د. حماد عبدالله يكتب: الفضائيات و"إسرافنا" فى جلد الذات!!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


من مشاهداتى وقراءاتى لم أجد شعباً مسرفاً فى جلد ذاته كالمصريين !! ربما أكون مخطئاً ! ولكن كثرة المشاكل التى تواجهنا ، نتيجة تقاعس إدارى أو تنفيذى من الحكومة والإرتكان إلى قلة الإمكانات وعدم تيسير المتاح من تمويل وراء كل قضايانا (حجة حكومية) ولكن المحلل والعارف ببواطن أمور الوطن يجد أننا نمتلك كل أدوات تقدمنا ونمتلك روشتة كاملة لعلاج أمراضنا الإقتصادية والإجتماعية وأيضاً السياسية ولكننا لا نتطوع أبداً بأخذ المبادرة فى إتخاذ إجراءات تنفيذية سريعة للقفز على هذه المشكلات بل نتباكى ونترك الغير ينهش فى جسد الأمة وكأننا أصبحنا أمة (معوقة) لا أرجل لنا ولا أيدى ولا حتى لدينا(نظر) !!
وأصبحنا نجلد ذاتنا عبر فضائياتنا ومذيعينا وزعماء البرامج (الكلامية) وكذلك عبر صحافتنا الحرة المستقلة وأيضاً تلك المسماة بالمعارضة.

والشيىء المحير للغاية أننا جميعاً معارضة وأغلبية وصامتين غير راضيين عما وصلنا إليه سواء فى السياسات الإقتصادية أو فى منظومة التعليم أوحتى فى إسلوب الحياة ومراعاتنا لسلوكياتنا سواء فى الشارع المصرى أو فى عشوائياتنا المرصودة تاريخياً وجغرافياً أصبحنا حتى معصوبين الأعين ونحن نراها بوضوح الشمس سواء فى البرامج أو نصطدم بها أمام أحيائنا ومنازلنا وأماكن عملنا .

مصر هى البلد الوحيدة فى العالم التى ينام شعبها على  أنين وضجيج المظلومين والبائسين والمعتصمين فى شوارع القاهرة تنقل لنا برامج (التوك شو) كل ما يدفعك لأحلام مزعجة فالمصريين أصبحوا لا ينامون إلا بعد مشاهدة العاشرة مساءاً ، واحد من الناس ، القاهرة اليوم ، التاسعة مساءاً والحياة وأخيراً مصر النهاردة ومن قلب مصر ، والقاهرة على الهواء .
ويأتينا الهم عبر فضائيات هائمة فى الفضاء الأخوانى ( الشرق ومكملين  وغيرهم ) كل هذه البرامج الواردة والهائمة ، والقائمة تسوق لسلعة واحدة هى (جلد المصريين) كل ليلة لكى ينهش فى جسم وعقل المصريين قبل النوم ، ما هو هذا الإستعذاب بعذاب المصريين ؟

ما هو الناتج ؟؟ لقد تصلبت شرايننا وزاد سمك جلودنا وأصبحنا قليلى الإحساس حيث لا ننام إلا بضجيج وصراخ المستعذبين من المصريين البسطاء وكأننا جميعاً أصابنا مرض "السادية" !!