أساقفة أفريقيا الوسطى للكاثوليك ينددون بالعنف المستشري في بلادهم

أقباط وكنائس

بوابة الفجر



ندد أساقفة جمهورية إفريقيا الوسطي بالكنيسة الكاثوليكية، الهجمات المسلحة التي شهدتها مؤخرا منطقة بامباري وسط البلاد والتي ارتكبت بحق المواطنين علي يد الثوار والمرتزقة وقضى فيها على الأقل شرطيان على أثر مصادمات مع المهاجمين، وتزامن الحادث مع احتفالات نُظمت لمناسبة اليوم العالمي للتغذية والتي يتم إرجاؤها منذ شهر أكتوبر الماضي بسبب أعمال العنف.

 وُجهت رسالة الأساقفة إلى "الكنيسة التي هي عائلة الله وإلى الأخوة المسيحيين والمؤمنين وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة" لمناسبة حلول العام 2019 وتحدثت الوثيقة عن هجمات تم الإعداد لها عن سابق تصور وتصميم من أجل زعزعة النظام العام والتعرض لسلطة الدولة.

وتمنى الأساقفة في رسالتهم، أن يُعطى دفع لعملية السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى على الرغم من كل ما يجري، خصوصا في وقت تستعد فيه المكونات السياسية للمشاركة في ما يُعرف بحوار المصالحة والمزمع عقده في السودان في الرابع والعشرين من  يناير الجاري. 

وحثّ الأساقفة الجميع على الإصغاء لصرخات الألم واليأس التي يطلقها سكان أفريقيا الوسطى كلهم إذ يشاهدون العنف وهم عاجزون عن التصدي له. 

وذكروا الأساقفة في رسالتهم الهجوم الأخير الذي وقع منذ بضعة أيام في العاصمة بانغي أسفر عن سقوط ستة قتلى، مشيرين إلى وجود أعداد كبيرة من المرتزقة الذين يزرعون الرعب والموت وقد قدموا من التشاد، السودان، الكاميرون، النيجير وأوغندا.

وناشدوا حكومات هذه الدول الأفريقية مد يد العون إلى جمهورية أفريقيا الوسطى كي تتخطى الأوضاع الصعبة وحالة الفوضى التي تمر بها.

وأكدوا أنهم لا يسعهم التزام الصمت أمام الجرائم الوحشية التي تتعرض لها الكنيسة المحلية وقد أسفرت عن سقوط عدد من القتلى وسط رجال الدين والمؤمنين على حد سواء.

 وقالوا إنهم يرفعون الصلاة كي يتم التخلي عن لغة السلاح وتنعم جمهورية أفريقيا الوسطى بالحرية والعدالة والسلام والوحدة والازدهار، وتشهد مرحلة من إعادة الإعمار أيضا بمساعدة المجتمع الدولي المدعو إلى التضامن مع هذا البلد.

 وتضمنت رسالة الأساقفة إشارة إلى ما جاء في رسالة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، لمناسبة اليوم العالمي للسلام 2019 التي تحدث فيها عن السياسة الصالحة وحثوا القادة السياسيين في جمهورية أفريقيا الوسطى على العمل من أجل صالح البلاد دون أن ينسوا الأعداد الكبيرة من المهجرين واللاجئين المتواجدين داخل البلاد وخارجها.

وفي نفس السياق اكد المرسل الإيطالي الكرملي الكاهن فدريكو ترينكيرو، أن جمهورية أفريقيا الوسطى تعيش اليوم حالة من اليأس والإحباط، لافتا إلى وجود مجموعات متمردة مسلحة تحاول الإفادة من أي ظرف بغية نشر الخوف والرعب وسط المواطنين.


و أوضح أن المدينة كانت تستعد للاحتفال باليوم العالمي للتغذية والزراعة بعد أن تم إرجاء هذا الحدث لأكثر من مره وكان من المرتقب أن تشارك في الاحتفالات شخصيات سياسية مرموقة في طليعتها رئيس الجمهورية.

 وأضاف أن المتمردين حاولوا الإفادة من هذا الظرف من أجل خلق حالة من الفوضى في بامباري وبالفعل تم إلغاء الاحتفالات.

وأضاف "ترينكيرو "، في تصريحات صحفيه له، اليوم الاثنين، إن ما حصل يعكس ما تحدث عنه الأساقفة المحليون في رسالتهم معربين أيضا عن خشيتهم من وجود مخططات لتقسيم البلاد.

ولفت المرسل الإيطالي، إلى أن أحداثا من هذا النوع تقع غالبا في بامباري وألينداو ومناطق أخرى حيث تنشط المجموعات المتمردة والدولة شبه غائبة.