36 ساعة سطر فيها صيادي الغردقة أسمائهم بحروف من نور في "معركة شدوان"

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


تحتفل محافظة البحر الأحمر، في 22 يناير من كل عام بعيدها القومي الذي يتزامن مع ذكري معركة شدوان خلال هجوم العدو الصهيوني علي الجزيرة في معركة استمرت 36 ساعة اضطرت خلالها كتيبة مظلات إسرائيلية إلي الانسحاب في مواجهة سرية صاعقة بدعم من أبناء الغردقة من الصيادين.

بعث احد الصحفيين الأمريكيين جاي بوشينسكي المرافقين للقوات الإسرائيلية ببرقية لوكالة يونايتد برس وهي شهادة للتاريخ قال فيها رغم قصف الجزيرة فقد قاومت القوة المصرية ولم يكن الأمر سهلا للإسرائيليين الذين لم يتمكنوا من النزول سوي علي جزء من الجزيرة وبدأت إسرائيل في محاولة لتثبيت عزيمة القوات المصرية بإذاعة نداءات متكررة بالميكروفونات تدعو المصريين للاستسلام وكان رد المصريين وهم صيادين البحر الأحمر خلف قواتهم المسلحة علي هذا النداء بقذائف مركزة من المدافع.

وقال الصحفي الأمريكي ‬انه شاهد جنديا مصريا يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين وظل يضرب إلي آخر طلقة ثم استشهد أيضا جنديان أسرهما الإسرائيليون ثم طلبوا من أحدهما أن يذهب إلي مبني ليقنع من فيه بالتسليم ثم عاد الجندي المصري وقال المبني خال وعلي الفور توجه ضابط إسرائيلي ومعه الجنود لاحتلال المبني وما كادوا يدخلون حتي فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري كما تظاهر جنديان بالتسليم وحين تقدمت قوة إسرائيلية للقبض عليهما فوجئت بجندي مصري ثالث يبرز فجأة من الموقع بمدفعه الرشاش فيقتل 5 جنود ويصيب عددا من الإسرائيليين.


وعن معركة شدوان كانت في 21 - 22 يناير 1970 وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا61 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر.

وقد حدثت هنالك اشتباكات بين سرية من فرقة الصاعقة المصرية وكتيبة من المظليين الإسرائيليين وفى موضوع عن معركة شدوان نشرته جريدة الأهرام المصرية جاء فيه شدوان ليست مجرد جزيرة صخرية منعزلة تقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، لكنها اسم لمعركة ملحمية أضافت سطرا في سجل البطولات الخالدة للجيش المصري، ورجاله البواسل. 

وتحتفل محافظة البحر الأحمر في 22 يناير من كل عام بعيدها القومي الذي يوافق ذكرى معركة شدوان، التي جرت في الجزيرة النائية التي لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو مترا مربعا ويتراوح عرضها بين 16 و35 كيلو مترا وبها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري.

كانت معارك حرب الاستنزاف تدور بين القوات الإسرائيلية وقواتنا المسلحة، في عدة مواقع على طول الجبهة، وقد هاجم الإسرائيليون الجزيرة فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970، وشهدت الجزيرة ملحمة شعبية، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال. حيث قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة جوا وبحرا، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار.

وكان هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوا و"قواربها" بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان. واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، كما تمكنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازي "ميراج" و"سكاي هوك".

وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوي العنيف، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام وقاتلوا ببسالة وشجاعة.

واستمر العدو في محاولاته للسيطرة على الجزيرة ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والإمدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم.

بعدها اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين، للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة، وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، في الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة.

جدير بالذكر أن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر كان قائد القوات المصرية في قطاع منطقة البحر الأحمر آنذاك، وكان الشاذلي قد وضع خطة لمقاومة تسللات القوات الإسرائيلية في مناطق البحر الأحمر.