ثورة فتيات الليل الإسرائيليات على قانون تجريم ممارسة البغاء

العدو الصهيوني

بوابة الفجر


قبل أيام قليلة صادق الكنيست الإسرائيلى بالإجماع وبالقراءة الثانية والثالثة على قانون تجريم ممارسة البغاء فى إسرائيل، لتصبح الدولة العاشرة على مستوى العالم التى تقرر تجريم الزبائن الراغبين فى المتعة الحرام.

القانون الجديد قضى بتغريم الرجل الذى يتم ضبطه لأول مرة وهو يمارس الجنس بشكل غير شرعى بدفع مبلغ 2000 شيكيل وتتضاعف الغرامة فى حالة تكراره للفعل ذاته ل4000 شيكيل، العقوبة من الممكن أن تصل لمبلغ ضخم حوالى 75 ألف شيكيل وملاحقته أيضًا جنائيا فى حالة تكرار الامر، وتسرى العقوبة السابقة أيضًا إذا كان الرجل متواجدًا فى مكان مخصص لتقديم تلك الخدمة.

ووفقًا لبيانات مكتب وزارة الرفاه، فهناك حوالى 14 ألف شخص بين رجل وسيدة،يعملون ويتربحون من صناعة الدعارة فى إسرائيل، من ضمنهم أيضًا حوالى 3 ألاف صبى وفتاة فى مقتبل العمر، كما أن 62% من السيدات العاملات بالدعارة، هن أمهات فى الأساس لأبناء أقل من 18 عام.

وعلى الرغم أن القانون سيساعد عدد كبير من النساء الإسرائيليات فى التخلص من ممارسة الدعارة، إلا أن عدد كبير منهن أعربن عن إعتراضهن من القانون الجديد وأكدن أن ضرر القرار أكثر من نفعه بالنسبة لهن.

وفور صدور القانون أصدرت جماعة تحمل إسم "منظمة النساء العاملات " التى تضم عدد من النساء اللائى إشتغلن فى السابق بالدعارة وبعض اللائى يعملن الان، بيانًا ندد بالقانون الجديد أشاروا خلاله أنه خلافًا لما يُنشر أن القانون سيؤدى إلى تقليص الظاهرة بشكل كبير عن طريق إبعاد ووترهيب الزبائن الراغبين فى الحصول على المتعة، إلا أن العكس هو الصحيح فمن خلال البيانات والشهادات التى صدرت من الدول التى طبقت هذا القانون من قبل، بعدما تبين أن الظاهرة لم تختفى من تلك الدول بل تضاعفت وإنتقلت لتتحول إلى بضاعة راجئة داخل سوق سرى.

واشاروا أن الحرب التى تشنها الدولة على الرجال لوقف ممارسة الدعارة، سيدفع ثمنها النساء فقط اللائى سيعانين من عنف القائمين على فرض وتنفيذ القوانين، وطالبن بتوفير الحماية لهن من قبل الدولة مثل حرصها على حماية الرجال من الخطر _كما ورد بالبيان.

وأضافوا خلال البيان ان الطريقة التى تتعامل بها الحكومة لوقف إنتشار الدعارة خاطئة من الأساس،فالحل كان يكمن فى نشر حملات التوعية والتحذير من الأمر من خلال المناهج الدراسية التى يتعلمها الطلاب منذ الصغر، وليس عن طريقة معاقبتهم بالحبس والغرامة عند الكبر.

وذكرت إحدى فتيات الليل وتُدعى "نتالى " أن قانون تجريم الدعارة بمثابة الإرهاب بالنسبة للنساء العاملات بها، فعندما ترغب المرأة للعمل بالدعارة يكون الامر معروفًا ومعلومًا للجميع ،ويكون لديها أيضًا سببًا مناسبًا لفعل ذلك وهو الحصول على المال وتحسين حالتها الإقتصادية وتربية أبنائها ووالديها المسنين، لكن القانون الجديد سيمنع عنهن مصدر الرزق ويدعهن عرضة للسقوط فى هاوية لا مخرج منها.

وأوضحت أنها تلقت بحكم إشرافها على صفحة بعنوان when she works على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك،التى تضم عددا كبيرًا من النساء اللائى يعملن وعملن فى السابق فى قطاع الدعارة، أكثر من 30 إتصال ورسالة منهن فور الإعلان عن القانون، وأشارت إنتابتهن حالة من الهيستريا فور الإعلان عن القانون خوفًا من فقد عملهن نظرًا لأن الرجال سيخشون من توقيع الغرامة عليهم ومن ثم الحبس بعد ذلك، كما أعربن عن مخاوفهن من فقد زبائنهن المثاليين، الذين يحترمون قواعد وأداب المهنة ولا يطالبونهن بأشياء شاذة غير مألوفة، وأن يحل محلهن مجموعة من البلطجية والرجال الأكثر عنفًا.

وتحصل بائعة الهوى فى إسرائيل على مبلغ يتراوح بين 500 إلى 600 شيكيل فى الجلسة الواحدة، وفى بعض الأحيان يتخطى المبلغ حاجز الالف شيكيل "أى يتخطى حاجز الخمسة ألاف جنيه مصرى "و المتوقع كما يشير التحقيق الذى أجرته صحيفة معاريف أن تقل القيمة بشكل كبير خلال الفترة القادمة نتيجة لفقد بائعات الهوى لميزة المساومة مع الزبائن بعد سن القانون.

وعلى الرغم من ذلك كشفت الصحيفة أن معظم العاملات فى هذا القطاع، يعملن بمعرفة أمهاتهن اللائى لم يرفضن عمل بناتهن فى الدعارة، بل أن البعض كانوا يشجعن بناتهن على الحصول على مبالغ أكبر من زبائنهم.

وفى المتوسط تتمكن بائعة الهوى التى تكتفى بأربعة زبائن فقط، من تحقيق مبلغ يتراوح بين 8000 إلى 9000 شيكيل شهريًا.

وهناك أيدولوجية خاصة تتعامل بها بعض فتيات الليل فى إسرائيل، وهى التركيز على المتزوجين فقط، إذ ان الرجل المتزوج يميل إلى الصمت وعدم فضح أمره وبالتالى عدم كشف هوية الفتاة التى يقضى معها لياليه الحمراء التى تكون فى معظم الحالات طالبة فى الجامعة أو موظفة معروفة.

التقرير لخص فى نهايته أن الجانب الإقتصادى كان له الدور الاكبر فى عمل الفتيات فى الدعارة وزعم أن عدد كبير من فتيات الليل فى إسرائيل يرغبن فى ترك المهنة لو توفرت لهن بدائل أخرى تُدر عليهن أرباحًا مشابهة فى حين أن النسبة الباقية،يستمتعن بعملهن ويقمن بإختيار الزبائن وفقًا لأهوائهن الشخصية.