اليوم.. "الأرثوذكسية" تحتفل بتذكار نياحة القديس الراهب أرشليدس المجاهد

أقباط وكنائس

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أرشيفية


تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، اليوم الثلاثاء، بتذكار نياحة القديس ارشليدس الراهب المجاهد، وبحسب الكتاب الكنسي التاريخي (السنكسار) ، خصصت الكنيسة القبطية يوم الرابع عشر من شهر طوبة من كل عام قبطي، للاحتفال بذلك.

ولد الراهب ارشليدس المجاهد في مدينة رومية، واسم والده يوحنا وأمه سنكلاتيكي، وكانا بارين أمام الله، سالكين بحسب وصاياه.
 
مات والده وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، ولما أرادت أمه ان تزوجه لم يقبل فأشارت عليه ان يمضي إلى الملك ليأخذ وظيفة أبيه ، وأرسلت معه غلامين بهدية عظيمة ليقدمها إلى الملك. 

وعندما سافروا هاجر البحر عليهم برياح شديدة فانكسرت السفينة ، فتعلق القديس بقطعة من خشب السفينة ونجا من الغرق بعناية الله.

وعندما صعد إلى البر وجد جثة إنسان قد قذفها الموج، فتذكر مآل الناس وزوال العالم، وحدث نفسه قائلا: ما لي وهذا العالم الزائل . وماذا اربح عندما أموت وأصير ترابا.

ونهض وصلي إلى السيد المسيح ان يهديه إلى الطريق القويم ، ثم جد في السير إلى ان وصل دير القديس رومانوس ، فقدم للرئيس ما بقي لديه من المال . وأقام هناك سالكا حياة التقشف والزهد في المأكل والملبس ، حتى بلغ درجة الكمال ، ومنحه الرب نعمة شفاء المرضي . ثم قطع عهدا علي نفسه ان لا يري وجه امرأة مطلقا . ولما طال غيابه عن والدته ، ولم تعلم من أمره شيئا ، ظنت انه مات ، فحزنت عليه كثيرا ، ثم بنت فندقا للفقراء والغرباء ، وأقامت في حجرة منه .

 وسمعت ذات يوم اثنين من التجار يتحدثان بخبر ابنها أرشليدس وقداسته ونسكه ونعمة الله التي عليه ، ولما تقصت منهما الخبر تأكدت انه ولدها ، فنهضت مسرعة إلى ذلك الدير . 

وعندما وصلت أرسلت إلى القديس تخبره بوصولها ، فأجابها قائلا : انه قطع عهدا مع الله ان لا يبصر امرأة مطلقا . فكررت الطلب وهددته بأنه إذا لم يسمح لها برؤيته ، مضت إلى البرية لتأكلها الوحوش . 

وعرف أنها لا تتركه ، كما انه لا يقدر ان ينكث عهده ، صلي طالبا من السيد المسيح ان يأخذ نفسه، ثم قال للبواب دعها تدخل ، 

وكان الله قد أجاب طلبه، إذ ان أمه لما دخلت وجدته قد اسلم الروح ، فصرخت باكية وطلبت إلى الله ان يأخذ نفسها ايضا ، فاستجاب الله طلبتها . ولما قصدوا ان يفرقوا بين جسديهما سمعوا صوتا من جسده يقول : اتركوا جسدي مع جسد والدتي ، لأنني لم أطيب قلبها بان تراني . فوضعوا الاثنين في قبر واحد، وقد شرف الله هذا القديس بعمل آيات كثيرة.