الشعراء العرب يودعون "الشارقة" بقصائد حب وسلام

الفجر الفني

الشارقة
الشارقة


على أجنحة الحب والسلام والوفاء التقى جمهور الشعر في اليوم الختامي لمهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الـ (17)، بقصر الثقافة، بحضور سعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد البريكي مدير المهرجان، والقنصل العام لسفارة جمهورية السودان بالإمارات غانم أحمد يحيى.

 

استدعت قصائد الأمسية التي قدمها عمر أبو الهيجا، وغازلت البحر والمحبوب، وتناولت القضايا العربية الهادفة لنهضة المجتمع، حيث غرد في الأمسية سبعة شعراء من الوطن العربي والإفريقي، فجاءت أمسية ملأى بالمسك والريحان والعبير.

 

صافح الشاعر الكويتي عبدالله العنزي جمهور الليلة مستهلاً قراءات الأمسية الختامية بروائع القصائد التي عطرت أرجاء القاعة، فتغنى للعشق والحزن والحنين، ومما قرأ:

 

الحزن يكبرني وأنت تكابر

هو بدء آلامي وحبك آخر

أخطأت تفسير جرح غائر

مدن من الأحزان تهجر كونها

وإلى الفؤاد المستغيث تهاجر

هذي خيام الغائبين عددتها

وحدي فما للغائبين تكاثروا

مدي يديك فبعد ألف جبلة

قد نلتقي، ويموت حظ عاثر

 

وعرج الشاعر العراقي نزار النداوي إلى سوح الحكايا، مقدما من قصائده (جبة واحدة لا تكفي، حكاياها مرة أخرى، الموقف حجر) فمزج بين الاحتفاء بالبداوة والغزل فقرأ في قصيدته حكاياها مرة أخرى:

عربية عيناه

منذ تقطرت في ملحه

سمة البداوة سكرا

حلمت به

مدن القوافل ماثلا

قمراً لدى آفاقها

فتكورت

قالت له أم الأساطير

ارتفع شجرا

لترمى بالحجار

فأثمر

ورموه يا وجع المسيح

مشبحاً ومعلقاً ومدنسا ومطهرا

 

وخطفت مسامع الجمهور الشاعرة الجزائرية شفيقة وعيل، وسرت به إلى نهر القوافي، فكانت سباحة المعنى والكلم، ورشت على جمل القريض الماء فنبتت قصائداً يانعة المعنى والمبنى، ومن قصائد شفيقة:

سريت والماء كان الماء منتظرا

وقلت: كن لظنون الهاربين سرى

وكنت أدرك ما بالماء من غرق

وكان يعرف أني لم أكن حذراً

أنا المغيب في الآن جئت معي

سبحان من جمع الأشتات واقتدرا

كم فرقتني تواريخ الخطى شيعاً

فظللت وحدي وظل الماء بي زمرا

أنا المعذب في النسيان لو لغة

على أعين احتمال الماء إن ذكرا

 

وعلى أرض إفريقيا حط جمهور الشعر في نيجيريا على متن قوافي الشاعر علي مصطفى لَوَنْ، فأبحر بالقصيد وجمهوره إلى حيث الجمال وبديع اللغة، ومن قصائده:

تفتر عن لا شيء...

جذوة مائه

ويطل من لا أين

ظل عرائه

يسري

إلى الملكوت  حنجرة

على قحط المدى

زرعت شهاب غنائه

قد كان

يدرك أن قلباً جائعاً

يلتقط المعنى

بكف سمائه

 

أما الشاعرة الأردنية دعاء البياتنة فحلقت بقصائدها الشارقة بالمعاني، فقدمت من القصائد (رسالة إلى الشارقة، ميجنا من عسل، سفر ، الشهيد): في قصيدة الشهيد تقول:

النعشُ يمضي واثقـًا

نيشانُ وردٍ قربَ مسرحِه الأخيرِ

يفزّ عطرًا

والتّرابُ يسفُّ نفسَه بالبكاءِ ككربلاءَ

وفي قصيدة (سفر) تستدعي النسيان بحرقة ووجع فتقول:

تعالَ تقدّمْ  توسّمْ

بنيسانِ عيني

لأني امتدادٌ لميناءِ حيفا

وإنّ السماءَ تسيلُ بروحي

فيعرجُ صوتي

لأسري إليّ َ

أيا وقتُ رفقـًا على ساعديكَ

تغيبُ وتأتي بليلٍ ثقيلٍ

وفاتـَكَ نورٌ وبحرٌ عليكَ

أيا غيبُ قـِف لا تفكرْ كثيرا

دوائرُ سحري تطوفُ بعقلي

فأبقى أفكّرُ أحذفُ أكتبُ  أصعدُ في

الوجدِ رؤيا

أعانق كونًا وغيبًا ومعنى

وثم وثم أصيرُ الثّريا

أصيرُ الثّريا

 

وفي أرض المليون شاعراً نسج الشاعر محمد المامي القوافي ثوباً وافراً المعنى ومتسع للتخييل، فكانت قصيدته تقول:

غنت حروفي حداء الفجر وانتظرت

على ضفاف القوافي عودة النغم

شابت خطاها وغابت في مدى لغتي

كل الشموس وصلى التيه عند دمي

 

واختتم قراءات الأمسية الشاعر العراقي عمر عناز بقصائده الوامضة، وخطف قلوب الجمهور وعانق مشاعرهم، وحلق بعيداً في فضاء الشعر متخيلا وراسماً لوحة شعرية زاهية في ختام الأمسيات، فقرأ عناز:

فلننس ما كان،

مات الشوق والوله

شيء تكسر فينا لا صلاح له

حكاية آن أن تطوى

وحقل هوى

تناهت السن النيران سنبلة

 

وشهدت الأمسية توقيع ديوان (يتشابهات) للشاعرة السودانية منى حسن، بحضور قنصل السودان بالإمارات، والجالية السودانية والمشاركين في  المهرجان والجمهور، ووقع المهرجان ختام بلقطة تذكارية جامعة من قلب قاعة قصر الثقافة جمعت المشاركين والجمهور والضيوف.