أزمات التراخيص والمياه

أصحاب المدابغ يكشفون لـ"الفجر" معانتهم في مدينة الروبيكي

تقارير وحوارات

مدينة الروبيكي
مدينة الروبيكي

كان مجرد حلم بأن يتم تجميع العاملين في قطاع الجلود في مدينة الروبيكي، ونقل مدابغهم من منطقة سور مجرى العين في مصر القديمة، ولكن الحلم تحول إلى واقع فعلى مساحة تبلغ 515 فدان تقع مدينة الروبيكي، وهى مقسمة على ثلاث مراحل، وتعد من أهم القلاع الصناعية في مصر.
 

وتعتبر مدينة الروبيكي مدينة متكاملة، حيث بها وحدات سكنية للعاملين في المدابغ، ونقطة شرطة لتأمين المدينة، ومبنى كبير للإطفاء، بالإضافة إلى وحدة إسعاف، ووحدة صحية، وتختلف مساحات المدابغ، والتي تبدأ من 330 متر وتصل حتى 6500 متر.
 

وتعمل الدولة على تنفيذ المراحل الثلاث من المشروع حتى يتم الانتهاء بشكل كامل من مدينة الروبيكي، حيث فيما يخص المرحلة الأولى تم تشغيل 91 مصنع، وتسكين 100 عنبر بمساحة إجمالية تبلغ 200 ألف متر، بالإضافة إلى أنه جاري الانتهاء من أعمال النقل والتركيب لعدد 9 مصانع.


وعلى مستوى المرحلة الثانية، فهى تقع على مساحة 116 فدان، وقد تم الانتهاء من كافة أعمال البنية التحتية، والعمل على تصميم شبكة الغاز الطبيعي، وتم تخصيص جزء منها لطلبات التوسع في المدابغ، ونقل الصناعات التكميلية في سور مجرى العيون، أما المرحلة الثالثة فتخصص بالكامل للمنتجات الجلدية تامة الصنع لزيادة القيمة المضافة للجلود.
 

ويذكر أنه تم التعاقد مع إحدى الشركات الرائدة في مجال صيانة الماكينات لإنشاء مركز صيانة معتمد لخدمة أصحاب المصانع في المدينة، كما تم الاستعانة ببيت خبرة عالمي في إدارة المناطق الصناعية، حيث قامت هيئة التنمية الصناعية بانشاء شركة جديدة لإدارة وصيانة جميع المجمعات الصناعية.
 

وكان من المقرر أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع في يوليو 2018، وتم تأخير التسليم إلى شهر سبتمبر 2018، وذلك نتيجة التعثر المالي، وتغيير 3 رؤساء لشركة "ميتالكو" المسئولة عن الإنشاءات المعدنية داخل المشروع، ولكن وجه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وذلك بعد قيامه بجولة تفقدية لمدينة الروبيكي أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع في مارس 2019، بالإضافة إلى توجيهه أن يتم العمل ليل نهار للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد.
 

وكان وزير الصناعة عمرو نصار أعلن خلال مؤتمر صحفي منذ أيام عن أن الجانب الصيني لديه رغبة فى الاستثمار بمدينة الروبيكي بالمرحلة الثالثة من خلال عدة مصانع لصناعة الجلود من أحذية وشنط وهو ما يخلق قيمة مضافة للصناعة خصوصاً أن معظم الورش لدباغة الجلود وليس التصنيع.


ومن ناحيته، أوضح عبدالرحمن الجباس، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أن مساحة المرحلة الأولى من مشروع مدينة الروبيكي تبلغ 170 ألف متر، وتم تخصيصها بنسبة 100%.
 

وقال "الجباس"،  إن المرحلة الأولى تضم 100 مدبغة، وتم نقل 40 مدبغة بشكل فعلي إلى الروبيكي، ومن المفترض أن يتم نقل الـ 60 مدبغة خلال شهرين كما وجه رئيس الوزراء، منوها بأن عملية التجهيزات الداخلية تستغرق وقت طويل.


وأضاف أن المرحلة الثانية من المشروع تختص بالمصانع الملحقة بصناعة دباغة الجلود مثل مصانع الجلاتين، والغراء، والكيماويات، والمرحلة الثالثة هى للمنتج النهائي، لافتا إلى أنه من المقرر أن يتم الانتهاء من مدينة الروبيكي بمراحلها الثلاثة خلال 3 سنوات.
 

وعن المعوقات التي تواجه المرحلة الأولى، أشار إلى أن المياه أحيانا تقطع، منوها بأنه مطلوب من أصحاب المدابغ تركيب عدادات "ديجيتال" على حسابهم، وسعر العداد الواحد يصل إلى 50 ألف جنيه، وهو مبلغ فلكي وصعب أن يتحمله صاحب المدبغة، وهناك إصرار على تنفيذ الشرط على الرغم من أنه مسئولية شركة المياه، بالإضافة إلى أنهم يحصلوا على الوحدات السكنية المقرر أن تحصل عليها كل مدبغة نسبة للمساحة المدبغة.
 

ولفت "الجباس"، إلى أن إنتاج الـ 40 مدبغة التي تم نقلها للروبيكي يمثل إنتاجها 70% من حجم الإنتاج، موضحا أنهم يصدرون للخارج بما يعادل مليار و300 مليون جنيه مصري، ومن المتوقع أن يزداد حجم التصدير بعد عامين 20% سنويًا.


معوقات تحتاج تدخل الدولة
وقال مصطفى حسين، صاحب مدبغة في مدينة الروبيكي، إنه من العشر مدابغ الأولى التي تم نقلها لمدينة الروبيكي، مؤكدا أن المكان ممتاز، والظروف البيئية به جيدة، ولكن هناك بعض المعوقات التي تحتاج إلى تدخل الدولة ليتم حلها، ويكون الوضع أفضل.
 

وأوضح "حسين"،  أنهم يواجهون عدة مشكلات، وهما انقطاع المياه، وتركيب عدادات المياه، والحصول على ترخيص، معقبا: "قطعوا علينا المياه من كام يوم، وخسرنا بضاعة بمئات الآلاف".
 

وانتقد اشتراط الدولة أن يركب صاحب المدبغة عداد مياه على نفقته يصل ثمنه إلى 80 ألف جنيه، وهناك وحدات تتطلب تركيب أكثر من عداد، منوها بأن أصحاب الوحدات الصغيرة صعب أن يتحملوا تكلفة تركيب عداد.
 

مشكلة التراخيص في الروبيكي
وعن مشكلة التراخيص، أكد أن رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل وعدهم أنه سيتم تسليهم وحدة مرخصة في الروبيكي عند تسليم مصنعهم المرخص في مجرى العيون، منوها بأنهم بعد نقلهم فوجئوا أن الوحدات غير مرخصة، بل وضعت الدولة شروط صعبة وتتطلب انفاق مئات الآلاف حتى يحصلوا على ترخيص، مضيفا: "الـ 40 وحدة اللي اتنقلوا للروبيكي بيشتغلوا من غير ترخيص".
 

وطالب بتدخل الدولة لحل مشكلة الترخيص إما بإعطائهم ترخيص مؤقت ومهلة لعدة سنوات حتى يتمكنوا من تنفيذ الشروط، أو اعطائهم ترخيص كما وعدوا عند النقل من مجرى العيون.