شخصيات نسائية أثروا في حياة المرأة المصرية.. تعرفي عليهم

الفجر الطبي

ملك حفني ناصف
ملك حفني ناصف


في السطور التالية نعرض قصص لنساء أثروا في حياة المراة المصرية بشكل كبير وكان لهم دور مميز وفعال في الحياة السياسية والثقافية.

والأميرة فاطمة إسماعيل 
هى إحدى بنات الخديوى إسماعيل، تزوجت عام 1871 من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والى مصر – تميزت فى حياتها وبين أخواتها بحبها للعمل العام والتطوعى؛ فحرصت على المساهمة فى أعمال الخير ورعاية الثقافة والعلم؛ وقد نقلت هذه الثقافة وتأثر بها ابنها الأمير عمر طوسون الذى كان أكثر أمراء أسرة محمد إقبالاً على العمل العام.

عرفت الأميرة فاطمة إسماعيل عن طريق طبيبها أن هناك مجموعة من الصعوبات التى تعانى منها جامعة القاهرة؛ فقررت تجاوبا مع الحركة الوطنية ورعاية للعلم وتشجيعا للعلماء، بوقف مساحة من أراضيها وتبرعت بحوالى 6 أفدنة لإقامة مبنى للجامعة الأهلية (القاهرة الآن)، ووهبت مجوهراتها الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء، وأوقفت 674 فدانا على مشروع الجامعة.

وأعلنت الأميرة فاطمة أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت وقتها بمبلغ 26 ألف جنيه؛ وقامت بعرض جواهرها وحليها للبيع؛ بعدما أهدتها للمشروع وكلفت إدارة الجامعة أن تتولى بيعها وفقا لما يترائ لمصلحة الجامعة.

ومن كرمها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وخاصة أن الخديوى عباس حلمى الثانى كان قد أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح هو والأمير أحمد فؤاد.

وشاركت الأميرة فاطمة إسماعيل فى وضع حجر الأساس للجامعة، وتوفيت عام 1920 قبل أن ترى صرح الجامعة ومنارتها التى قدمتها للعلم فى مصر والوطن العربى

وفى عام (1347هـ - 1928م) التحقت المرأة بالجامعة المصرية؛ وكان وقف الأميرة سبباً رئيسياً فى فتح الطريق أمام المرأة المصرية للمشاركة. 

صفية زغلول "أم المصريين" 
كانت هي الشخصية المصرية الثانية والتى لعبت دور بارز فى الحياة السياسية المصرية ولدت لعائلة ارستقراطية فوالدها هو مصطفى فهمى باشا والذى يعد من أوائل رؤساء وزراء مصرمنذ عرف نظام الوزراة بمصر فى أوائل القرن التاسع عشر. 

صفية مصطفى فهمى والتى لقبت باسم صفية زغلول ولدت عام 1878م وتوفيت فى 12 يناير 1946 تاركة وراءها حياه غير تقليدية للفتاة المصرية والزوجة المخلصة المؤمنة بزوجها ؛ هى حرم سعد زغلول أحد أكبر وأقوى زعماء مصر وقائدة ثورة 1919 فى مصر.

" صفية زغلول" أطلق عليها الجميع لقب "أم المصريين " وذلك لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربى والمصرى خاصةً، حيث خرجت على رأس المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال خلال ثورة 1919، وقد حملت لواء الثورة عقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وساهمت بشكل مباشر وفعال فى تحرير المرأة المصرية . 

بعد رحيل زوجها سعد زغلول عاشت عشرين عاما لم تتخل فيها عن نشاطها الوطنى لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل باشا صدقى" وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسى إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطنى بالرغم من هذه المحاولات. 

فى عام 1921 خلعت صفية الحجابَ لحظةَ وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلى الإسكندرية، كانت مثقفة ثقافة فرنسية، ومنحها سعد الحرية الكاملة لثقته بها، وقيل أنها أول زوجة زعيم سياسى عربى تظهر معه سافرة الوجه دون نقاب فى المحافل العامه والصور، بل وتتسمى على الطريقة الغربية أى باسمه لا اسم عائلتها.

كانت المرحلة الأولى لإزالة النقاب تدريجيه حيث طلب سعد زغلول من بعض النساء اللواتى يحضرن خطبه أن يزحن النقاب عن وجوههن، وهو الذى شجع نور الهدى محمد سلطان مكونة الاتحاد النسائى المصرى والتى اشتهرت باسم: هدى شعراوى على نزع النقاب وذلك عند استقباله فى الإسكندرية بعد عودته من المنفى، واتبعتها النساء فنزعن النقاب بعد ذلك.

فى حياتها معه يخوض سعد زغلول الشاب المصرى وصفية معارك فى مواجهة الإنجليز، أسفرت عن رصيد هائل من الشعارات والتنديدات؛ وإنجاز آخر مهم هو تتويج السيدة صفية أماً لكل المصريين بعدما أقصى الإنجليز زوجها خارج البلاد، فأصدرت "أم المصريين" بياناً تمت قراءته على المظاهرات الكبرى التى أحاطت بـ "بيت الأمة"(بيت سعد وصفية) وجاء فى هذا البيان الذى قرأته سكرتيرة السيدة صفية: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية فى هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".

وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلا: "تحيا أم المصريين"، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو "أم المصريين"، وبقى هذا اللقب مرتبطا بها إلى الآن وبعد رحيلها فى منتصف أربعينيات القرن الماضى، أى منذ ما يقرب من ستين سنة.

هدى شعراوى
من الناشطات المصريات الداعيات الى الإستقلال الوطنى المصرى والنشاط النسوى فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

أنها هدى شعراوى - ولدت فى مدينة المنيا فى 23 يونيو 1879 ؛ وهى ابنة محمد سلطان باشا - تلقت تعليمها فى منزل أهلها؛ وتزوجت فى سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "على الشعراوى" الذى يكبرها بما يقارب الأربعين عاما، ليتغير اسم عائلتها إلى "شعراوى"؛ أنجبت هدى بنتا أسمتها "بثينة" و ابنا أسمته "محمد "

أسست هدى شعرواى جمعية لرعاية الأطفال عام 1907 ؛ وفى 1908 نجحت فى إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان نشاط زوجها السياسى الملحوظ فى ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.

فى عام 1921 أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول وجهت هدى شعراوى الدعوة إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، وطالبت من الجميع تأييد تعليم المرأة وعملها المهنى والسياسى، بل دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هى بخلعه. 

أعلنت هدى شعراوى عن إشهار أول اتحاد نسائى فى مصر حمل اسم "الاتحاد النسائى المصري" وذلك عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947. 

كما كانت عضوا مؤسسا فى "الاتحاد النسائى العربى" وصارت رئيسته عام 1935، وفى نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمى .

شاركت شعراوى فى عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما عام 1923 ومؤتمر باريس عام 1926 ومؤتمر أمستردام عام 1927 ومؤتمر برلين العام 1927 ومؤتمر استنبول عام 1935.

دعمت هدى شعراوى إنشاء نشرة "المرأة العربية" الناطقة باسم الاتحاد النسائى العربى، وأنشأت مجلة المصرية عام 1937. 

كانت هدى فى طليعة النساء التحرريات بل كانت من أهم الرموز النسائية التغريبية فى العالم العربى وكانت أول امرأة تخلع الحجاب علانية أمام الناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها "سيزا نبراوى" عقب عودتهما من مؤتمر نسائى دولى سنة 1923م، وكانت هدى حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، إذ شاركت فى 14 مؤتمراً نسائياً دولياً فى أنحاء العالم العربى، وأسست 15 جمعية نسائية فى مصر وحدها، وأسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية. 

توفيت هدى شعراوى يوم 13 ديسمبر 1947 بعد أسبوعين من إرسالها خطابا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة بعد صدور قرار تقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة؛ وقبلها دعت هدى إلى تنظيم الجهود النسوية لجمع بعض المواد والملابس والتطوع فى التمريض والإسعاف. 

و قد تركت العديد من المؤلفات منها عصر الحريم وهو مؤلف يحكى مذكرات المرأة المصرية فى الفترة ما بين (1880-1924)

الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تؤكد لكل المدافعين عن حقوق المرأة فى مصر أن تكون هدى شعراوى نموذجاً يحتذى به فى كل أمثلتهم الداعمة لدور المرأة المصرية على مدار التاريخ المصرى .

ملك حفنى ناصف 
ناشطة مصرية فى مجال حقوق الإنسان والمرأة، ومناهضة للاستعمار البريطانى فى مصر ؛ لقبوها باسم " باحثة البادية ." 
ولدت يوم 25 ديسمبر 1886م وتوفت يوم 17 أكتوبر 1918م هى أديبة مصرية وداعية للاصلاح الاجتماعى وانصاف وتحرير المرأة المصرية فى أوائل القرن العشرين؛ نشأت فى بيت علم وأدب، ووجدت عناية فائقة من أبيها لما رأى فيها من ذكاء ونبوغ. 

هى ابنة الشاعر المصرى حفنى ناصف القاضى، ارتبطت بالفيوم منذ زواجها قى عام 1907 من شيخ العرب عبد الستار بك الباسل رئيس قبيلة الرماح الليبية بالفيوم وشقيق حمد باشا الباسل عمدة قصر الباسل بمركز إطسا محافظة الفيوم. 

عاشت فى قصر الباسل بالفيوم وهى إحدى ضواحى مركز إطسا، واتخذت اسم (باحثة البادية) اشتقاقاً من بادية الفيوم التى تأثرت بها، عرفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها فى العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى.

وملك ناصف تعتبر أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، كما أنها أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الإبتدائية عام 1900،كما حصلت على شهادة التعليم العالى لاحقا. 

أسست باحثة البادية عدة جمعيات، منها: جمعية الاتحاد النسائى التهذيبى، وكانت تضم كثيرات من نساء مصر والبلاد العربية وبعض الأجنبيات، وجمعية للتمريض كانت ترسل الأدوية والأغطية والملابس والأغذية إلى الجهات المنكوبة فى مصر والبلاد العربية.

لها مقالات نشرتها فى جريدة الجريدة ثم جمعتها فى كتاب أسمته النسائيات يقع فى جزأين، ولها كتاب آخر بعنوان (حقوق النساء) حالت وفاتها دون إنجازه، ومعظم أعمالها تدور حول تربية البنات وتوجيه النساء ومشاكل الأسرة .

أصيبت بمرض الحمى الأسبانية وتوفيت 1918 عن سن 32 سنة فى الفيوم التى عاشت فيها حتى وفاتها، ودفنت قى مقابر أسرتها قى الإمام الشافعى ورثاها حافظ إبراهيم وخليل مطران بقصيدتين، وكذلك الأديبة اللبنانية مى زيادة، وتم إطلاق اسمها على عديد المؤسسات والشوارع فى مصر تقديرا لدورها فى مجال حقوق المرأة.

كانت ملك حفنى ناصف تنطلق فى أفكارها الإصلاحية من الشرع الإسلامى والالتزام بأحكامه وكانت ترى ضرورة تعليم البنات الدين الإسلامى الصحيح، وجعل التعليم الأولى لهن إجباريا وتخصيص عدد من البنات لتعلم الطب بأكمله، وكذلك علوم التربية وفن التدريس، حتى يقمن بكفاية النساء فى مصر من هاتين الناحيتين، وكانت ترى إطلاق الحرية فى تعلم غير ذلك من العلوم لمن تريد. 

ودعت باحثة البادية إلى اتباع الطريقة الشرعية فى الخِطْبة والزواج والالتزام بالحجاب، وأيدت عمل المرأة على ألا يتعارض ذلك مع رسالتها الأولى كأم وزوجة.

سميرة موسى 
أول عالمة ذرة فى مصر، الموساد لم يتحمل نبوغها المتزايد بصورة مرعبة فكان قرار تصفيتها تقول السطور ولدت فى قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى - محافظة الغربية فى 3 مارس 1917 م وتوفيت يوم 15 أغسطس 1952 م - لقبت باسم "ميس كورى الشرق" وهى أول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول.

تعلمت منذ الصغر القراءة والكتابة، وحفظت أجزاء من القرآن الكريم، كانت أول فتاة مصرية يجتمع مجلس الوزراء من أجل تعيينها فى الجامعة؛ وكانت المصرية الوحيدة التى زارت معامل الذرة السرية فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وكانت تريد أن يصبح العلاج بالذرة كالعلاج بالأسبرين متاحا للجميع.

عاشت عمرها الذى لم يتجاوز الخامسة والثلاثين عاما فى تفوق؛ حصدت الجوائز الأولى فى جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935. 

واختارت كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفى مشرفة، أول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم، وهى تأثرت به تأثرا مباشرًا.

حصلت على بكالوريوس العلوم وكانت الأولى على دفعتها وعينت كمعيدة بكلية العلوم ودافع د.مصطفى مشرفة عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب (الإنجليز).

حصلت على شهادة الماجستير فى موضوع التواصل الحرارى للغازات ؛ وسافرت فى بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووى، وحصلت على الدكتوراه فى الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.

تمكن خلال دراساتها المتنوعة من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون فى متناول الجميع، ولكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التى توصلت إليها .

قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948؛ وحرصت على إيفاد البعثات للتخصص فى علوم الذرة؛ وكانت أول من دعت إلى أهمية التسلح النووى، فنظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذى استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.

كما كانت عضوا فى كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التى شكلتها وزارة الصحة المصرية".

سافرت إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا لتدرس فى جامعة "أوكردج" بولاية تنيسى الأمريكية؛ واستجابت بعد ذلك إلى دعوة للسفر إلى أمريكا فى عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث فى معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية، وتلقت عروضاً لكى تبقى فى أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية فى ضواحى كاليفورنيا فى 15 أغسطس، وفى طريق كاليفورنيا ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها فى وادى عميق، وأوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها .

يذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومى فى السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان على زميلاتها عام 1933.