمت، ووافقت على إتمام الزواج بحضور أهلها وأصدقائها المقربين، وبالفعل عاش معها أسعد أيام حياته، شعر للمرة الأولى أنه ليس حيوانًا يبحث عن الغريزة، وأن الرغبة إذا اقترنت بالحب، كانت من نفحات الجنة، شعور لم يتعود عليه خلال علاقاته المتعددة، التى كان هدفها الأول إشباع رغباته ونزواته لا أكثر ولا أقل، لأول مرة يشعر أن من معه من النساء، كفيلة بأن تغنيه عن نساء العالم، أخلص لها وعاش شهورًا غارقاً فى بحر العسل والحب، حتى جاء اليوم الذى ظل خائفاً منه، علمت زوجته الأولى بالزواج، وكعادتها فى استقبال أخبار زيجاته ونزواته، طلبت منه بمنتهى الهدوء إنهاء القصة والعودة لحظيرتها من جديد، وكعادته فى تنفيذ أوامرها قرر إنهاء الزيجة الجديدة، حتى لا يتعرض لخسائر لا طاقة له بها، أحضر زوجته الجديدة أخبرها أنه لا يستطيع إكمال العلاقة لأنه يريد العودة لزوجته الأولى التى كان أوهمها أنه منفصلاً عنها، ثارت وصرخت وسبته وألقت عليه كل ما طالته يدها، وقررت الرحيل ونسيان تلك التجربة بكل ما فيها من لحظات جميلة وساعات طويلة من الكذب والخيانة، أعلنت لأصدقائها المقربين أنها انفصلت عن زوجها لأسباب شخصية، وهو الخبر الذى أسعد المقربين منها، لأنهم كانوا يعلمون أن الشخص الذى اختارته للزواج، سيكون مصدر ألم وإزعاج دائم لها، وبالفعل حاولت أن تنسى هذه الزيجة وأن تعود لحياتها، أما الزوج البأس فعاد إلى زوجته ليعيش معها نصف رجل، بينما النصف الآخر يمنحه للسيدات اللاتى يختارهن ليخفى فى علاقته معهن مرضه غير القابل للعلاج!