مصطفى يسري يكتب: رسالة إلى نقيب الصحفيين

مقالات الرأي

مصطفى يسري
مصطفى يسري


عانينا نحن الصحفيين خلال الفترة الماضية من أزمات سواء داخل الصحف أو مع المسئولين على مختلف الجبهات، ولا يوجد من يتدخل بالحل، وأصبحت المهنة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار على كافة المستويات، سواء المادية أو المهنية.

عليك يا سيادة النقيب القادم، أن تُعيد إلى الصحافة رونقها ودورها فى تحقيق مصالح المجتمع، والدفاع عن الوطن، فالكل هدفه المصلحة العامة وليس أكثر، ودورنا كصحفيين وضع يدنا على المشاكل والأزمات التى يعانى من المجتمع، وعرضها على المسئولين لإيجاد حول لها، وأيضا نشر ما تقوم به الدولة من مجهودات.

إلى النقيب القادم.. هل أنت قادر على التعامل مع الأزمات الحالية وحلها، وخلق نوع من الحوار بين المسئولين والصحفيين لتجنب ما يحدث من صراعات، أم سوف نظل نعانى أكثر خلال فترتك؟

أسابيع قليلة وتُجرى انتخابات نقابة الصحفيين على مقعد النقيب، و٦ أعضاء بالمجلس، ولم يتضح حتى الآن من هم المرشحون رسمياً على مقعد النقيب، إلا أن هناك أسماء بدأت تظهر وتشير إلى خوضها للمعركة الانتخابية، أبرزها النقيب الحالى عبدالمحسن سلامة، والدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والنقيب الأسبق، والكاتب الصحفى مدير تحرير جريدة الوطن، محمد البرغوثى، وهم الأقرب لحسم المعركة.

وقد بدأ الصراع الانتخابى مبكراً، منذ تعالت الأصوات المنادية بإجراء الانتخابات على جميع مقاعد المجلس، وهو أمر قد يحسمه القضاء إذا تم اللجوء إليه.

ولا يمكن أن يغفل أحد دور النقابة فى حل الأزمات خلال الفترات الماضية، إلا أنها عانت مؤخراً من الجمود عند أى أزمة تحدث، سواء داخل الصحف، أو مع الصحفيين والمسئولين، وكان ما قام به المجلس الحالى غير كاف، ولابد من قيام النقيب القادم بدور أكبر تجاه ما تعانيه المهنة من أزمات.

وعليك يا سيادة النقيب، النظر إلى قانون النقابة الحالى، لأنه قاصر جداً، ولا يواكب ما حدث من تطور على كافة المستويات، ولابد من إجراء حوار حقيقى بين الصحفيين وبعضهم البعض لتعديله، وأن يكون القانون ليس فقط لتنظيم المهنة، ولكن لتعظيم موارد النقابة أيضاً، وأن يدفع الدولة لدعم الصحافة للقيام بدورها الوطنى.

الجماعة الصحفية فى حالة ترقب لم سوف يحدث خلال الأسابيع المقبلة، والكل يأمل فى إنهاء الأزمات سواء فى المؤسسات الخاصة أو الحكومية، حتى تتمكن من تقديم صحافة قادرة على مواكبة التطور الهائل الحادث فى ضخ الأخبار، والموضوعات الصحفية، وعلى النقيب ومجلسه القادم دراسة تلك الأمور دراسة شاملة بشفافية، لتحديد ما يمكن القيام به لتطوير الأوضاع فى جميع المؤسسات، والعمل على حلها سريعاً.

هل سوف يأتى فعلاً نقيب يرضى طموحات وأحلام الجماعة الصحفية؟ هذا الأمر بين أيدى الجماعة الصحفية.. انتخابات النقابة يمكن وصفها بالحرب الديمقراطية التى يصعب فيها التزوير أو حتى شراء الأصوات، فالكل يراقب من أجل فوز مرشحه.

فالعرس الديمقراطى لنقابة الصحفيين يتكرر كل عامين بحضور الآلاف من الصحفيين لاختيار نقيبهم وأعضاء مجلسه ليتولى مهام الجماعة الصحفية التى تتعرض لأزمات كثير الا إنه رغم كل ما يحدث تجد الأعضاء دائما بجوار النقابة فى أى أزمة.

الالتحاق بنقابة الصحفيين هو حلم كل من يعمل فى المهنة منذ اليوم الأول لعملة فى الصحافة، فيجب على النقابة حماية أبنائها مما يتعرضون له داخل مؤسستهم وخارجها لانها الآمال لهم.. فالنقابة هى قلعة الحريات التى يأتى اليها مواطن عانى ليحتمى بها ويطلب من الصحفيين الدفاع عن حقه.

«عاشت نقابة الصحفيين عاشت حرية الصحافة» فهذا هو الهتاف الذى تعودنا عليه عقب نهاية كل انتخابات لينهئ الخاسر للانتخابات الفائز فى مشهد تعودنا عليه.