فنانة مصرية شهيرة كرمتها فرنسا في الحياة وبعد الممات ورفضت حب عمر الشريف

الفجر الفني

عمر الشريف
عمر الشريف


يحتفل جوجل في نفس اليوم من كل عام بذكري ميلاد الفنانة والمطربة داليدا، ومن المعروف ان جوجل يعتبر اكبر موقع بحثي وشركة بحثية على الأنترنت وعندما يقوم جوجل بوضع شخصية كشعار له على منصته البحثية فان ذلك يعنى أن هذه الشخصية لها مكانه كبيرة لدى شعوبها وفى بلادها، وجوجل دائما ما يحتفل بذكرى ميلاد ورحيل كبار الشخصيات والفنانين والزعماء في العالم وكذلك يحتفل بذكرى الاختراعات التي أثرت في البشرية .

فمن هي الفنانة أو المطربة داليدا التي يحتفل بهاج وجل على منصة اليوم، وما تاريخها التي يجعل جوجل كأكبر منصة بحثية أو شركة بحثية في مجال الانترنت تقوم بوضع صورتها كشعار لها في يوم ميلادها وبعد مرور 86 عام على ميلادها، لذلك سوف نتناول في السطور القليلة القادمة تاريخ الفنانة والمطربة داليدا ونتعرف على تاريخها منذ الميلاد وحتى رحيلها ونتعرف على إنجازاتها الفنية وكذلك أصولها وموطنها أين ولدت وغيرها من المعلومات التي يجهلها الكثيرون عنها.

من هي داليدا موطنها وأصولها
أطلق عليها بالعربية اسم داليدا، وفى الانجليزية كان يطلق عليها Dalida، لكن بالايطالية كان يطلق عليها أسم بولاندا كريستينا جيجليوتي، وهي فنانة ومطربة ذات أصول مصرية ايطالية، ولدت في منطقة شبرا وكانت أصول أجددها إيطاليا وهم من المهاجرين الذين هاجروا من إيطاليا إلى مصر، وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا والموجودة في جنوب إيطاليا.

بداية داليدا وميلادها
ولدت الفنانة والمطربة داليدا والتي يحتفل جوجل بذكرى ميلادها اليوم في نفس هذا اليوم الموافق 17 من شهر يناير في 1933،في مصر وبالتحديد  في حي شبرا بالقاهرة،  لوالدين إيطاليين الأصل مولودين بمصر، حيث جاء أجدادها من ايطاليا إلى مصر واستقروا فيها باحثين عن العمل والرزق.

سمعت منذ صغرها أنها كانت لها قريبة ممثلة وفنانة إيطاليا مشهورة وهي الممثلة الإيطالية Eleanor Duse، لذلك بداحلم الشهرة والنجومية برواد داليدا منذ الصغر لكي تصبح مشهورة مثل قريبتها ألإيطالية، وكانت داليدا اسمها الحقيقي هو “بولاندا”

عاشت داليا فترة طفولة بسيطة وفقيرة، فكانت تذهب إلى المدرسة والكنيسة مثل باقي الأطفال في سنها، وبعد أن كبرت داليدا منعها والدها من الخروج، ولكن والدها سجن ودخل السجن لأنه كان ايطالي الأصل ومصر في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال الانجليزي، أحبت داليدا شابا يدعى ارماندو.

أعمال داليدا الفنية
قامت داليدا ببعض الأدوار في العديد من الأفلام السينمائية حيث مثلت في فيلم قناع توت عنخ آمون، وفيلم الكأس والسيجارة، وفيلم شمشون ودليلة وبعد أدائها لهذا الفيلم غيرت أسمها إلى دليلة، الجدير بالذكر أن اسمها الحقيقي هو يولاندا كريستينا جيجليوتي.

ذهبت داليدا إلي باريس عاصمة فرنسا وفي هذه المدينة تعرضت لبعض الصعوبات بسبب عدم حصولها على عمل، ولكن يشاء القدر أن تتعرف على رولان بيرجيه والذي قام بتعليمها الغناء فيما بعد، وبعد فترة زمنية تعرفت على ألفريد ماشار وهو كاتب معروف وقام بتغيير أسمها من دليلة إلى دليدا.

حياة داليدا الشخصية
لم تكُن العلاقة التي تجمع بين داليدا ولوسيان موريس علاقة عمل وحسب، بل بدأت تأخذ منحىً آخراً، و بدأ الاثنان بخوض علاقة رومانسيّة فانتظر المعجبين بشوق أن يعلنا عن زواجهما، وبعد الكثير من التّأجيل، أعلن الثّنائي عن زواجهما في الثامن من نيسان عام 1961 والذي أُقيم في باريس حيثُ دعت عائلتها للقدوم إلى العاصمة الفرنسية.

انطلقت داليدا في جولتها الموسيقيّة بعد انتهاء العرس مباشرةً دون أن تقضي شهر العسل حتّى، حيثُ أنّ زوجها لوسيان كان مُدمناً على العمل ويدفعها للعمل معه بشكل متواصل دون أن تلتقط أنفاسها الأمر الذي انعكس سلباً على علاقتهما الشخصية كما بدأت داليدا تشعر بالإرهاق الدّائم.

بعد عدّة أشهر، تعرّفت خلال أحد الفعاليات في مدينة كان على جان سوبيسكي Jean Sobieski ووقعت في غرامه من النظرة الأولى وكان الشعور متبادلاً من قبل جان الأمر الذي قضى على فرصة الحفاظ على زواجها من لوسيان؛ وعلى الرّغم من أنّها تُدين له بشهرتها التي وصلت إليها، إلّا أنّها أرادت أن تمتلك حريّتها الشخصيّة، ما كان أمراً صعباً على الاثنين.

خلال فترة النّجاح الذهبي التي تمتّعت بها داليدا، عاودت الحلم بالزواج مجدّداً، إلّا أنّها لم تجد الشخص المناسب كما أنّها كانت مُنهمكة بالعمل في تسجيل الأغاني وحضور الحفلات وخلافه، ومع نهاية عام 1966 تولّى شقيقها برونو مسؤولية إدارة أعمالها بينما أصبحت قريبتها روزي Rosy سكرتيرتها الخاصّة وبذلك تكون أصبحت كل شؤون أعمالها ضمن العائلة الأمر الذي أراحها كثيراً.

في عام 1966 قرّرت شركة التّسجيل الإيطاليّة RCA المشاركة في مسابقة للأغاني خلال مهرجان سان ريمو في إيطاليا، وذلك عبر أغنية اتّفق أن تغنيها داليدا بينما يكتبها ويلحّنها لويجي تانكو Luigi Tanco وهو مُؤلّفٌ شاب لم يكُن مشهوراً في تلك الفترة؛ لذا خلال العمل على الأغنية اجتمعت داليدا بلويجي عدّة مرّات فوقعا في غرام بعضهما.

خلال المهرجان، قامت داليدا بدعوة لويجي ليشاركها الغناء على المسرح حيثُ غنّوا Ciao Amore الأمر الذي وضع لويجي تحت ضغط كبير خلال التّقديم لاسيما أنّ داليدا كانت نجمة مشهورة بينما هو لم يسمع أحد باسمه من قبل.

استغّل الثّنائي تلك المناسبة وأعلنا أنّهما سيتزوّجان في نيسان، إلّا أنّ الأمور لم تمرّ كما هو مخطط، حيثُ أنّهما قد خسرا في المسابقة الأمر الذي دفع لويجي لشتم لجنة التّحكيم والتّشكيك بنزاهة الحفل بالكامل وذلك لأنّه كان تحت تأثير الكحول والمُهدّئات.

من سوء الحظ أنّ الأمور لم تنته هنا، حيثُ أقدم لويجي على الانتحار في غرفته في الفندق ما حطّم داليدا نفسيّاً ودفعها هي أيضاً لمحاولة الانتحار عن طريق الإفراط بتناول الحبوب المنوّمة.
لم تشأ العناية الإلهية أن تفارق داليدا الحياة، وبعد أن أفاقت من غيبوبتها قرّرت البدء بمرحلة جديدة من حياتها حيثُ لم تعد ترتدي سوى الفساتين البيضاء الطويلة إلى أنّ أصبح الجمهور يناديها بالقدّيسة داليدا، كما أنّها انهمكت بالقراءة لاسيّما في مجال الفلسفة وعشقت فرويد وبدأت بممارسة اليوغا أيضاً.

لم تكن هذه الأزمة الوحيدة التي مرّت بها داليدا، حيثُ أنها قد فُجعت بانتجار شريكها السّابق ريشار بتاريخ لعشرين من تمّوز عام 1983 في مكان إقامته بجنوب فرنسا؛ السّابق الأمر الذي أفقدها حماسها الذي دائماً ما تميّت به، حتّى أنّ النّاس بدأت تلاحظ تغيرات جسديّة واضحة عليها.

حقائق سريعة عن داليدا
أطلق في الأوّل من أيلول فيلماً باسمها ويروي سيرتها الذاتيّة.
هناك ساحة في فرنسا تحمل اسمها ويتوسطها تمثال لها أيضاً.
كانت تجمعها علاقة صدقة مينة مع الرّئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران، الأمر الذي جعلها محطّاً دائماً للانتقاد.

لماذا سميت بهذا الاسم
بدأت داليدا تقوم ببعض الأدوار السينمائية البسيطة وكان اسمها وفي هذا الوقت بولاندا، ولكنها غيرت اسمها إلى داليدا وذلك نسبة إلى فيلم “SAMSON & DALILA“، والذي كان تقوم ببطولته الفنانة هيدي لامار ونظرا لوجود شبه بينها وبين بطلة الفيلم اتخذت داليدا اسمها من اسم هذا الفيلم، ومنذ ذلك الوقت أطلق عليها اسم داليله كاسم فني لها.

بعد فترة وبعد شهرتها أشار عليها احد كبار الفن في فرنسا وقال لها أن اسم دليله غريب ومخيف لذلك يجب التخلي عنه ولكنها اعتزت بالاسم الذي اشتهرت به فحورت الاسم وجمعت بينه وبين اسمها الأصلي وهو بولاندا فأخذت أخر حرفين من اسمها الأصلي وإضافته إلى دليل فأصبح اسمها الجديد داليدا.

بداية داليدا مع التمثيل وحبها للفن
وفي يوم من الأيام جاء فريق أمريكي لتصوير فيلم بمصر بعنوان The Story of Joseph and His Brethren وكان من بطولة الممثلة الأمريكية جوان كولينز، واحتاجت (جوان) إلي ممثلة تقوم ببعض بدلا منها (دوبلير) لها، وصادف وجود داليدا في الأستوديو فاختارتها (جوان) وذلك لوجود شبه بينهما في الطول ونفس لون الشعر.

داليدا وعمر الشريف
وكان يجري تمثيل الفيلم في الأقصر وتعرفت على عمر الشريف ذلك الفنان المصري الشاب الذي كان يحلم مثلها بحلم الشهرة والنجومية، والذي أعجب بها وفي هذه الفترة تعلق بها (عمر) لكنها سرعان ما بدأت تعامله ببرود، واستغرب عمر الشريف لتصرفها لاسيما انه كان يتصور انه على علاقة حب معها.

ويوجد لقاء جمع الفنانة والمطربة داليدا مع الفنان عمر الشريف يتحدثون فيه عن ذكريياتهما

مشوارها الفني في فرنسا
في فرنسا كان مشوار داليدا الفني حيث ذاعت شهرتها في الغناء، وأصبحت أشهر مطربة في فرنسا،  وأصبح لدى داليدا أكثر من 1000 أغنية بلغات متعددة وحصلت داليدا على العديد من الألقاب والأوسمة الكثيرة ، وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها لقب (La Medaille de la Presidence de la Republique) أو ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز.

عودة داليدا إلى مصر
كانت داليدا أثناء تواجدها في فرنسا كانت تشعر بالحنين الدائم إلى مصر فعادت في سنة 1986 وقدمت الفيلم المصري “اليوم السادس” من إخراج يوسف شاهين وهذا الفيلم نجح نجاحا كبيرا

وفاة داليدا
توفيت الفنانة والمطربة داليدا في عام 1987م، وكان سبب وفاتها هو الانتحار وذلك عن طريق تناولها جرعة زائدة من الحبوب، وقبل الوفاة تركت داليدا رسالة تحمل ” سامحوني الحياة لم تعد تحتمل “.

ودفنت الفنانة والمطربة داليدا  في مقبرة مونمارتر (باريس) “Cimetiere de Montmartre” بباريس، وقامت الحكومة الفرنسية بصناعة تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها وهو يعتبر إحدى أكثر الأعمال المنحوتة تميزًا في المقابر الخاصة بالمشاهير، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد.