د. حماد عبدالله يكتب: منظومة "الحب" في مصر !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



نحن في مصر نعاني من منظومة "الحب" الحب بين الناس والحب بين الوطن والناس ، والحب بين الناس والرب !! الحب في مصر له أوجه متعددة فنحن نحب بعضنا البعض حينما نواجه (حزن كبير ) أو نواجه مصيبة كبري أو نواجه في الزمن القديم فيضان النيل نهب جميعاً كمصريين نساعد بعضنا البعض ونشد من أزر القائمين علي أمورنا ، سواء كان القائم علي الأمر (شيخ البلد ) أو "شيخ الحارة" أو "المديرية" أو "المحافظ" أو الحكومة (إن وجدت ) نقوم جميعاً أمام المصائب لدرئها عن بيوتنا وعن أولادنا وعن جيراننا !! هكذا حاله "الحب الجماعي" في مصر أما في الحرب فنحن من الشعوب التي تنسي كل شئ تنسي الطعام وتنسي أن تسأل عن حقوقها بل تصل الأمور أن يقف الجميع بسيط وقادر وغير قادر الجميع يصطف لكي يبذل أي جهد مع قواتنا المسلحة لدرأ الخطر عن البلاد وشهدنا ذلك في الحروب التي عاصرناها في عمرنا أيام 1967 (السوداء) وفي أيام حرب الإستنزاف علي جبهة قناة السويس ومدنها الثلاث.
 وكذلك في الحرب العظيمة التي خاضها شعب مصر وقواته المسلحة في 6 أكتوبر 1973 ومنذ ذلك الحين ونحن لم نري مظاهر حب شعب مصر ، حيث أفتقدنا للحروب ضد العدو ولم نعد نعلم هل هناك عدو أم هناك حالة سكون ربما يفيق العدو ويصبح صديقاً ويترك لشعب فلسطين أرضه ويعيد الحقوق دون حروب مستقبيلة ، لم نجرب هذه الخاصية المصرية الأصيلة حتي الأن منذ 1973 ولكن كما يدعوني أحساسي بأننا في مرحلة (كمون ) وليس في مرحلة ( إستسلام ) للواقع حيث ما نشاهده علي الساحة بوسائط إعلامية ، تدعونا دائماً في حالة إستنفار وحالة  من التأهب النفسي لإتخاذ موقف .
ولعل ما تغنت به ( أم كلثوم عن حالة حب)، (للصبر حدود ) تأتي دائماً علي خاطر المصريين حينما يزداد القلق علي جيراننا في فلسطين !! أما عن الحب فيما بيننا والحب لله العلي القدير ورسوله (محمد) سيد الخلق أجمعين ، وكذلك الحب بين الناس( والعذارء) (وسيدنا عيسي) عليه أفضل السلام هذه العلاقات الروحيه الدينية بين المصريين بإختلاف مشاربهم أقباط مسلمين ومسيحين فهي لا تنتهي ولا تنقطع تراها كل يوم ونراها في كل مناسباتنا الدينية سواء منفردين أو مشتركين ، وهذه العلاقة الطيبة بين الناس والرب تترجم في التكافل الإجتماعي الرائع الذي هو أهم عناصر إقتصاد الأمة وبدون هذا التكافل ؟ لا أعلم كيف كانت أو كيف ستكون الحياة في مصر فنحن أمام السيول شاهدنا التراحم بين المصريين وفي أيام الزلازل وفي أيام دخول المدارس وأيام هلال الأعياد وأيام شهر رمضان الكريم وتلك الموائد الرحمانية التي تفترشها "شوارع وحواري وأزقة " مصر نحن شعب محب وشعب لا يمكن أن يطلق علينا أحد بأننا لا نعيش في حالة حب منظومة الحب في مصر أصيلة ومتأصلة في جينات هذا الشعب العظيم ولا نحتاج لماتش كرة قدم دولية حتي نشهر حبنا لمصر ، فنحن المصريون لدينا معاناة مع منظومة الحب  !!!