تزامنًا مع إحتفالات البحر الأحمر بعيدها القومي: من هو الشهيد البطل المقدم حسني حماد

محافظات

الشهيد البطل المقدم
الشهيد البطل المقدم حسني حماد


فى ذكرى معركة شدوان 22 يناير 1970 نتذكر رجال شجعان سطروا بدمائهمم صفحات مضيئة فى تاريخ بلدنا ومن بين الشجعان الشهيد بحرى البطل مقدم أركان حرب حسنى حماد بطل معركه شدوان.

من هو المقدم حسني حماد هو أحد شهداء معركة شدوان، أسشتهد عن 26 عاما، ولد في 5 فبراير 1924 متزوج وله ولدان تخرج من الكلية البحرية في أغسطس 1952، وعمل في لواء لنشات الطوربيد منذ تخرجه وأشترك في المعارك البحرية أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية وسافر في بعثة دراسية للإتحاد السوفيتي وعاد ليعمل في نفس فرع تخصصه بلواء لنشات الطوربيد حتى استشهد في معركة شدوان.

حصل البطل الشهيد حسنى حماد على رتبة الملازم ثان عام 1952 والتحق بلواء لنشات الطوربيد وهناك وقعت عيناه لأول مره على مثله الأعلى البطل جلال دسوقي لكن لقاؤهما لم يطل فقد أستشهد البطل دسوقي في معركة بحرية عام 1956 وظل المثل العلى يعيش في ذهن حسني حماد وذلك ومن خلال المعارك التى خاضها أيام العدوان الثلاثي عام 1956 أكتسب وجهه لونا من الصرامة والجدية حتى أصبح يخيل لمن لا يعرفه أن تقطيبه جبينه هي أثر جرح غائر بين عينيه، كان أمله الوحيد أن يموت خلال معركه وفوق لنش طوربيد. 

وكان يتوقع هذا في أحاديثه ويردد دوما: "أحنا مهنتنا الموت".تم إنتدابه أكثر من مرة للعمل داخل مصر وخارجها نظرا لما عرف عنه من جديه فسافر في مهام إلى اليمن وسوريا والعراق ولقد تعلق حسنى حماد بزوارق الطوربيد تعلقا جعله يرفض أكثر من مرة الإنتقال إلى أي سلاح آخر، وكان حسنى حماد على موعد دائما مع الخطر لأنه كان يصر على الخروج مع الضباط والجنود ولا يكتفي بالجلوس في مركزة القاعدة الأرضية.

معركة شدوان كانت في 21 - 22 يناير 1970 وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا61 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر.

وقد حدثت هنالك اشتباكات بين سرية من فرقة الصاعقة المصرية وكتيبة من المظليين الإسرائيليين، وشدوان ليست مجرد جزيرة صخرية منعزلة تقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، لكنها اسم لمعركة ملحمية أضافت سطرا في سجل البطولات الخالدة للجيش المصري، ورجاله البواسل وتحتفل محافظة البحر الأحمر في 22 يناير من كل عام بعيدها القومي الذي يوافق ذكرى معركة شدوان، التي جرت في الجزيرة النائية التي لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو مترا مربعا ويتراوح عرضها بين 16 و35 كيلو مترا وبها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري.

كانت معارك حرب الاستنزاف تدور بين القوات الإسرائيلية وقواتنا المسلحة، في عدة مواقع على طول الجبهة، وقد هاجم الإسرائيليون الجزيرة فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970، وشهدت الجزيرة ملحمة شعبية، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال.

حيث قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة جوا وبحرا، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار.

وكان هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوا و"قواربها" بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان.

حيث استمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، كما تمكنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازي "ميراج" و"سكاي هوك".

وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوي العنيف، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام وقاتلوا ببسالة وشجاعة.

واستمر العدو في محاولاته للسيطرة على الجزيرة ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والإمدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم.

بعدها اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين، للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة، وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، في الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة.

جدير بالذكر أن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر كان قائد القوات المصرية في قطاع منطقة البحر الأحمر آنذاك، وكان الشاذلي قد وضع خطة لمقاومة تسللات القوات الإسرائيلية في مناطق البحر الأحمر.