طارق الشناوي يكتب: ثورة 25 والمقاطع "الأبيحة"!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


أتمنى أن يتم التحقيق سريعاً فى وقائع المقاطع «الأبيحة» التى تلاحق المخرج الشهير خالد يوسف، وهى حقا تستحق تدخلا حاسما وسريعا من الدولة.

فعلها الرئيس أنور السادات فى مطلع الثمانينيات، عندما تسربت بعض الأفلام التى تم نقلها فى بيروت على أشرطة (الفيديو)، والتى كانت فى تلك السنوات تعتبر بمثابة اختراع حديث، ومنها فيلما (ذئاب لا تأكل اللحم) و(سيدة الأقمار السوداء)، احتوت تلك الأفلام على مشاهد تقع تحت طائلة سينما الـ(بورنو) العارية، أمر السادات على الفور بتشكيل لجنة من قبل النقابات الفنية، شارك فيها كمال الشيخ، المخرج الكبير، وله باع طويل فى المونتاج، وعبدالعزيز فهمى، أحد كبار فن التصوير، والفنانة تحية كاريوكا، المعروف عنها أنها لا يمكن أن تتستر على باطل، وفى النهاية أقرت اللجنة بأنها لقطات مزيفة، أضيفت للفيلمين، وبرأت ساحة نجومنا حسين فهمى وعزت العلايلى ومحسن سرحان وناهد شريف وغيرهم.

قبل بضع سنوات، حاول نصاب ابتزاز حسين فهمى بشريط (سيدة الأقمار السوداء) وطالبه بدفع المعلوم حتى لا يفضحه على (النت)، وبذكاء استدرجه (الواد التقيل)، وتم إلقاء القبض عليه بتهمة النصب!!.

خالد يوسف نشر على صفحته ما يؤكد أن الأمر مدبر، بسبب موقفه المؤيد لثورة 25 يناير، وأن البعض اعتبره أحد رموزها، فكان ينبغى التشهير به، قبل الاحتفال بها.

تحليلى الشخصى، وهو يحتمل الخطأ، أن الأمر لا علاقة له باقتراب ثورة 25 يناير، فلا أحد حقاً يحتفل حالياً بالثورة، التى ينظر إليها رسمياً بقدر لا ينكر من الريبة والشك، كما أن اختزال 25 يناير فى شخص خالد واعتباره أيقونة يظل مبالغة، ربما لا يراها أحد سواه، إلا أن هذا لا ينفى أبدا حق خالد فى تحقيق سريع، ولجنة متخصصة مشهود لها بالكفاءة، لإصدار قرار بشأن تلك المقاطع الجنسية، التى ملأت فى ثوانٍ الواقع الافتراضى، فلم يكن وحده هو الذى يتصدر المشهد، شاركته فنانتان تصوير المشاهد الأبيحة.

سبق أن كتبت قبل ثورة 25 يناير، وفى أعقاب عرض فيلم (دكان شحاتة) 2009 أن التحليل السياسى للشريط، يضعه فى قائمة من يمهد لتوريث الحكم من مبارك الأب لجمال مبارك، وأن المخرج فرض علينا قراءة الفيلم سياسيا، من خلال التماثل بين الحكاية المباشرة للشريط والعمق السياسى، وأن المتفرج سيغادر دار العرض موقناً أن الحل الوحيد للحفاظ على الدكان المعادل الموضوعى لمصر، هو أن ينجح الأب محمود حميدة فى توريث الدكان لابنه عمرو سعد، لأن البديل هو الفوضى، فى كل الأحوال من حق خالد أن أذكر لكم أنه أنكر تماماً تماما تلك القراءة واعتبرها متعسّفة وغير منصفة.

بعيداً عن (الدكان) دعونا نعُد للمقاطع (الأبيحة)، لا أدرى لماذا تصمت نقابتا الممثلين والسينمائيين؟ بحجة أنه لا أحد تقدم بشكوى، رغم أن الأمر يمس شرف أعضاء من النقابتين، وهذا وحده يكفى، لكى نرى لجنة موحدة من النقابتين، تُصدر قرارا يؤكد أو ينفى.

من خلال متابعتى لردود فعل النقابات الفنية، أرى أنها لا تدرى على وجه الدقة ما هو المطلوب حتى تتلقى إشارة مباشرة.. هل إجلاء الحقيقة وبالتالى إصدار أحكام بالبراءة أو الإدانة، أم أن المطلوب (الطرمخة) على الحقيقة ليظل الجرس معلقاً فى رقبة الجميع، وحتى إشعار آخر ستظل (الطرمخة) هى العنوان؟!